موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٤ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٩
تقديم المشروع الخاص بالمرحلة الثانية من أعمال الترميم في كنيسة القيامة

حراسة الأرض المقدسة :

تم في دير المخلص التابع للآباء الفرنسيسكان في القدس، في 10 كانون الأول، تقديم المشروع الخاص بالمرحلة الثانية من أعمال الترميم التي سيخضع لها القبر المقدس.

وشارك في اللقاء ممثلون عن الكنائس المسيحية الثلاثة المسؤولة عن الحفاظ على الوضع القائم في كنيسة القيامة في القدس (الروم الأرثوذكس والكاثوليك والأرمن) بحضور أعضاء اللجنة التقنية والعلمية المكونة من مؤسسة مركز المحافظة على الممتلكات الثقافية وترميمها La Venaria Reale في تورينو (CCR)، وقسم علوم العصور القديمة لدى جامعة "الحكمة" في روما. وقد قامت كلتا المؤسستان في الثامن من شهر تشرين الأول الماضي بالتوقيع مع الحراسة على اتفاق إطاري يهدف لدراسة المشروع التنفيذي الذي يتعلق بأعمال الترميم الضرورية، وسيعودون لمراجعة سير الأمور مرة كل شهرين.

ورحب حارس الأرض المقدسة الأب فرانشيسكو باتون بسائر المشاركين، مذكرًا بخبرة التعاون الجميل بين الكنائس الذي تم خلال المرحلة الأولى من أعمال الترميم التي أقيمت عام 2016، ومتمنيًا بأن تكون المرحلة الثانية مشابهة للأولى.

وستشمل أعمال الترميم أربع نواح هي: صيانة وترميم بلاط وأرضية الكنيسة؛ تقييم حالة البناء الذي يضم القبر ومعايير الأمان فيه؛ تنفيذ بعض البنى التقنية (كالماء والكهرباء والأمور الميكانيكية والمواد المضادة للحريق) إضافة إلى الأبحاث الأثرية. وقد تناول تفاصيل هذا المشروع كل من: مدير أعمال الترميم والمهندس المعماري المشرف السيد استيفانو تروكّو، ومنسقة المشروع ميكيلا كاردينالي إضافة إلى نائبة المدير السيدة باولا كروفيري، وهم جميعا أعضاء في مؤسسة مركز المحافظة على الممتلكات الثقافية وترميمها "La Venaria Reale".

أما فيما يتعلق بصيانة أرضية الكنيسة، فسيتم العمل انطلاقاً من المعطيات التي تم جمعها خلال الدراسات الأخيرة التي قامت بها جامعة أثينا (بدعم من بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس) المسؤولة عن أعمال الترميم التي تمت في عام 2016. وسيتم في المرحلة الأولى تنفيذ بعض الأبحاث العلمية التي تهدف لتحديد طبيعة المواد المختلفة التي سيتم استخدامها في الأرضية، كما وستجري خلال هذه المرحلة بعض الأبحاث الجيوفيزيائية وأعمال تهدف لمراقبة المكان لأجل التخطيط لسلسلة من الاختبارات التجريبية التي تهدف لتنظيف الحجارة، وهذه ستكون المرحلة الثانية. وسعياً إلى المحافظة على وحدة النوعية التي تتكون منها الأرضية والمواد المستخدمة فيها، سيتم توسيع المنطقة التي تخضع لأعمال الترميم حتى تشمل، إلى جانب المنطقة المحيطة بالقبر المقدس، سائر الرواق الدائري المحيط به حتى مدخل الكنيسة.

سيقوم فريق متعدد التخصصات، ويتكون من مرممين وعلماء آثار ومتخصصين في أمور التركيب والتنظيم، بتقييم مقدار الثبات في حالة البناء الذي يضم القبر ومتطلبات الأمان فيه. وسيهتم الخبراء في البحث عن وتحليل سائر المعلومات التي بالإمكان الحصول عليها حول تاريخ البناء وأعمال الترميم المتتالية التي خضع لها. وستقام مجموعة من اعمال الترميم التي تهدف إلى التعرف على حقيقة وجود قنوات تحت الأرض، إضافة إلى أبحاث جيوميترية مفصلة وأبحاث في شأن الأمراض الهيكلية التي تطال البناء.

ولأجل انجاز الهيكليات التقنية المفيدة بالنسبة للرهبان المقيمين في دير القبر المقدس والحجاج الكثر الذين يمرون بالمكان يومياً، ستبدأ عملية تحليل تتناول الأوضاع المتعلقة على سبيل المثال بدرجة حرارة المكان ودرجة الرطوبة وتركيز التلوث فيه. وبعد تحديد التحسينات الضرورية التي يجب إدخالها، والحاجات التي عبرت عنها الجماعات المسيحية المقيمة، سيتم البحث عن حلول بديلة للمشاكل.

سيهتم قسم العلوم القديمة في جامعة "الحكمة" الرومانية بالأبحاث الأثرية المتعلقة بأعمال الترميم. وقد قامت البروفيسورة السيدة فرانشيسكا رومانا ستاسولاّ المسؤولة عن فريق العمل، بالتحدث إلى رؤساء الكنائس المسيحية، مفسرة لهم كيف سيتم جمع أكبر كمية ممكنة وكاملة من الوثائق الأركيولوجية لبناء قاعدة بيانات ومخططات ثلاثية الأبعاد. وبالتعاون مع قسم الكهربائيات الفلكية وهندسة الطاقة في جامعة "الحكمة"، سيتم تحليل ودراسة مختلف التغييرات في الضوء الطبيعي والناحية الصوتية في القبر المقدس، انطلاقاً من الأوضاع الراهنة.
على الفريق القادم من جامعة "الحكمة" أيضاً العمل على توثيق الأعمال والمراحل التي يتكون منها هذا المشروع الذي يهدف إلى الترميم.

من ناحيتها أوضحت كارلا بينيلّي، عالمة الآثار لدى جمعية الأرض المقدسة، المؤسسة غير الربحية التابعة لحراسة الأراضي المقدسة، أن بالإمكان تقديم الدعم المالي لهذا المشروع من خلال التبرعات الخاصة التي تم جمعها وقد وصلت إلى نحو 500 ألف يورو.

عبر بطريرك القدس للروم الأورثوذكس ثيوفيلوس الثالث عن شعوره الكبير بالرضى قائلاً: "ككنائس، يجب علينا أن نلتزم معاً في حماية استقلالية القبر المقدس والدفاع عنها. وهذا أمر جيد لمسيحيينا أيضاً. لذلك، فإن تقديم هذا المشروع يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لنا، وللشفافية التي باستطاعتها أن تمنحنا المزيد من التقدير والثقة لدى المحسنين إلينا".

من ناحية أخرى، نقل الأب صموئيل أغويان، الممثل عن البطريرك نورهان مانوجيان، بطريرك القدس للأرمن الأرثوذكس، التهاني من قبل غبطة البطريرك وتمنياته بنجاح هذه الأعمال.