موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٣ أغسطس / آب ٢٠١٩
تعرّف على الأب تياغو فاراندا.. أول كاهن كفيف يُسام في البرتغال

فاطيما - أبونا :

أصبح الأب تياغو فاراندا (35 عامًا)، الكفيف منذ أن كان عمره 16 عامًا بسبب مرض الجلوكوما الخلقي، أول شخص فاقد لحاسة البصر ينال السيامة الكهنوتية، في البرتغال، على الرغم من أن هناك كهنة أضرّاء فقدوا بصرهم، إنما بعد سيامتهم.

وتمت سيامة الأب تياغو الكهنوتية في 15 تموز 2019 في مزار العذراء سيدة سميرو في مدينة براغا، شمال غرب البرتغال. وبعد سيامته، أراد الكاهن الجديد أن يحتفل بقداسه الكهنوتي الأول في كابيلة الظهورات، بمزار فاطيما المريميّ الشهير، حيث كرّس للسيدة العذراء رسالته الجديدة.

وقال: "حظيت عذراء فاطيما دائمًا بمكانة خاصة في قلبي، عندما كنت طفلا، كذلك في هذه اللحظة الهامة من حياتي، حيث أردت أن آتي أيضًا لكي أكرّس خدمتي الكهنوتية بين يدي مريم، لأني أعلم أنه يمكنني معها أن أكون برفقة يسوع بسهولة أكبر".

وأشار الأب تياغو فاراندا إلى أنه يعلم جيدًا مزار سيدة فاطيما كونه قام بزيارته عندما كان صغيرًا يتمتع بحاسة البصر، لكنّه لفت إلى أن الزيارة الأخيرة هذه كانت فريدة بشكل تام، فطريقة خبرته اليوم هي مختلفة بطبيعة الحال.

وقال: "بدون حاسة البصر، أصبحتُ أتمتع بشعور أكبر مع محيطي، وبالأصوات التي أسمعها، حيث تنقلني أصوات الناس والأجراس والطيور في هذا المكان الهادىء، وتدفعني رائحة الشمع المذاب على التأمل.. فكل شيء (يتحرك) ببطىء شديد وبهدوء تام، مما يساعدني على التوقف كثيرًا والتركيز على الله".

وحول عدم قدرته على البصر، أوضح الأب فاراندا بأنه سمح له بعدم صرف انتباهه على الأشياء الخارجية، على الرغم من أنه داخليًا بحاجة إلى جهد أكبر لكي يحقق التركيز والصمت الداخلي. وقال: "إضافة لذلك، أشعرُ بأن حواسي الأخرى أصبحت أكثر قوّة، خاصة أذني، وقدرتي على الاستماع، والتي يمكن لها أن تكون نعمة، كي أكون كاهنًا يستمعُ بشكل أفضل للأشخاص في مواقفهم الدرامية، وفي أفراحهم وإيمانهم".