موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٨ سبتمبر / أيلول ٢٠١٧
حركة الإصلاح بعد 500 عام: أسباب الخلاف بين لوثر والكنيسة الكاثوليكية

ألمانيا - الأب منويل بدر :

<p dir="RTL">حدث ذلك الخلاف للأسف لأن التوعية الدينية والعلم العميق بالأمور اللاهوتية كما هو اليوم، كان الشواذ وليس القاعدة. إذن كان بالإمكان تحاشي هذا الانشقاق الذي تتألم منه كنيسة يسوع منذ 500 سنة، لو أجهد لوثر نفسه وفهم ما عنته الكنيسة في ذلك الوقت وبروحه. فكيف نفهم، كيف نفسّر موقف الكنيسة وما عنته بتعليمها عن الغفران، كما نصلي في قانون الإيمان &quot;نؤمن بمغفرة الخطايا&quot;.</p><p dir="RTL">لقد حان الوقت أن نشرح ببساطة أسباب الخلاف بين لوثر والكنيسة، فأنا على يقين أن الأكثرية الساحقة لا علم لها بأسباب الانفصال، ولماذا انشقّت كنيسة المسيح الواحدة إلى كنيستين، وأصبحت دائرة الفصل بينهما من وسيعة وكبيرة إلى أوسع وأكبر خلال الـ500 سنة الماضية بسبب التعنّت البشري وعدم المقدرة على الاعتراف بالخطأ المؤلم.</p><p dir="RTL">الكنيسة الكاثوليكية قد اعترفت مرارًا وتكرارًا بأخطائها عن الماضي، خاصة البابوات يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر وفرنسيس، وأمّا الكنيسة البروتستانتية فكأنها أولاً لم تسمع بهذه الإعترافات والإستعذارات عن أخطائها، وثانيًا كأنها لم تعِ حتى اليوم ما ارتكب مؤسّسها لوثر من تجاوزات بحق الكنيسة الكاثوليكية ورئيسها خليفة القديس بطرس الموكل من المسيح لإدارتها إلى انقضاء الدهر. فكما نعرف لم يصدر منها حتى اليوم أي كلمة اعتذار أو اعتراف بزلات مؤسسها. همّها الوحيد، عندما تطالب بالوحدة، هو نسيان الماضي أو وضع غطاء عليه، كأنّ لا خلاف قائم، دون إظهار عمل شجاعة والإعتذار، إذ الإعتذار هو بداية فتح الطريق لإمكانية الإشتراك في سرّ الإفخارستيا، أي الاحتفال بالقداس، كما كان مطلبهم الأوّل والأهم من البابا بندكتس السادس عشر عندما زار ألمانيا عام 2011 وخصص لزيارة المركز اللوثري في مسقط رأس لوثر في مدينة <span dir="LTR">Wittemberg</span> زيارة خاصة للتحدّث مع المسؤولين عن طريق متابعة الحوار، لكن ولأن البابا لم يستجب لمطلبهم بالاحتفال بقداس مشترك في سنة اليوبيل أي 2017 دون أي وعد منهم بالاعتراف بحقائق الإيمان الأخرى، التي لا تعترف بها الكنيسة البروتستانتية حتى اليوم، وهي أولوية البابا التي لولاها لتفرّعت الرئاسات وتبددت وحدة الإدارة والتعليم بصوت واحد، كما الحال في الكنيسة البروتستانتية. كلمات يسوع لبطرس واضحة: &quot;أنت الصخر، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي (متى 18:16).</p><p dir="RTL"><strong>كيف يفهم البروتستانت هذا الموقع المهم من الإنجيل؟</strong></p><p dir="RTL">أكثر البروتستانت يفهمون اختيار يسوع لبطرس كاختيار رئيس دولة، لمدّة معيّنة، وهنا مع بطرس فقط لمدّة حياته الأرضيّة. فالمسيح أراد خلافة مؤقّتة فقط لبطرس لا لخلفائه. أما وعد يسوع فهو للكنيسة عامة، التي ستقوم بعد بطرس حتى بدون بطرس. ولكن هل هذا فعلاً ما عناه المسيح؟ هناك قسم آخر يؤوّل فهم كلمة المسيح لبطرس، أنّ المسيح عنى بناء الكنيسة على إيمان بطرس فقط وليس على شخص بطرس. وذلك لأن بطرس كان دائمًا قائد المعترفين بحقيقة يسوع: &quot;فلمن نذهب؟&quot;، &quot;أنت المسيح ابن الله&quot;، &quot;أنت عندك كلام الحق&quot;. فهذه كلّها تأويلات تُخطئ الهدف ولا تنفع الوحدة المنشودة. وإن تشتت الكنيسة البروتستانتية هو دلالة على عدم رئاسة واحدة فيها كما أرادها المسيح.</p><p dir="RTL">بما أن هذه العقيدة متنازع عليها أيضًا مع الكنائس الأرثوذكسية، فلقد سمح البابا الراحل القديس يوحنا بولس الثاني بمناقشة هذا الموضوع وأعطى هو الفكرة أنه إذا أقرت جميع الكنائس بالإعتراف بالإيمان الواحد وجميع حقائق الدين، كما علّمها يسوع ونجدها في الأناجيل وطريقة وضعها في الواقع كما أظهرها لنا الرسل (نؤمن بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية)، فلن يكون من مانع لاختيار بابا أيضًا من الكنائس الأرثوذكسية. فإلى أن تتفق جميع الكنائس بما فيها الكنيسة البروتستانتية بجميع الحقائق الدينية، ولا يبقى عليها أي نزاع، سوف تجري مياه كثيرة في الوديان قبل أن تتجمّع كلها في عرض المحيط الواحد.</p><p dir="RTL">من ينسى في هذا المجال منشور البابا بندكتس السادس عشر عام 2007 عن &quot;من هي الكنيسة التي أسسها المسيح؟&quot;، معطيًا الجواب: هي الكنيسة التي تعترف بجميع تعاليم المسيح الحاوية عليها الأناجيل. فمن ينكر حقيقة واحدة من هذه الحقائق الدينية، لا يحق له أن يسمي نفسه كنيسة المسيح، بل فرع منشق عنها. مما أزعل الرئاسة البروتستانتية (فهل كل الـ253 فرعًا، بتسمياتها العديد: شهود يهوه، المعمدانية، السبتية، اليوم الآخير... التي انشقت عن الكنيسة البروتستانتية كلها كنائس حقيقية أسسها المسيح؟).</p><p dir="RTL">ومن الحقائق التي جرى الحديث فيها بين البابا بندكتس والكنيسة البروتستانتية عام 2011 منها الاعتراف بسر الكهنوت الخاص، الذي أسسه المسيح وربط فيه إمكانية الاحتفال بسر القربان، أي القداس. ثم الإقرار بوجود سبع أسرار، لا إثنين فقط، وماذا نقول عن إكرام القديسين وعلى رأسهم أم المسيح، التي بعد ولادة يسوع لا مكان لها في الكنيسة البروتستانتية كأن شيئًا ما كان ولا دور لها في الحياة المسيحية. فهم متشبثون بكلمة الرسل: باسمه وحده (أي يسوع) يحدث الخلاص. هذا أيضًا ما تعترف به الكنيسة الكاثوليكية &quot;أن يسوع هو الذي مات على الصليب ليخلصنا&quot;. لكن لا ننسى أن القديسين هم وسطاء بيننا وبين المسيح، مثل أي وسيط في حياتنا اليومية لنصل إلى مطلب معيّن. بدون القبول والاعتراف بهذه الحقائق الإيمانية لا أساس لمطالب الكنيسة البروتستانتية بالوحدة كما كانت قبل 500 سنة. فهذا من المستحيلات السبع.</p><p dir="RTL">الكنيسة البروتستانتية بوسعها هي ألا تفوّت المناسبة التي تريد الاحتفال بها في آخر أكتوبر من هذه السنة لتفهم الخطأ الذي ارتكبه مؤسسها فتعتذر عنه، كما اعتذرت الكنيسة الكاثوليكية عن تاريخها الذي ما كان دائمًا صحيحًا أو مشرّفًا لها. من تاب عن خطأ فكأنه لم يقترفه. فتكون مناسبة الاحتفال فتح صفحة جديدة في علاقة الكنائس وتقرّبها لبعضها، فتصبح الوحدة وشيكة بل وسهلة المنال. لكن بما أن البابا لم يستجب لطلب المسؤولين بإقامة الذبيحة المشتركة المنشودة بمناسبة اليوبيل، دون القبول بالاعتراف بالحقائق المذكورة، فقد خابت آمال الكنيسة البروتستانتية من هذه الزيارة ورأت في موقف البابا تسكير باب الحوار بوجهها، وأنه يُعيق بل يقود عجلة الحوار إلى الوراء لا إلى الأمام. كما قال المثل العامّي: ضربني وبكى سبقني واشتكى!</p><p dir="RTL">الكنيسة لا تعارض الاتفاق والمصالحة، بل هذا هو شغلها الشاغل كلّما دار الحديث حول توحيد الكنائس، لكن على الكنيسة البروتستانتية أن تقوم من جهتها بخطوة إيجابية، نفهم منها استعدادها للاعتذار عن الماضي واستعدادها للقبول بما حذفته من حقائق لاهوتية منذ انفصالها عن الكنيسة الكاثوليكية.</p><p dir="RTL">نحمد الله أنّ ما مارسته الكنيسة الكاثوليكية في هذا المجال بإعطاء صكوك، أُسيء فهمُها بتسميتها صكوك الغفران، قد انتهى وقتها من سنة 1550 ولو أن ذكراها لا تزال حيّة في العقول، خاصّة المعادية للكنيسة الكاثوليكيّة (حتّى عند الإسلام الذين لا علم لهم بالموضوع، إذ فهمهم قائم فقط على الناحية المادية بمعنى بيع أوراق وابتزاز المال من الناس، دون أن يعرفوا أن ذلك سوء فهم لتعليم ديني محض لا شبيه ولا ذكر له في ديانتهم). نعم تعليم وعمر الصّكوك ما كان طويلاً وقد زال، لكن ذكر الغفران السيء لا يزال ساري المفعول ويُدرّس في كلِّ كتب التاريخ بمفهومه الخاطئ، ويعتبر ممسكًا على الكنيسة الكاثوليكية. فما هو المفهوم من هذا التعبير الذي أحدث بلبلة كبيرة؟</p><p dir="RTL">الكنيسة الكاثوليكيّة تميز في تعليمها، وهو الصواب، بين الحق العام والحق الشخصي، وبلغة الدين هي تميّز بين الحكم الأبدي والحكم المؤقّت. فنتيجة للاعتراف الصادق بالخطيئة تُغفر لنا الخطيئة والعقاب المؤبّد الذي نستحقه (الحق الشخصي)، وأما عقاب الحق العام فيبقى أوّلا قائمًا. والّذي نستطيع مقارنته بالقانون الجنائي العام بعد ارتكاب جريمة ما، مثلا التسبب في حادث سير إثْرَ شرب الخمور، ينجم عنها موت شخص. فبوسع اهل المائت أن يغفروا للسكران فعلته ويُسقطوا حقهم بالمطالبة بمعاقبته كجاني، وأما قانون الجناية العام فله بند خاص بسبب التصرّف الخطأ (القانون العام)، إذ يأمر بملاحقة الجاني. فما يحدث بالاعتراف هو من هذا القبيل. عندما تتوفّر التّوبة الصّادقة، يغفر الله لنا الخطيئة وعواقبها المؤقتة لكي نبدأ من جديد حياة نظيفة جديدة، وهذا ممكن فقط في الديانة، وأما عواقب الشّر المؤبّدة فتبقى مسجلة في سجلّ العقوبات إلى أن يأخذ القانون مجراه فيها. هذا العقاب، وهو منع مشاهدة الله حالا بعد الموت، مدّتها تتراوح بكمية وعدد المخالفات. كانت الكنيسة تقدّره تقديرًا كالإقامة في سجن حسب ضخامة الخطيئة أو الجرم المرتكب بكذا سنة. هذه السنين يمكن تقصيرها للمائت الغائب عن طريق الأحياء بعمل خلاصي تكفيري على نية موتاهم، من ضمنه الحسنات بقيمة كذا والتنازل عن ملك بقيمة كذا وكذا... إذن يمكن القيام بعملٍ تعويضي تكفيري عن الشر المُقترف: مثلا صلاة ندامة لائقة، أو حسنة لفقير أو محتاج أو مشروع خيري، يُرضي الله فيعمل على تقصير مدة الحرمان من مشاهدته.</p><p dir="RTL"><strong>مسألة الغفران والإقامة في المطهر</strong></p><p dir="RTL">إن ما أثار ثائرة لوثر هو أن الكردينال البريشت <span dir="LTR">Albrecht</span> المسؤول عن ابرشيتي ماينس<span dir="LTR">Mainz </span>وماجدبورج <span dir="LTR">Magdeburg</span>، أكبر مدن ألمانيا في ذلك الوقت وأوسعهما نفوذا على المواطنين، كانتا تحت سيطرة الكنيسة الواسعة باثني عشر أبرشياتها تحت إدارة البريشت، الذي بحكم قرابته الدموية للقيصر فريدرش حاكم ماجدبورج، كان مساعد القيصر وثاني أقوى رجل بعده. ومن التاريخ نحن نعلم أنه منذ بداية المسيحية في ألمانيا على يد القيصر شارلمان الكبير المتوفى عام 814 وكل خلفائه اتفقوا على حماية روما عند الحاجة. فهم كانوا يعرفون بأن الكنيسة ليست على حق كامل في خلافها مع لوثر لكنهم تمسكوا بوعدهم في حماية روما لئلا يعطوا رجلا واحدًا، أعني لوثر، حقًا فتتكذّب الكنيسة كاملة وهذا ليس من صالح القياصرة. فبقوا واقفين إلى جانبها بمحاربة لوثر، إذا لم يكفر بمنشوره والرجوع إلى حضن الكنيسة. لكن لوثر بقي على عناده إذ كان هو أيضًا سيخسر الجماهير التي صفّت إلى جانبه وسارت من وراءه احتجاجا على روما.</p><p dir="RTL">وسط هذه القلاقل فقد سمح البريشت ببيع الغفرانات وذخائر القديسين اللامحدودة في السوق العلني وإعطائها قوة الشفاء من الأمراض، حيث لم تكن العناية الطبية معروفة ولا تقارن&nbsp; بحالنا اليوم، فكان التعبد لها كأنه زيارة طبيب اليوم وربط قوة الشفاء وغفران الخطايا بالتعبد لأصحابها، إذ كان الناس يعتقدون بأنه بسبب إيمان صاحبها بالله، فإنَّ قوة المسيح الشافية كامنة في هذه القطعة من الذخائر. أضف إلى ذلك موقف الكاهن الدومينيكاني يوهانّس تيتسل <span dir="LTR">Johannes Tietzel</span> المنسّق العام لبيع الغفرانات والدفاع عنها، فقد سبب خلافًا حادًا مع لوثر الذي اختلى وألّف منشوره المعروف بالـ95 اعتراضًا على الإجراءات التي تلطّخ بها تاريخ الكنيسة للأبد. والمؤرخون يقولون تعليق هذه الإعتراضات كان بداية الإنشقاق، وهو يوم 31/10/1517 ليلة جميع القديسين الذين كان لوثر قد كرّمهم وطلب شفاعتهم لسنين طويلة. وقد كان شاهدًا لتكريم الذخائر التي كانت بحوزة الحاكم في بلده في قصر <span dir="LTR">Wittember</span> حيث اختبأ لمدة طويلة فيه وحيث كانت ذخائر القديسين في عيد جميع القديسين تُعرض في كنيسة القصر مرة في السنة. علمًا بأنه كان ممكنًا تحاشي هذا الانشقاق لو كان الناس منفتحين ومثقفين مثلنا اليوم. لوثر أراد شرح المقصود من الغفرانات وكيف يجب فهمها، كما اعتقد هو بأنه يفهمها أحسن من مطران ماينسو ماجدبورج والكاهن الدومينكاني المذكورين أعلاه، إذ هي لاهوتيًا ما كانت مدروسة أو واضحة كما هي اليوم. لكن المذكورين رفضا اللقاء به بناءً على طلبه إذا لم يستنكر بنوده الـ95 ويسحبها من السوق، لكن هذا كان مستحيلا إذ كانت قد انتشرت على نطاق واسع بين الشعب وما عاد ممكنًا سحبها من أيديهم ونسيانها. وانتشارها الواسع جعله معروفًا عند الإقطاعيين أعداء الكنيسة فساندوه فما عاد التراجع ممكنًا وإلا فسيخسر مياه وجهه وسمعته. وهذا لم يقبل به. لقد ضحّى بمفعول التقوى والاعتراف راميًا باللوم على سلطة البابا التي بدت له أعلى من سلطة الكتاب المقدس التي تشبّث بها فلقى من يساندهحيث أثار بمنشوره المعادي وشروحاته المغلوطة غضب البسطاء، وهم الأكثرية، على الكنيسة فتقرّب إليه الإقطاعيون الّذين ما كانوا مسرورين من سلطة الكنيسة وفرض الضرائب عليهم، فساندوا لوثر وانضموا إليه في ثورته ضد الكنيسة، فصدرت المقولة العامة المعروفة: ديانة القيصر هي أيضا ديانة المواطن: <span dir="LTR">Cujus Regio, ejus Religio</span> ومنذ ذلك الوقت انقسمت ألمانيا دينيًا حسب سياسة حكامها ومناطقها.</p><p dir="RTL">وللسبب عينه فقد قامت أول حرب دينية ضد لوثر وأتباعه عام 1544، قادها القيصر شارل الخامس الموالي للبابا بولس الثالث الذي هو أيضا كان افتتح مجمع تريانت <span dir="LTR">Trient</span> عام (1545-1565) كحركة معاكسة لحركة لوثر الذي فيه أُقِرّت أسس الكنيسة الكاثوليكية القائمة على الأسرار وفهم الخطيئة الأصلية والخلاص والرئاسة الحقيقية في الكنيسة. شارل الخامس توصّل بالقوة لإرسال مساندين للوثر إلى المجمع ليرغمهم على التراجع عن الانشقاق، لكنهم أصرّوا حتى في المجمع على رفض الصلح وتركوا الاجتماعات، إذ قالوا أوامر البابا وسلطته واضحة في القرارات. لحقها تأسيس الطقس البروتستانتي للقداس وفرض اللباس أثناء الإحتفال المعروف بلا ملابس ليتورجية معينة. هذا ولا ننسى تأليف كتاب تعليم جديد من مساعده مالنكتن المعروف تحت اسم <span dir="LTR">augsburg Cathechism</span> الذي احتوى التعليم الجديد للكنيسة البروتستانتية، ولا يزال مثلا المرجع للحوار حتى اليوم مع الكنيسة الكاثوليكية. بهذا تمّ تأسيس الكنيسة البروتستانتية بدون رئاسة معينة تُرتّب البيت من الداخل، إذ بحسب لاهوت لوثر الكنيسة هي ليست كل الأعضاء المنتمين إليها والمعمّدين فيها، إنما هي جماعة المدعوين والمخلّصين بدون استحقاق منهم إلكن بإيمانهم ورحمة الله لهم. وهنا تظهر معاكسته لتعليمه، فهو من جهة لا يريد رئاسة عامة للكنيسة بينما يفرض رئاسة للرعية المحلية لتبشيرها وتأمين ارتباط مؤمنيها مع بعض. وللتوضيح يقول رئاسة الرعية هي ليست مرتبطة بأسرار الكنيسة، من هنا عدم وجود الكهنوت فيها. بل كل واحد معمّد ومثبّت ومتعلّم يمكنه أن يقوم بوظيفة الكاهن دون الرسامة الكهنوتية.</p><p dir="RTL"><strong>يتبع...</strong></p>