موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٧ مايو / أيار ٢٠١٦
توفي كابوفيلا، السكرتير السابق للبابا القديس يوحنا الثالث والعشرين

بقلم: دومنيكو أغاسو ، ترجمة: سامح مدانات :

توفي الكاردينال لوريس فرانشيسكو كابوفيلا في بيرجامو، وقد كان في السابق سكرتير البابا يوحنا الثالث والعشرين. وكان عمر رئيس الأساقفة 100 عاماً، وقد احتفل به في 14 من شهر تشرين الأول من العام الماضي. منذ 15نيسان كان (كابوفيلا) أكبر أساقفة إيطاليا عمراً، ورابع أكبر أسقف معمِّر في العالم. وعينه البابا فرنسيس كاردينالاً في 22 من شهر شباط لعام 2014، وكان يحمل لقب كبير جمعية سانتا ماريا في تراسفيري.

وقد أدخل الكاردينال إلى مستشفى بالاتسو في بيرجامو.

ولد في مدينة بونتي لونجو (Pontelongo ) بالقرب من مدينة بادوفا، وسيم كاهناً في 23 أيار من عام 1940. وقد شغل منصب المساعد الشخصي لأنجيلو جوزيبي رونكالي، لمدة عشر سنوات، من 15 آذار 1953 إلى 3 حزيران 1963، أولاً عندما كان رونكالي بطريرك البندقية ثم خلال حبريته باسم يوحنا الثالث والعشرين. في عام 1967 عينه البابا الطوباوي بولس السادس رئيس أساقفة كييتي (Chieti) ثم المدير الإداري الدائم لأبرشية فاستو (وتدعى اليوم أبرشية كييتي-فاستو)؛ وقد نال رسامته الأسقفية في 16 من شهر تموز اللاحق، وذلك في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، ثم تم اختياره من قِبَل نفس الحبر الأعظم عام 1971 أسقفاً على لوريتو ومبعوثاً بابوياً لمزار لوريتو.

منذ العاشر من كانون الأول من عام 1988 كان يعيش في سوتو إيل مونتي جيوفاني، موطن انجيلو رونكالي.

في الذكرى المئوية لميلاده، اختار كابوفيلا الاحتفال مع اللاجئين الذين تستضيفهم مدينة سوتو إيل مونتي (بيرجامو).

كان يوحنا الثالث والعشرون أول بابا يشاهده العالم فور انتخابه على شاشات التلفاز. وفي غضون دقائق، أصبح وجهه صورة الأسرة المتداولة في ملايين المنازل. وللمرة الأولى أيضاً، شاع اسم موطنه الأصلي في جميع أنحاء العالم: سوتو إيل مونتي، محافظة برجامو، والتي سميت كذاك لأنها تقع في سفح جبل كاوتو على ضفة نهر أدّا (Adda).

في حاضرة الفاتيكان، ساد جو حول يوحنا، الذي أصبح البابا منذ بضع ساعات فقط، اصطبغ بعواطف المفاجئة والصدمة بين المقربين له، بعد ظهوره على الشرفة المركزية للقديس بطرس وإعطاء البركة الأولى. ثم قام خليفة القديس بطرس الجديد بالاتصال بالكاهن الشاب لوريس كابوفيلا، والذي سبق له ورافقه من البندقية إلى الاجتماع السري لانتخاب البابا.

وقد كان أول لقاء تعارف لهما في مدينة البندقية في عام 1950، وذلك عندما جاء المونسينيور رونكالي للمشاركة في احتفال إحياء ذكرى، ثم أصبح فيما بعد السفير البابوي في باريس. بينما كان الأب لوريس أنذاك، أحد أفراد الإكليروس التابعين لأبرشية البندقية. وكان مسؤولاً عن الاتصالات وأنشطة الشباب. ثم، وفي شهر كانون الثاني من عام 1953، شاهده الأب لوريس مرة أخرى في السفارة البابوية في باريس، حيث كان (كابوفيلا) ضمن وفد إكليروس مدينة البندقية، الذي اجتمع مع انجيلو رونكالي للمرة الأولى، وهو البطريرك المعين حديثاً خلفاً للكاردينال دومينيكو أغوستيني. وبهذه المناسبة دعا رونكالي الأب كابوفيلا للعمل مع "فريق" بطريركية البندقية اعتباراً من شهر آذار من عام 1953.

ثم، هناك في الفاتيكان بعد انتخابه، بابا باسم يوحنا الثالث والعشرون، اتصل رونكالي بسكرتيره في مدينة البندقية قائلاً له: "لا شيء يتغير بيننا، ولكن ههنا، يوجد متطلبات مختلفة مقارنة مع البندقية. نحن في مركز الكاثوليكية، أشياء كثيرة ستغير حياتنا ". وبعد سنوات عديدة، يتذكر كابوفيلا في كتاب المقابلة الذي ألفه، "يوحنا الثالث والعشرون في ذاكرة السكرتير"، أصدار ماركو رونكالي (دار سان باولو للنشر): "أشاهده مرة أخرى في تلك الليلة، يسير ذهاباً وإياباً والسبحة في يديه، وبينما كنت أنا تائهاً وغارقاً في ألف فكرة وفكرة، لم أكن قادراً على إدراك معنى هذا الوضع الجديد وغير المتوقع".