موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٨ سبتمبر / أيلول ٢٠١٦
حبيب أفرام لمجلس كنائس الشرق الأوسط: ليس لدينا ترف الصمت والانتظار

عمّان – أبونا :

 

وجّه حبيب أفرام، رئيس الرابطة السريانية، والأمين العام لاتحاد الرابطات المسيحية في لبنان، والأمين العام للقاء المسيحي المشرقي، رسالة إلى الجمعية العمومية الحادية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والتي اختتمت أعمالها يوم الخميس، في العاصمة الأردنية عمّان.

 

وقال أفرام: "أصحاب القداسة والنيافة. وأنتم تلتقون في جمعيتكم العمومية الحادية عشرة في الأردن، ممثلين روحيين عن كافة الكنائس المشرقية، يتطلع مسيحيّو الشرق، المهددّون المظلومون المهجّرون الفقراء، إليكم، يحمّلونكم آلامهم وصلبهم وهواجسهم، علّكم تجيبون، بشفافية وصدق، عن أسئلة جوهرية باتت تمس حضورهم وتسمح بأن يُقال الحضور المسيحي في الشرق على حدّ السكين!".

 

وأضاف: "كيف نبقى؟ هذا هو جوهر قضيتنا. لا شيء آخر. لا حوار أديان ولا القضية الفلسطينية هو أولويتنا. بلْ كيف نوقف نزيف تهجير كل مسيحيي الشرق؟ كيف نناضل من أجل مواطنة ومساواة وحرّيات وتنوع وتعدد وحقوق انسان. نحن بحاجة إلى ثورة ونهضة في فكرنا وعقلنا ورؤيتنا وتصرفاتنا ونهجنا بدءا من كنائسنا وأحبارنا الى كل مؤسساتنا. ما فعلناه  حتى الآن، ليس كافياً. علينا تغيير أسلوبنا لأننا اذا استمرينا هكذا انتهينا".

 

تابع: "نحن في خضم الجنون  ونار جهنم، في منطقة تستيقظ على تفجير وتنام على مذبحة وتحلم بإلغاء مكوّن، غزو سبي جهاد، في منطقة سقط فيها العقل والفكر والانسان، ضجيج قوميات وأديان ومذاهب ونفط وغاز، ساحة صراع دولي واقليمي، وتصاعد أصوليات من كل حدب وصوب تحمل سيفها لتقطع رؤوساً، في كل هذا نحن بلا رؤية ولا أصدقاء ولا تحالفات عميقة ولا على بال أحد".

 

وقال رئيس الرابطة السريانية: "ليس لدينا ترف الصمت. هل مطلوب أن نموت دون أن يدري بنا أحد. ليس لدينا ترف الانتظار. إننا ننزف حتى آخر نقطة دم من نينوى الى الحسكة. اعلنوا حالة طوارىء شاملة. زلزلوا الأرض. من الفاتيكان إلى البطريركية المسكونية، من البيت الأبيض الى الكرملين. ارسلوا نداء صمود الى أهلنا. إننا سنبقى. سندعمكم بكل شيء. حمّلوا العالم العربي والاسلامي مسؤولية ما يجري لنا. لم يعد يكفي أن يتبرأ ملك أو زعيم أو مفتٍ من أعمال داعش وأخواتها عبر مقولة إن هذا لا يمثل الإسلام".

 

أضاف: "كيف تحمون التنوع والتعدّد؟ عن أي مساواة نتكلم: إذا كان بناء كنيسة قبطية في مصر قضية وطنية يحسب لها ألف قانون؟ إذا كانت كلّ مكونات العراق تحت التهديد والتهجير. ألا يستحق كلدانه آشوريوه وسريانه ادارة ذاتية في سهل نينوى؟ إذا كانت سوريا شعلت أي مستقبل ينتظر أبناؤنا في القامشلي والحسكة وحلب؟ وإذا كان مسيحيّو لبنان لا يمونون في انتخاب رئيس طالع من نبضهم وقوتهم وتاريخهم وتمثيلهم ولا في قانون انتخاب عادل  فماذا تعني الشراكة الوطنية؟".

 

تابع: "إنه نداء القلب. مطرانان أميران مخطوفان ولا خبر. كأن كل هذه القوى الكبرى التي تحصي أنفاسنا لا تسأل ولا تهتم! إنه نداء حتى لا يصبح كلّ مسيحيي الشرق مثل المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي مخطوفين لا ندري أي مصير لهم. وحتى نبقى كنائس أنطاكية وسائر المشرق ولا نصبح سائر الاغتراب".