موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٩ مارس / آذار ٢٠١٦
تقديم وإطلاق كتاب "خواطر يومية من القدس" للبطريرك صبّاح
عمّان – أبونا ، تصوير: أسامة طوباسي :

نظمت مطرانية اللاتين في الأردن، والمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، مساء اليوم الأربعاء، حفل تقديم وإشهار كتاب "خواطر يومية من القدس" لبطريرك اللاتين السابق مشيل صبّاح، وذلك في النادي الأرثوذكسي بعمّان، بحضور ممثلي الكنائس وعدد من المهتمين.

وفي كلمته الافتتاحية، قال مدير المركز الكاثوليكي الأب رفعت بدر: "نجتمع اليوم لإطلاق كتاب صادر من القدس، المدينة الحبيبة وإن كانت مازالت مجروحة. وفيما نترحم على شهدائها ماضياً وحاضراً، فإننا نترحم كذلك على شهداء الأردن. كما لا يفوتنا الصلاة من أجل راحة نفس الأخوات الشهيدات في اليمن، بنات الأم تريزا، اللاواتي قتلن غداة استشهاد الرائد راشد زيود. ومن عمّان إلى القدس إلى عدن، نصلي من أجل السلام والعدالة والاستقرار".

وأضاف "إن البطريرك صبّاح الذي تقاعد قبل ثمانية أعوام عن إدارة البطريركية اللاتينية لم يتقاعس عن العمل، بل بقي صوتاً صارخاً في برية هذا العالم"، لافتاً إلى أن "الكتاب نشر عبر بوابة النشر الإلكتروني ليبقى غبطته على اتصال وتواصل مع ألوف الناس العطشى إلى كلام الحق. فنشر على صفحته الخاصة على الفيسبوك، وفي موقع أبونا الصادر عن المركز الكاثوليكي، مقالات أسماها خواطر يومية من القدس، واختار لها بمعاونة الأب رفيق خوري هذا العنوان".

وفي حديث مسجل في القدس عبر تلفزيون السلام Telepace، قال البطريرك ميشيل صبّاح "إن الكتاب هو مجموعة أفكار يومية لكل من يقرأ ويريد أن يفكر. تتوجه إلى الإنسان، وإلى المواطن الأردني والفلسطيني، المسلم أو المسيحي. وتخاطب كل إنسان، ويغلب عليها طبعاً مسحة الروح المسيحية"، مشيراً إلى أن المحاور الرئيسية في هذه الأفكار هي مقومات هوية الإنسان".

وحول خلاصة الكتاب، تابع غبطته "يربّى الإنسان على أن يكون إنساناً. ويقال له: أنت لست وحدك. خُلِقت لتكون مع غيرك. وكمالك بغيرك. كمالك بوطنك وبكل من في وطنك وشعبك. لا حواجز. الديانات ليست حواجز بين الناس. جوهر الدين هو: الله والناس خليقة الله. فتتعامل مع الناس كأنك تتعامل مع خالق الناس. لم يُخلَق أحد عدواً . إذا وُجِدت في حالة عداء كما هي حالنا اليوم، عليك واجبان: الأول أن تحرّر نفسك، والثاني أن تحرّر عدوّك من الشر الذي فيه، وهو اعتداؤه عليك. المهمة صعبة ولكنها مهمّة كل إنسان يؤمن بإنسانيته، وبربّه".

وقدّم النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران مارون لحّام أفكاره حول الكتاب قائلاً: "من جملة ما قاله البطريرك صبّاح في كتاب ’صوت صارخ في البرية‘: نقطتان تلخصان تعليمي وخبرتي ونضالي مدة عشرين عاماً: أولاً الشعب الفلسطيني ضحية ظلم صارخ، وثانياً لم أدعُ يوماً إلى العنف، لأن العنف يولد العنف"، مشيراً إلى أن تعيين البطريرك صبّاح أتى مع إندلاع الانتفاضة الأولى في الأراضي الفلسطينية المحتلة مما وضعه في ظرف اجتماعيّ وكنسيّ وسياسيّ في غاية التعقيد.

وأضاف "شعر البطريرك الشاب أن الإنسان الفلسطيني ينتظر أجوبة الكنيسة على تساؤلاته المشروعة حول الواجب الوطني، فقام بذلك بوضوح واتزان من خلال رسائله وخطاباته ومحاضراته في مختلف المناسبات. فتعليم الكنيسة في الأرض المقدسة، والمبادىء التي يتضمنها هذا التعليم، وتطبيقاته العلمية على صعيد الحقوق والواجبات، والحق في المقاومة ونبذ العنف، والتنديد بالظلم، وتسمية الأمور بأسمائها بالرغم من جميع الضغوطات والمشاكسات، أمر تدين له كنيسة الأرض المقدسة للبطريرك صبّاح".

من جانبه، قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس الدكتور عبدالله كنعان أن "الخواطر التي شملها الكتاب تستحق بجدارة أن تعنون بمدخل لفلسفة الدين، لتكون مفاتحها الله والذات البشرية والإنسانية، وكلمة سرها المحبة في الله العلي القدير خالق الكون ومدبره بأبعاده الروحية والقيمية والإنسانية". وأضاف "إن خواطر البطريرك صبّاح تشكل بتراكم مضامينها نسيجاً فلسفياً دينياً فكرياً متنوعاً، ولكنه متناغماً ينطلق بتناوله للمشكلات والتحديات التي تواجهنا نحن العرب مسيحيين ومسلمين من فلسفة دينية مجتمعية ببعد إنساني شمولي".

وخاطب البطريرك صبّاح بقوله: "إنكم تؤكدون على حتمية انتصار الخير على الشر، وحتمية انتصار اتحاد المخلوق بخالقه وبعالميه القريب والبعيد، وحتمية الانتصار على الشرور في دواخلنا واجتثاث نوازعها، التي هي من صنع أنفسنا. فعلينا تقع مسؤولية اجتراح الحلول بما يحقق لنا رضا الله، وينقذ ذات البشرية، وتنتصر الإنسانية المؤسسّة على المحبة والنموذج الإلهي الذي ترونه باتحاد الذات الإنسانية بالله من خلال فعل الخير".