يتداول المواطنون على وسائل التواصل الاجتماعي، حكايات كثيرة وامثلة وحكما وطرائف وبطولات وصورا وكاريكاتيرات واغاني وأشرطة فيديو بعضها صحيح وبعضها ملفق مزور، او مرت عليه يد خبير، فأجرت عليه تعديلات او حذفا او اضافات او تشويهات.

لو دققنا فيما يصلنا وغربلنا ونخلنا بعد الغربلة، لحصلنا على خير عميم ولقطفنا حكمة هي ضالة المؤمن دائما. والمهم أيضا النشوة التي يحصل عليها من يكتشف التزوير والتلفيق والتشويه والتضليل والتغرير.

الحكاية المؤلمة التالية، أحببت أن انقلها لكم، لما فيها من عظات وحكم ودروس.

بغداد. وكالة انباء الحقيقة. كتب محمد الجابري. ألقت شرطة أبو ظبي القبض على أب انتحر بينما كان ينظف سيارته الجديدة، حيث فوجئ الأب بأن ابنه البالغ من العمر سنتين أخذ مسمارا وبدأ يخدش جانب السيارة، فقام الأب بضرب يد ابنه بغضب شديد دون أن يشعر بأنه كان يضربها بمقبض المطرقة !!

انتبه الأب متأخرا لما حدث وأخذ ابنه الى المستشفى. فقد الابن إصبعا بسبب الكسور التي تعرض لها! وعندما رأى الابن أباه مهموما منفعلا قال ،له مندهشا باكيا: متى سينبت إصبعي يا أبي؟

وقع السؤال كالصاعقة على الأب فخرج وتوجه إلى السيارة وقام بضربها عدة مرات، ثم جلس أمامها وكله ندم على ما حدث لابنه، ثم نظر إلى مكان الخدش على السيارة وقرأ: «أحبك يا أبي».

في اليوم التالي انتحر الأب لانه لم يحتمل هول ما حدث !!!

انتهت الحكاية.

لنعد الى هذه الحكاية ونركز فيها قليلا:

1- هل هناك أحد ينظف سيارته بالمطرقة. وما علاقة المطرقة بالموضوع أصلاً.

2- عمر الولد سنتان ويكتب «أحبك يا أبي»! ويستطيع الكلام فيقول متى سينبت إصبعي يا أبي!

3- ما علاقة شرطة أبوظبي ببغداد؟

4- قبضت الشرطة على الأب وهو منتحر !

هكذا تصاغ أغلب الأحداث السياسية والدينية والمذهبية والعقائدية فننساق نحن القراء وراء الأخبار الملفقة ولا نفكر ولا ندقق. وهكذا تسرق منا عقولنا وتفكيرنا دون أن نشعر. فنبني مواقف واحكاما ونتخذ قرارات خاطئة وانحيازات معادية أو موافقة قد تكون لها انتكاسات كبيرة أو خطيرة علينا او على الآخرين.

الهدف من القصة هو: لا تصدق كل ما يقال. ولا تعمم ولا تنشر كل ما تسمع.

(الدستور)