موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٩ أغسطس / آب ٢٠١٧
تنديدات كنسية واسعة لهجوم برشلونة ’اللاإنساني من العنف الأعمى‘

بقلم: سيرنوزيو سالفاتوري ، ترجمة: منير بيوك :

أعرب البابا فرنسيس عن انزعاجه الشديد للهجوم الإرهابي الوحشي الذي أصاب برشلونة الليلة قبل الماضية، وأدان مرة جديدة العنف الأعمى مؤكدًا أنه "إهانة كبيرة للخالق." ففي مذكرة صادرة عن المتحدث باسم الفاتيكان جريج بورك، قال إن الحبر الأعظم أعرب عن قلق شديد عند علمه بما حدث في لا رامبلا دي كاناتاليس التي لا تبعد كثيرًا من ميدان كاتالونيا، وسط المدينة. ففي حوالي الساعة الخامسة من بعد الظهر انطلقت مركبة بسرعة كبيرة باتجاه حشد من السياح، مما أسفر عن مصرع وإصابة العديد منهم قبل تحطمها أمام كشك بالقرب من سوق بوكيريا.

ويُقرأ في مذكرة البابا بيرجوليو، أنه "يصلي من أجل ضحايا هذا الهجوم ويرغب في أن يعرب عن قربه من جميع أفراد الشعب الإسباني، بخاصة الجرحى وعائلات الضحايا". وأعادت صلاة في برقية تلغرافية تم إرسالها اليوم إلى رئيس أساقفة المدينة الكاتالونية الكاردينال خوان خوسيه أوميلا، تأكيد "تعاطف البابا العميق" مع ضحايا هذا "العمل اللاإنساني". يكرر البابا فرنسيس إدانته "للعنف الأعمى" الذي يشير ‘ليه بأنه "جريمة كبيرة بحق الخالق" كما "يرفع الصلوات إلى العلي داعيًا إياه أن يساعدنا على مواصلة العمل بتصميم من أجل تحقيق السلام والوئام في العالم". إنها صلاة للثلاثة عشر شخصًا قتلوا ولحوالي مئة مصابون بجروح خطيرة، بما في ذلك بعض الأطفال.

وقد إدعت الدولة الإسلامية مسؤوليتها عن الهجوم الذي ثكل إسبانيا في حين ما زالت تعاني من الصدمة التي أصابتها منذ ثلاثة عشر عامُا عقب الهجوم الهائل الذي وقع في 11 آذار 2004 في مدريد، عندما قتل تنظيم القاعدة ما يقرب من مئتي شخص وجرح أكثر من ألفي شخص.

ففي حين أعلن رئيس الوزراء راجوي ثلاثة أيام من الحداد الوطني، جاءت إدانة شديدة للهجوم من مؤتمر الأساقفة الإسبان الذي وقف جنبًا إلى جنب مع الشعب الإسباني والشرطة، وصلى لعائلات الضحايا. ففي مذكرة من الأمانة العامة، يقول الأساقفة "في مواجهة هذا العمل المأساوي والبشع، يظهر مؤتمر الأساقفة الاسباني قبل كل شيء قربه من جميع الضحايا وأسرهم إضافة إلى صلاته لهم. كما نريد أيضًا أن نعرب عن دعمنا للمجتمع ككل الذي يتعرض لهجوم بهذه الأعمال، التي تشمل هذه المرة مواطنين من برشلونة وقوات الأمن".

وفي الوقت نفسه، يستمر الأساقفة بالقول: "ندين أي مظهر من مظاهر الإرهاب، فهو ممارسة ضارة في جوهرها، تتنافى تمامًا مع رؤية عادلة وأخلاقية معقولة للحياة. كما أنه لا يقوض بشكل خطير الحق في الحياة والحرية فحسب، بل هو دليل على أقسى درجات التعصب الشمولية". "إننا نحثت جميع المؤمنين، وهي دعوة للرعاة الاسبان، على الصلاة طالبين من الله أن يمنح الراحة الأبدية للموتى، ويعيد الصحة للضحايا الآخرين، ويقدم العزاء للأسر، ويملأ قلب الشعب -الذي يتميز بحسن النية- بالسلام". كما يجب عدم تكرار "مثل هذه الأعمال البغيضة".

ففي حين أصيب الأحد عشر أسقفا من كاتالونيا "بفزع شديد" لهذا "العمل البربري"، فقد أدانوا في بيان لهم الهجوم الذي "يحتقر الحياة والكرامة الإنسانية". وأضافوا: "لا يوجد سبب يبرر العنف أو موت أي شخص" كما "يعهدون الضحايا إلى رحمة الله ويعبرون عن تضامنهم مع مؤمني أبرشية برشلونة، المدينة التي كانت دائمًا ملتزمة بقضية السلام والعدالة".

ألغى رئيس الأساقفة خوان خوسيه أوميلا، الذي تم تعيينه كاردينالا في حزيران الماضي، الرياضة الروحيه التي كان يجريها، وعاد إلى العاصمة الكاتالونية "ليكون عن قرب خلال هذا الوقت العصيب من الضياع والحزن. وقد دان سلفه الكاردينال لويس مارتينيز سيستاش بشدة الهجوم بالإعراب عن تضامنه. وأعرب اتحاد الرهبانيات في كاتالونيا، الذي ندد بشدة "بهذا العمل الإرهابي وغيره من الأعمال"، عن تعازيه لأسر الضحايا وإلى كل أولئك الذين شاركوا في المجزرة، متمنيًا أن "يجدوا القوة التي تسمح لهم بإعادة بناء حياتهم".

كما شدد الكهنة أيضًا التزامهم "ليكونوا بناة سلام ووئام،" ويؤكدون قائلين: "نحن نؤمن إيمانًا عميقًا بأن الحب، والعدل، والسلام أقوى بكثير من الكراهية، والعنف، والدمار. بالإيمان. إننا نواصل الصلاة والعمل على بناء الوئام الذي يسمح لنا أن نعيش معا دون أن يخاف أحد من أي شخص آخر". فيما استذكر رهبان أسيزي مختلف حالات الموت وأولئك الذين عانوا وما زالوا يعانون من الهجمات الإرهابية وذلك على قبر القديس فرنسيس. وكتب الفرنسيسكان على موقعهم: "فلترفع الصلوات من جميع أنحاء العالم بقوة حتى ينتهي العنف ويشرق ضوء الأمل".