موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٢٨ يوليو / تموز ٢٠١٦
ثقافة الشكر

محمد طالب عبيدات :

يفتقر كثيرون لثقافة الشكر حيث لا يمارسونها وغير مقتنعين بها لأنهم لم يعتادوا عليها البتّة، بالرغم من معرفتهم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلّم: "مَنْ لا يشكر الناس لا يشكر الله تعالى"، وبالرغم من معرفتهم لقوله تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنّكم"، وبالرغم من إيمان الجميع بأنها تُقوّي الروابط الأصيلة والمتينة بين الناس لا بل تُكثر المحبة والإحترام بينهم، وبالرغم من أن المخلصين أحوج ما يكونوا لها في العمل ليستمرّوا في مسيرة عطاءهم:

1. عدم الشكر لمن يُتقن عمله ويجدّ ويجتهد به يعني أننا سلبيين تجاهه لا بل نحبطه ونتطلّع للنصف الفارغ من الكأس.

2. عدم شكر وعرفان من يُقدّم لنا الخدمة يعني أننا نُشجّعه على عدم تقديمها لنا أو لغيرنا مرّة أخرى.

3. الفرق كبير جداً بين النفاق والتملّق لشخص ما وبين شُكرة والإمتنان له على عطاءه أو خدمته، فالخيط الرفيع بينهما هو المصلحة مع الأسف.

4. من الواجب على مَنْ يُقدّم الخدمة للغير أن لا يَمُنّ عليهم أيضاً وإلّا أصبحت علاقة الناس ببعضهم كلّها إبتزاز ونفعية ومصلحة.

5. الشكر ثقافة تنمّ عن الرقي والتربية الأصيلة وثقافة ردّ الجميل والإحترام والتقدير.

6. مطلوب جعل ثقافة الشكر كثقافة مجتمعية لغايات التواصل اﻹنساني.

بصراحة: ثقافة الشُكر تربية وإيمان بإحترام عطاء الآخر دون مِنّة منهم، ونحتاج اليوم لنُربّي أبناءنا عليها لأن معظمهم يفتقر لها وحتى الكبار منّا، مع الأسف، ولنساهم في خلق جيل شاكر للناس ولربه.