موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٧
بيا لوشياني: ’سيكون طوباويًا، لكنه بالنسبة لي سيكون دائمًا العم ألبينو‘

بقلم: سلفاتوري سيرنوزيو ، ترجمة: منير بيوك :

<p dir="RTL">&quot;نحن سعداء. إنه لشرف حقيقي&quot;. علقت بيا لوشياني، إبنة أخ يوحنا بولس التي لم يعد لها ذكر في التاريخ كما هو حال يوحنا بولس الأول، على المرسوم المتعلق بأسباب القداسة الذي يعلن &quot;فضائل عمها البطولية&quot;. لدى سؤالها عما يمثل عضو الأسرة اللامع هذا بالنسبة لها، بقيت الإبنة الأولى لأخ البابا المحبوب إدواردو صامتة متيحة لنفسها الذهاب إلى ذكريات لا تعد ولا تحصى. تقول: &quot;كان بالنسبة لي مثل الوالد الثاني. وما رآه الناس على عرش بطرس لمدة ثلاث وثلاثين يومًا فقط هو نفس الشخص الذي ذهب لزيارة أبناء وبنات إخوته وأخواته الإثنى عشر، الذين &quot;لم يعلم كمن له سلطان&quot;،&nbsp; لكنه قال قصصًا، وأحيانًا نكاتًا تنم عن الأخلاق وتحثهم دائمًا لممارسة &quot;لباقة الحديث&quot;، أو &quot;<span dir="LTR">eutrapelia</span>&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>عفوًا، ماذا يعني ذلك؟</strong></p><p dir="RTL">&quot;إنها كلمة يونانية، تعني إظهار السعادة للآخرين، وإيجاد الجانب البهيج والمرح في كل شيء، لأنه قال لنا: &quot;عندما تسير الأمور بالإتجاه الخاطىء، فإنها لا تشكل خطأ تامًا. وهناك دائمًا حل&quot;. لقد درس اللغة اليونانية، وأحيانًا يسترجع هذه الكلمات، على الرغم من أنه يحاول عمومًا أن يستعمل عبارات بسيطة قدر الإمكان للوصول إلى الجميع&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>حتى إنها بسيطة جدًا، كما انتقدته بعض الصحافة في ذلك الوقت...</strong></p><p dir="RTL">&quot;حدثني عنها! لقد اهتم بعناية كبيرة في كل جملة وكل كلمة في خطبه وكتاباته. توقفت مرة لقضاء ليلة في منزله عندما ما زال بطريرك فينيسيا. وجدته في الكنيسة في الصباح الباكر. كان دائمًا مدمنًا على العمل. كان يحمل ورقه. قال لي: &quot;لقد صليت، والآن أحاول أن أنهي خطابي المخصص ليوم الغد، وأخشى أنه ليس بسيطًا بما فيه الكفاية&quot;. سألته عما إذا كان من الممكن قراءتها. قلت: &quot;عمي، إنها مفهومة بشكل جيد&quot;. أجاب: لكن لديك درجة جامعية في الآداب، لا أستطيع أن أثق بك&quot;. كان يريد الوصول إلى الجميع، وهذا الجهد من البساطة كلفه غاليًا. ما زلت أذكر تلك المقالات التي تقول إن الكنيسة قد انحدرت، وأن الكرادلة قد انتخبوا كاهن رعية من الريف، فلاحًا، وشخصًا بالكاد يستطيع القراءة والكتابة... غرقت في تفكيري قائلة: &quot;عمي المسكين، أنظر كيف يعاملونه! فهو الذي درس واستخدم كلمات مثل تلك الكلمة اليونانية&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>تلك الانتقادات في الحياة ثم ترك مجالا لهذا النوع من الحديث المسيء الذي انتشر مباشرة بعد وفاته المفاجئة.</strong></p><p dir="RTL">&quot;يا للعار! إنهم أولئك الذين أثاروا الفتن لكسب المال.. لقد باعوا كل شيء تقريبًا من الصحف والكتب. ولحسن الحظ، فإن الكتاب الممتاز الذي أعدته نائبة المسؤول عن التطويب ستيفانيا فالاسكا، بعد عمل دام عامًا، يلقي بعض الضوء والحقيقة على القصة بأكملها. وبطبيعة الحال، سيظل هناك من الرافضين الذين ما زالوا لا يقبلون بذلك. وما تزال الشائعات الشريرة تتداول حيث أنه ليس لعمي علاقة بكل الافتراضات المطروحة. كما هو الحال ببعض البرامج التلفزيونية التي يوصف فيها وزير الخارجية آنذاك جان فيلوت بأنه الشخص الذي خطط لقتله. كانت كلها مرتبطة ببعضها البعض لحد كبير. بعد الانتخابات، استقال فيلوت، واتصل معه عمي قائلاً: &quot;معالي الوزير، هل العمل مع البابا الجديد لا يرضيك؟ أعتقد أن للبابا الجديد الحق في اختيار المتعاونين معه. أنا رجل عجوز وأود أن أنهي أيام حياتي في دير في فرنسا. لذا، يرجى من سعادتك أن تسدي لي معروفًا وتبقى في منصبك لحين العثور على شخص يحل محلك ويساويك بالطول&quot;. وأذكر أيضًا أنه بعد وفاته، طلب فيلوت شراء السيارة القديمة التي كان يسافر فيها حول حدائق الفاتيكان مع البابا أثناء الحديث عن الأشياء الخاصة. كما ترى، غالبًا ما ينقلب الواقع.</p><p dir="RTL"><strong>ما هي العلاقة بين لوشياني وشقيقه، والدك؟</strong></p><p dir="RTL">&quot;كانا شقيقين وأيضًا صديقين. شخصيتان مختلفتان عن بعضهما البعض. كان أبي قد ذهب إلى الحرب، وكان أكثر قسوة، لكن تميز كلاهما بطيبة النفس والكرم. كرس والدي نفسه للسياسة، ليس فقط للحديث عن السياسة، لكنه أراد أن يفعل الخير للناس. كان شقيقه ألبينو يقنعه بقوله له: &quot;لدينا واجبات ومسؤوليات تجاه الناس&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>لقد بقي أفراد عائلتك على الهامش في السنوات الأخيرة، سواء في مواجهة الفرضيات المختلفة المتعلقه بوفاة لوشياني أو بالنسبة لعملية تطويبه. لماذا؟</strong></p><p dir="RTL">كان ذلك خيارًا. لم نكن نريد أن نتدخل في الأمور التي لا تبدو من مسؤوليتنا. نحن لم نشكل ضغطًا على العملية أبدًا لأنه لم يكن من الصواب القيام بذلك، حتى لو أحزنتنا قليلاً في البداية حقيقة أنهم لم يعتمدوا &quot;طريقة تفضيلية&quot; كما لفويتيلا. وبهذا المعنى, فقد بدا لنا هذا البطء على أنه انعدام للثقة في عمنا. لكن بدلاً من ذلك، فقد اتضح أنه شيء إيجابي.</p><p dir="RTL"><strong>كيف؟</strong></p><p dir="RTL">&quot;لقد أعطت سنوات الدراسة والبحوث المتعمقة الصورة الصحيحة لألبينو لوشياني وليس ذلك تفسير لرجل فقير توفي تحت ضغط المسؤولية غير ذلك. كان عمي رجلاً ذا ثقافة عظيمة وآمالاً كبيرة ومحبة عظيمة للكنيسة وللآخرين. حاول العيش وفقًا للإنجيل وبفقر، وبخاصة في حالة الفقر. دعني أقول لك شيئًا&quot;&hellip;</p><p dir="RTL"><strong>تفضلي من فضلك...</strong></p><p dir="RTL">&quot;عندما ذهبت إلى فينيسيا، قالت لي الأخت سيليستينا وهي إحدى معاونات البابا: &quot;الآنسة بيا، أبلغي عمك أن يشتري جوارب جديدة، لقد تعبت من إصلاح الثقوب&quot;. سألتها: ولكن لماذا لا تخبريه بنفسك؟&quot;. قالت: &quot;لقد حاولت من قبل، وهل تعرفين ماذا أجابني؟ ولكن ليس الأمر بذلك يا أخت سيليستينا، أنت ماهرة جدًا، وأنا على يقين من أنك تتمكنين من إغلاق هذه الثقوب الأخرى أيضًا. هيا... هذا سيوفر لنا القليل من المال الذي قد نعطيه للفقراء&quot;. كان مثل ذلك، أيضًا عندما كان بابا. لو كان لديه شيء، فإنه يقدمه للآخرين، فقد كان طيبًا مع الجميع. كان بهيجًا أيضًا، كما تعلمون، يدخل الفرح إلى قلوب الناس. إنه دائمًا هنا أمامي.</p><p dir="RTL"><strong>الآن يمكنك أن تصلي له كطوباوي!</strong></p><p dir="RTL">&quot;لقد سبق وفعلت هذا لبعض الوقت. بالنسبة لي، ومع ذلك، فإنه سيكون دائمًا عمي ألبينو. وبصفتي أكبر بنات أخيه، حيث أنني في الواحد والسبعين من العمر وسيدة مسنة، تعرفت عليه لفترة أطول. كان يقول لي دائمًا بأني &quot;زعيمة المجموعة&quot;، وأنه إذا تصرفت بشكل جيد، فإن جميع الأخوة والأخوات الآخرين سوف يفعلون مثلي. حتى عندما كنت في روما، كنت أزوره في كثير من الأحيان. كانت آخر مرة قبيل وفاته بعشرة أيام. قال لي: &quot;ليس لدي أي فراغ على جدول الأعمال، ولكنني أريد أن أراك. وإذا كنت لا تمانعين في أن أظل أعمل أثناء تناول الطعام، أود أن أدعوك لتناول الغذاء&quot;. ذهبت إلى هناك، وجدته هادئًا، محاطًا بالمعاونين. قال لي أن كان لديه الكثير من العمل، وأنه أراد أن يفعل شيئًا واحدًا فقط وهو تحويل أكبر قدر ممكن من مختلف المسائل الحكومية بحيث كان لديه المزيد من الوقت لتكريس نفسه إلى الرسولية، إلى العمل الرعوي&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>بدلاً من ذلك، فقد توفي بعد أقل من أسبوعين...</strong></p><p dir="RTL">تخيل كيف شعرت عندما سمعت الخبر. كانت ابنة عمي لينا، الموجودة في روما آنذاك، الوحيدة التي رأته على فراش الموت. كنت أول فرد من أفراد العائلة يتم إبلاغها. قالوا لي إنه توفي مع بعض الأوراق في يده. بدأ الناس على الفور يقولون: من يدري ماذا كتب على تلك الأوراق! إنها أوراق عمل، عرفت ذلك، فقد كان مدمنًا على العمل كما قلت من قبل. كان يستيقظ عند الفجر للصلاة ومن ثم يكمل يومه. كان ينام خمسة عشر دقيقة على الأكثر في فترة ما بعد الظهر، ثم في الساعة الثامنة مساءً يذهب للفراش آخذًا معه دائمًا شيئًا للقراءة أو التوقيع. لقد أرسل العديد من الكتب وغيرها من الوثائق من فينيسيا. قال لي سكرتيره السيد ماريو سينيجاجلي ذات مرة: &quot;لقد خطط عمك بالفعل لمجمل البابوية&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>وما هو نوع من البابوية التي أرادها؟</strong></p><p dir="RTL">&quot;لا أحب أن أفكر بما كان سيحدث. لقد توفي بالتأكيد في وقت قريب جدًا، ولكن من الواضح أن العناية الإلهية التي استمرت ثلاثًا وثلاثين يومًا كانت طويلة بما فيه الكفاية. أعتقد ذلك، فقد علمني ذلك. أعلم أنه قبل عامين فقط، بعد رحلة إلى البرازيل، عاد يعاني من جلطة في وريد عينه. وكان يقول ضاحكًا أن الطبيب قال له بأن لو هذه الجلطة قد وقعت في مكان آخر لأدت إلى الموت. سألته: &quot;عمي، لكن لماذا تضحك؟ &quot;لأن هذه هي العناية الإلهية&quot;. في الواقع، كاد أن يتوفي قبل عامين ولكن ذلك لم يحدث. وكان لديه مهمة للإنجاز، حتى ولو كانت لشهر واحد فقط، وأعتقد أنه أتم عمله بشكل جيد. وهذا يتضح من حقيقة أنه لا يزال هناك من يتحدثون عنه، ويتذكرونه. كما أن هناك شبان يريدون أن يعرفوه وأستطيع أن ألاحظ في الفيسبوك وتويتر حيث العديد من الناس يكتبون لي&quot;.</p>