موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الإثنين، ٢٣ ابريل / نيسان ٢٠١٨
بالعزم والإرادة الصلبة نقهر الظروف ونواجه الصعاب

ندى شحادة - الرأي :

"بالعزم والإرادة الصلبة نقهر الظروف ونواجه الصعاب ، ونجعل منها سلماً نصعد من خلاله الى قمة التفوق والنجاح، شاءت الأقدار أن أصاب بمرض العظم الزجاجي، لكن ذلك لم يثنيني يوما عن أن أمضي في طريقي كما أردت ، فأبحرت في عالم يمتلئ بحمم الألم ، وبالعزيمة واليقين تغلبت عليها وأستطعت أن أصل الى ما حلمت به".

هكذا عبر عيسى جمال أبو صبحية والبالغ من العمر ( 23 عاما ) عن ظروف حياته الصعبة وإصراره على أن يتخطى جميع العوائق التي اعترضت طريقه.

يقول أبو صبحية: «ذات مرة وحينما كنت صغيرا كسرت رجلي اليمنى ، وعن طريق الأشعة السينية تبين بأنني مصاب بمرض العظم الزجاجي، وهو اضطراب في العظام الخلقية يترافق مع عيب في النسيج الضام يؤدي الى عدم القدرة على بناء العظم أو تكوينه وبالتالي سهولة كسر العظام ، ورغم محاولة والدي الكثيرة للبحث عن علاج لمرضي الا أن محاولاته باءت بالفشل لعدم وجود علاج نهائي للشفاء من المرض وإنما يقتصر العلاج على إجراء عمليات لتعديل تشوه العظام فقط».

صعوبات كثيرة واجهت أبو صبحية أثناء تعلمه في المدرسة ، ويقول :» تنقلت أثناء دراستي بين مدارس الوكالة والتربية الخاصة والحكومة حتى أنهيت الثانوية العامة من إحدى المدارس الحكومية ، معيقات كثيرة واجهتني أثناء دراستي ، كعدم توفر التهيئة المناسبة لذوي الاعاقة ووجود حمامات خاصة للأشخاص ذوي الأعاقة ، ونقص الوعي لدى الطلاب والمعلمين بكيفية التعامل السليم مع الحالات الخاصة ، ولكن مساندة والدي وإخوتي الكبيرة لي جعلتني أتغلب على تلك الظروف».

ويعود أبو صبحية بذاكرته للوراء ليروي الى الرأي: «أتذكر حينما قدمت الثانوية العامة واجهت مشكلة مع كاتب أجوبة الإمتحانات نظرا لعدم قدرتي على الكتابة بسهولة وسرعة ، فكان يخطئ في فهم وكتابة ما أمليه عليه ولكن بحمد الله وفضله قد نجحت ، وعن طريق المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة خضعت لإمتحان التنافس ، وها أنا الآن طالب في الجامعة الأردنية أدرس التربية الخاصة وقريبا سأتخرج».

لم يقتصر نجاح أبو صبحية أكاديميا بل تعداه ليصبح ناشطا فاعلا للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ويقول: «أشارك على الدوام بالفعاليات الخاصة بالمدافعة عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وأعمل الآن كعضو في فريق الكلية لخدمة الطلبة، ومؤخرا شاركت بمهرجان الصحة في مدينة الزرقاء وتم تكريمي من قبل رئيس بلدية الزرقاء».

ويأمل عيسى بان يصبح محاضرا في الجامعة الاردنية وأن يكمل الماجستير والدكتوراة، وأن يظل عضوا فاعلا كمدافع عن حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة .