موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الجمعة، ١ ابريل / نيسان ٢٠١٦
تيري بيطار تكتب: "الأعمال الخيرية تغيّر وجه المجتمع"

بيروت - تيري بيطار :

منذُ بِدء الحياة، وُجِدَ الإِنسان ولكن من دون أيَّ دليلٍ عن كيفيّة العيش. ففي هذه الأراضي الواسعة، ضاع هذا الكائن، فباتَ في سعيٍ مستمر لفهم الحياة وهدفَها. وما كان له سوى الإكتشاف، فاستنبط أبعادَهُ البشريَّة. أكَلَ حين جاعَ، وشربَ حين عطشَ... بعدها أحسّ، فحبّ ولكنّهُ كرِهَ أيضاً. بضُعفِهِ البشَريّ وَجَدَ الحسدَ والكره حتّى القَتلِ أحياناً. فبات الضَّياع سيّد الموقِف وباتَ التّعامل بحسب الأحاسيس. فها إنَّ قاييل قَتل أخاه هابيل نتيجة الحسَدِ والغيرة.

ففي ظلِّ هذا الضّياع والحيرة التي كان فريستها النّاس، أُوجِدَ الدّين. أتى هذا الأخير ليحلَّ عقدةً أبديّة، فهذَّب الإنسان وأضفى معنىً لحياتِهِ. فأَصبح هذا الكائن يعيش للقاء نهار الحساب؛ فلم تكُن الحياةَ الأرضيّة سوى مرحلة تمرينيّة في هذا العالم الفاني، تحضيراً للحياة اللّا نهائيّة. الجنّة تكون المكان الأخير بحال إحسان التّصرّف أو الجحيم، بحال الإِساءة.

فانْتظَمت العلاقات ما بين البشر، باعتبار الجميع أُخوةً. فالأُخوّة ليست بكلمة عابرة. كلمة أَخ تعود لعبارة "آخ" حين نشعر بالألم فنستدعي الأَخ لطلب المساعدة. فبإنساب الأُخوّةِ للمجتمع، ما كانَ للفرد إلّا بمساعدة الفرد الآخر. فالمساعدة هي أصل الأعمال الخيريّة الّتي تُعرف بالأعمال الإِنسانيّة. منَ الإنساني القيام بأعمال خير؛ وبالتّالي، إنَّ أعمال الحَسَنةِ تدل على إنسانيّة الإنسان.

مُساعدة الغير تُولّد الإيجابيّة بالتّعاطي. فالقيام بعملِ خيرٍ واحد يؤدّي الى حلقة لا متناهية من الإيجابيّة والأعمال الخيريّة التي تطال عدد كبير من النّاس من خلال العدوى؛ فتُخفّف السّلبيّات والمصاعب التي نعيش على المستوى النّفسي.

الأعمال الخيريّة تحد من الجريمة. إنّ الجريمة هي وليدة الحاجة والفَقر. فالقيام بأعمال خيّرة تحد من الحاجة مِمّا يؤدّي الى انخفاض درجات الفَقر المتقع فنصل الى اختصار الجريمة.

الأعمال الإنسانيّة تكوِّن آفاقاً جديدة للمواطن. بهكذا أعمال، إنَّ الشّخص الذي يساعد أخاه الإنسان لا يمكنُه أن يكون أنانيّاً. فبالمشاركة نكوّن حب العطاء والعمل الشّراكي الذي يمحو عاهة أساسيّة تدمّر المجتمع وتؤدّي الى خرابِهِ التّام؛ وبالتّالي تتقرَّب أفرقاء المجتمع الواحد فتتعزّز المواطنة فيتطوّر المجتمع.

باختصار، إنَّ الأعمال الخيريّة هي أجمل ما يمكن للإنسان القيام به، للتّعبير عن إنسانيّته. فلإيجابيّات هذا العمل اللّامتناهية، حلول لمشاكلٍ كثيرة. فلنكن أوّل صانعي التّغيير ولنَقوم بمساعدة كل مُعوَز، فنكوّنُ حلقةً من صانعي الخير، نطوّر أنفُسنا فنغيّر المجتمع!