موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٢ أغسطس / آب ٢٠١٦
درب نفسك على الإلهام الذاتي الإيجابي

د. اسمهان ماجد الطاهر :

قُل لنفسك كل صباح انا نشيط قوي سعيد وراضي بما قسم الله، سيعمل عقلك على ارسال إشارة لجسدك تزيد طاقتك اليومية. أن فن إلهام الذات وحفزها بدافع داخلي هو أهم عامل للإستمرار وتحقيق الاهداف في الحياة.

تمضي أيامنا متسارعة ونقضي جزءًا كبيراً من حياتنا في العمل والسعي في دروب الحياة، نحاول جاهدين تحقيق احلامنا واهدافنا التي تختلف بإختلاف السمات الشخصية لكل منا، فكما الازهار انواع متعددة والوان مختلفة كذلك هم البشر مختلفون ومتمايزون السمات والاحلام والقدرات والاهداف. يجمعنا هدف واحد هو أن لا نفقد شغف الحياة فهو يمثل الرغبة في الحياة والنجاح والطموح.

تستنزف الحياة والظروف احياناً الكثير من طاقتنا واحساسنا بالرضى والسعادة . البعض يفقد طموحه وطاقته الايجابية بالحياة من أول معضلة او عرقلة يمر بها، واخرون يقضون العمر يشكون ويتذمرون، والبعض تضيع اعمارهم وهم ينتقدون الظروف والاشخاص والحياة ويقضون العمر بصحبة السخط والبحث عن الهفوات وتعداد الهموم دون قدرة على الاحساس بغير ذلك.

أن الإحساس بالرضا اصبح تحدياً كبيراً في زمن قلت فيه القناعة التي اسماها اجدادنا الغنى حيث قالوا «القناعة غنى النفس» . وبشكل عام لا يستطيع البشر العمل بطاقة وتطوير انفسهم أو التقديم والتضحية للاخرين دون امتلاك حد أدني من الرضا.

ولإمتلاك هذا الحد الادنى علينا أن نكون في احسن حال وأفضل هيئة ونمتلك الصحة الجسدية والقوة النفسية حتى نقوم بما هو مطلوب منا من واجبات بطاقة وشغف، ونشعر بجمال الكون من حولنا. والسؤال كيف يمكن الوصول الى الرضا والعالم يمر بظروف صعبة والوضع الاقتصادي سيء، والاحلام متعثرة والاماني يكاد يأخذها الضياع!

الإجابة ابدأ بنفسك . اهتم بها قدر ما تستطيع سواء جسدياً او صحياً ونفسياً وعقلياً وروحياً.

أما صحياً وجسدياً فإعمل على إنتقاء اسلوب غذاء صحي وممارسة القليل من الرياضة ، ولا تهمل مظهرك الشخصي فهو جزء من إحساسك بالقوة . نفسياً لا تشغل نفسك بما لا يعنيك وتمنى الخير للاخرين كما لنفسك ولا تتخلى عن احلامك التي ترغب بتحقيقها مهما تقدم بك العمر، ليكن هناك دائماً حلم ولو صغير، فروعة انتظار تحقيق الحلم يؤمن لك شغفُاٌ بالحياة.

اما عقلياً فحافظ على تغذية عقلك بالمعرفة والثقافة وابحر في كل ما هو جديد وحديث حتى لا ينساك الزمن ويتقادم تفكيرك واحساسك بالكون من حولك. أما روحياً فلا تنسى علاقتك بالخالق، تقرب بكل طرق العبادة واجعل الروحانية جزءا مهما من حياتك لانها أهم اسباب هدوء النفس والروح.ان عدم الاحساس بالرضا يفقدنا الفرح وقد يسرق النوم العميق الهاديء الذي حظي به عمر بن الخطاب حين عدل فأمن فنام.

لا أفقد الله نفساً الاحساس بالرضا فهو بوصلة توجه البشر في الحياة. ان احساسنا بالرضا بما قسم الله هو نعمة كبيرة وهو ما يمنحنا طاقة إيجابية وقوة واصرارا في الحياة وهو ما يقودنا نحو السعادة. وأخيراً اعتقد وقد أكون مخطئة أن اكثر البشر احساس بالرضا والسعادة هم الزاهدون في الدنيا ومن يمتلكون طاقة ايمانية وروحانية عالية.

(نقلاً عن جريدة الرأي الأردنية)