موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الجمعة، ٢٣ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٦
بيت لحم تتحول إلى مزار سياحي بمناسبة أعياد الميلاد

بيت لحم – الشرق الأوسط :

لم يمنع البرد الشديد والأمطار المتفرقة الكثير من المغرمين بأجواء «الكريسمس» في مدينة بيت لحم، بالضفة الغربية، من إجراء جولة لا بد منها سنويًا، لتسجيل «اللحظة» أمام شجرة الميلاد الضخمة المقامة على مدخل الكنيسة الأكثر قدسية بالنسبة للمسيحيين في العالم؛ كنيسة المهد. وتجتذب شجرة الميلاد المزيد من الزوار، سواء كانوا عربًا أو فلسطينيين أو أجانب، ويلتقط هؤلاء الصور ويبثونها لكل العالم، في تأكيد على وجودهم في بيت لحم التي لبست أزهى الألوان مع اقتراب عيد الميلاد الذي يحل السبت.

وقالت دانا فاروق التي جاءت من رام الله مع صديقاتها من أجل زيارة بيت لحم: «لا يمكن تفويت هذه الفرصة»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «الأجواء رائعة».

والتقطت دانا الكثير من الصور أمام شجرة الميلاد التي أنيرت هذا العام باللون الذهبي فقط، وقالت إنها ستشارك كذلك في احتفالات الكريسمس لأنها تعشق هذه الاحتفالات، على الرغم من كونها مسلمة. ويشارك المسلمون بكثافة عادة في مثل هذه الاحتفالات إلى الحد الذي دعا بعضهم لإطلاق نداء على «فيسبوك» لا يخلو من الدعابة بأن يسمحوا للمسيحيين بالاحتفال بأعيادهم.

وقال عبد الله الجابري: «إنه عيد وطني لنا جميعًا»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» وهو يلتقط المزيد من الصور: «نأتي سنويًا للاحتفال مع أصدقائنا المسيحيين». ويقف مسيحيون ومسلمون وأجانب أمام الشجرة الكبيرة، ويلتقطون الصور، قبل أن يتجولوا في ساحة المهد، ويتناولون بعض المشروبات الساخنة والأكلات الشعبية في مطاعم «الفلافل» القريبة.

وحولت الإضاءة المبهرة الساحة إلى ما يشبه مسرحًا كبيرًا.

وقالت فيرا بابون، عمدة بيت لحم، إن اختيار اللون الذهبي هذا العام لتزيين الشجرة والمدينة، جاء لما له من رمزية تدل على رسالة مدينة بيت لحم وفلسطين التي خُطَّت بحروف من ذهب.

واختار موقع «هافينغتون بوست» العالمي شجرة عيد الميلاد في بيت لحم من بين أكثر الأشجار إلهامًا وتميزًا حول العالم.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، حين أضاء الشجرة التي تحمل هذا العام شعار «الرحمة» إن دولاً كثيرة في العالم، بما فيها الشرق الأوسط تحديدا وفلسطين، يحتاجون إلى هذه الرحمة. وإلى جانب الشجرة، أقيمت مغارة كبيرة، في إشارة إلى مغارة الميلاد التي ولد فيها السيد المسيح، كما أضاءت الإنارة كل زاوية وشجرة وجدار في الساحة الكبيرة.

ويحيي المسيحيون من كل عام عيد الميلاد في 24 ديسمبر (كانون الأول) للطوائف التي تسير على الحساب الغربي، وفي السادس من يناير (كانون الثاني) للطوائف التي تسير على الحساب الشرقي. وقد فشلت محاولات سابقة لتوحيد الاحتفالات. وتصل الاحتفالات ذروتها هذا السبت، بوصول بطريرك اللاتين في القدس وسائر الأراضي المقدسة لأداء قداس منتصف الليل الذي يحضره عادة الرئيس الفلسطيني ورئيس وزرائه وضيوف أجانب وعرب.

ويصل البطريرك عادة قادمًا من القدس، ويشق طريقه التقليدي عبر قلب المدينة في موكب يتألف من رجال دين وخيالة وشرطة، ويكون في استقباله فرق الكشافة التي تؤدي عروضًا منذ الصباح، ومواطنين ومسؤولين مدنيين وعسكريين. وينتظر أهل بيت لحم هذا اليوم بشغف كبير، ويستقبلون الكثير من ضيوفهم الذين يعودون أو يأتون من الخارج للمشاركة في هذه الاحتفالات.

ويحول كل هذا الحضور مدينة بيت لحم إلى مزار كبير، وينعشها اقتصاديًا كذلك، إذ تستمر هذا الأجواء الكرنفالية حتى منتصف الشهر المقبل، بعد أن تحتفل الطوائف التي تسير على الحساب الشرقي «بأعياد الميلاد» في السادس من شهر يناير.

وقالت وزيرة السياحة والآثار، رولا معايعة، إن القطاع السياحي هذا العام شهد نموًا وتطورًا وزيادة في عدد السياح، مقارنة بالأعوام الماضية، وتوقعت أن يصل عدد السياح مع نهاية العام الحالي إلى مليونين و300 ألف سائح. وبحسب معايعة، فإنه من المتوقع حضور 10 آلاف سائح إلى بيت لحم ليلة عيد الميلاد، مضيفه أن ذلك لم يكن متوقعًا.

وتعني الأرقام التي طرحتها معايعة أن هناك زيادة ملحوظة عن العام الماضي، لافتة إلى أن غرفًا فندقية تابعة لـ56 فندقًا في المدينة مشغولة بشكل كامل عشية عيد الميلاد. وتنشغل الفنادق عادة بالسياح الأجانب، وأيضًا زوار عرب 48 الذين يأتون من إسرائيل للمشاركة في هذا العيد.

وقالت معايعة إن الحجوزات مستمرة حتى بداية 2017، وليس فقط حتى نهاية العام الحالي.