موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم
نشر الإثنين، ٢٩ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٨
دعوات لمكافحة خطاب الكراهية خلال تكريم ضحايا هجوم كنيس بيتسبرغ

بنسلفانيا – أ ف ب :

نظم متضامنون الأحد وقفة بالشموع لتكريم ضحايا عملية إطلاق نار دامية وقعت في كنيس في بيتسبرغ باعتداء قام خلاله مسلح أعرب عن رغبته في قتل "كل اليهود" بفتح النار على مجموعة معظمها من كبار السن، قبل أن تعتقله الشرطة.

واكتظ مسرح "متحف وقاعة بيتسبرغ التذكارية للجنود والبحارة" بالمشاركين في المراسم التي استغرقت 90 دقيقة والتي افتتحت بموسيقى عزفتها فرقة أميركية افريقية. وأكد الحاخام جيفري مايرز وسط تصفيق الحضور "لا مكان لكلمات الكراهية في بيتسبرغ"، قبل أن يتوجه إلى القادة السياسيين بالقول: "يجب أن يبدأ الأمر من لدنكم قادتنا. كلماتي ليست مادة للدعاية السياسية. أوقفوا خطاب الكراهية".

وتلا الحاخام الذي ساعد في إخراج الناس من الكنيس عقب الهجوم صلوات باللغة العبرية وعيناه تدمعان. كما أقيمت مناسبات مشابهة في أنحاء البلاد فيما توالت التعازي من أفراد الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، التي تعد الأكبر خارج إسرائيل، ومن البابا فرنسيس والقادة الأوروبيين، كما ومن وزير الخارجية الإيراني.

واعتبر الاعتداء الهجوم الأكثر دموية بدوافع معادية لليهود في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.

وندد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتداء قائلا "لا يمكن تجاهل آفة معاداة السامية ولا التسامح حيالها أو السماح لها بالاستمرار". لكنه حمل وسائل الإعلام الأحد مسؤولية إثارة التوترات، وقال "تقوم (منصات) الأخبار الزائفة بكل ما باستطاعتها لتحميل الجمهوريين والمحافظين وتحميلي أنا مسؤولية الانقسامات والكراهية التي يعاني منها بلدنا منذ مدة طويلة جدًا".

وتابع "في الحقيقة، تتسبب تغطيتهم الزائفة والكاذبة بمشكلات أكبر بكثير مما يدركون". وأشار ترامب في وقت سابق إلى خيار نشر حراس في أماكن العبادة بدلا من تشديد قوانين حيازة الأسلحة النارية لمواجهة جرائم الكراهية.

لكن رئيس بلدية بيتسبرغ بيل بيدوتو قال للصحافيين "معالجتنا يجب أن تكون: كيف نسحب الأسلحة النارية التي تشكل العامل المشترك لكل حوادث إطلاق النار في أميركا من أيدي الذين يريدون التعبير عن كراهيتهم بجرائم قتل".

لكن تقارير إعلامية نقلت عن بعض عائلات الضحايا عدم رغبتهم في مقابلة رئيس يحمله كثيرون مسؤولية نشر الكراهية في وقت نشرت مجموعة من رجال الدين اليهود في المدينة رسالة مفتوحة الأحد حملوا ترامب فيها المسؤولية عن عملية إطلاق النار. وورد في الرسالة "في السنوات الثلاث الأخيرة، شجعت أقوالكم وسياساتكم حركة قومية للبيض تتسع يوما بعد يوم. وصفتم بأنفسكم القاتل بأنه شرير، لكن العنف الذي حدث هو مباشرة لتأثيركم".

من جهته، رحب مدير "رابطة مكافحة التشهير" جوناثان غرينبلات بتصريحات ترامب التي أعقبت الهجوم، لكنه شدد على أن "ما يهم ليس فقط ما تقوله بعد وقوع المأساة" بل "البيئة التي تخلقها بخطابك". وازدادت الأعمال المعادية للسامية في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، بحسب احصائيات الرابطة.

وكان مهاجم الكنيس باورز يعيش على بعد نصف ساعة بالسيارة منه. وعمل كسائق شاحنة وارتبط بسلسلة من المنشورات المعادية للسامية عبر الانترنت نشرت على موقع "غاب.كوم" الذي يتصفحه قوميون بيض. وورد في شكوى جنائية تم رفعها السبت أنه قال للشرطة إنه يرغب "بأن يموت جميع اليهود" الذين اتهمهم بارتكاب "إبادة بحق شعبه".