موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٩ أغسطس / آب ٢٠١٨
بحضور شخصيات دينية، البطريرك الراعي يستقبل رئيس الاتحاد السويسري

الديمان - أبونا :

استقبل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، رئيس الإتحاد السويسري آلان بيرسي على رأس وفد رسمي، بمشاركة بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، وبطريرك الأرمن الأرثوذكس آرام الأول، وبطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وبطريرك السريان الأرثوذكس اغناطيوس افرام الثاني، وعدد من ممثلي الكنائس والطوائف الإسلامية، وأعضاء لجنة الحوار بين الأديان الإسلامية والمسيحية.

وقال البطريرك الراعي في كلمته الترحيبية: "تعيش على هذه الأرض اللبنانية جميع الكنائس الكاثوليكية والأورثوذكسية والبروتستانتينية، وهي تنتمي على الصعيد الإقليمي إلى مجلس كنائس الشرق الأوسط. أما على الصعيد الوطني فنحن نتعاون معًا ونتحد في حياة مسكونية روحية وراعوية بالمحبة والحقيقة. كما تعيش على الأراضي اللبنانية جماعات مسلمة: سنية وشيعية ودرزية وعلوية، تجمعنا بها روح من الأخوة والتعاون وسط حوار بين الأديان والثقافات والمصير. إضافة إلى المشاركة في السلطة وفي إدارة البلاد من دون ان يكون هناك دين للدولة ولكن باحترام كل الديانات، فإن كل شيء منظم وفق الدستور والميثاق الوطني"، مؤكدًا "أن هذه الخصوصية المزدوجة التي تميز لبنان سواء على الصعيد المسكوني أو على صعيد الحوار بين الأديان تجعل من هذا البلد بلد رسالة ونموذج، كما وصفه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني".

وأضاف: "في هذه الاوقات الصعبة التي تمر بها بلدان الشرق الاوسط ندرك تمامًا كم أن هذا التعاون والتعايش بين المسيحيين والمسلمين يشكل منارة أمل لشعوب هذه المنطقة المعذبة. نوجه نداءً إلى الأسرة الدولية لكي تتحمل مسؤوليتها وتبذل جهدها لوضع حد للصراعات والحروب الدائرة ولتأمين عودة كريمة للاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين والعراقيين وغيرهم إلى بلادهم. وحق العودة هذا يجب أن يكون أولوية. فهذا من حقهم كمواطنين أن يحافظوا على ثقافتهم وحضارتهم وأن يستمروا في كتابة تاريخهم. لذلك لا يجب ربط مسألة عودتهم بالحلول السياسية التي قد يستغرق سنين وسنين نظرًا لإرتباطه بمصالح القوى النافذة".

من جهته شكر الرئيس آلان بيرسيه البطريرك الراعي على حفاوة الاستقبال، معربًا عن تأثره بهذا اللقاء الجامع، وقال: "زيارتي إلى لبنان هي علامة دعم لهذا البلد في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط عدائية تضعفه وتنهكه، وفي غالبيتها دينية. وفي هذا الإطار يترتب على المسؤولين الروحيين مسؤولية كبيرة تجاه بعضهم البعض للدلالة على طريق الحوار والتبادل والسلام".

وأضاف: "نحن نعلم جيدًا كم هي وعرة هذه الطريق، وما يعترضها من صعوبات، كما يجمع بين بلدينا تاريخ مشترك غني بالتنوع والتطور على الرغم من الآلام، وأن الجهود المبذولة للوصول إلى طريق السلام تحتاج الى الكثير من الصبر والمثابرة. كما ذكر الكاتب اللبناني الفرنسي أمين معلوف بأن الأشخاص يغتنون بهويات مختلفة وظرفية، وهذا أمر مثير، واليوم ألمس هذا التنوع الغني معكم، أنتم الموجودون هنا بتنوعكم في لقاء الصداقة هذا".