موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ١٩ مارس / آذار ٢٠١٧
تجميل ولكن

منال الفانك :

لطالما أحببت اللغة العربية، بكلماتها وحروفها، عشقت ألفاظها وغزارة معانيها، ولطالما وثقت بقدرتي على القراءة السليمة، أحببت لغتي كما هي، إنما في هذا الزمن الإستثنائي، ما من شيء سلِم من التغيير وعمليات التجميل، حتى لغتنا باتت "تُحقن" بغريب الكلمات وعجائب فنون النطق والكتابة.

لكن لو تأملنا قليلاً لتيقنا بأن تلك الحقن لم تزدها جمالاً بقدر ما شوهتها.

كثيراً ما وصلتنا رسائل بالسابق، وكانت عادية جدًا تقرأها بأريحية، بالعربية كانت أم بالإنجليزية، فكلنا على قدر كافٍ من الفطنة، لنقرأ الإنجليزية بأبسط كلماتها، إنما من فترة بتنا نرى ونحاول قراءة كلماتنا العربية إنما بالحروف الانجليزية، لا أقصد الترجمة، أقصد كلماتنا العامية حتى باتت تكتب بغير حروفنا.

والأدهى من ذلك أن تتوسط الأرقام بينها كرمز دالٍ على الصوت! وعندها تبدأ بتحليل تلك الشيفرة، ولو سألت مرسلها لم لا تستخدم اللغة الصحيحة لأجابك (وين عايش، هاي لغة التشات)! وحتى كلام المشافهة لم ينجُ، فإن تسمع بأن طفلاً أعطاك أجمل (هقّة)، وما (الهقّة) إلا ذاتها كلمة (hug) الإنجليزية. لكنها تعربت بقدرة قادر لتتانسب و وضع العربي المتحضر!

تشوه لسان الضاد بعد إرغامه على شفط الكلمة الأصيلة، قص المعنى الجميل، وربط اللسان عن عروبته! بتنا متحضرين وننفخ بلغة هجينة، يا ليتنا تكلمنا الإنجليزية الصحيحة ولم نشوه لغتنا. أحبتي، أتمنى لكم نهارًا طبيعيًا، إنما اسمحوا لي أن أحقنه بمحبتي الخالصة.