موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١ يوليو / تموز ٢٠١٧
بات الوجود المسيحي يقتصر على أفراد معدودين في الجولان السوري المحتل

الجولان – أ ف ب :

تفتح كنيسة عين قينيا المارونية الصغيرة ابوابها في الجولان الذي تحتله اسرائيل منذ خمسين عامًا ابوابها في المناسبات. ففي هذه القرية، بات الوجود المسيحي يقتصر على أفراد معدودين.

في الاحد الذي زارت فيه وكالة "فرانس برس" القرية، استقبلت الكنيسة مصلين قدموا من مدينة الناصرة. وتقع الكنيسة في زقاق صغير وتطل على سهول الحولة وبحيرة طبريا، وتتسع لنحو مئة شخص.

وتشرف عائلة اديب عساف (57 عاما) التي تعيش في القرية الى جانب نحو 1800 درزي في عين قينيا، على الكنيسة التي لا تفتح الا عندما يزورها مسيحيون من الناصرة او حيفا او بلدات عربية اخرى في اسرائيل.

ويقول عساف الذي تتكون عائلته من 12 شخصًا لوكالة فرانس برس: "كان عدد المسيحيين في عين قينيا حتى عام 1967 نحو 600 نسمة والدروز 300 نسمة". ويوضح "عند نشوب الحرب (حزيران 1967)، توجه مسيحيو البلدة وبعض العائلات الدرزية الى مزارع شبعا للاحتماء، بينما ذهب والدي وعمي مع عائلات درزية الى مجدل شمس التي احتلت ايضًا. سمحت اسرائيل لهم بالعودة من مجدل شمس مع من تبقى من الدروز، بينما لم تسمح بعودة الذين توجهوا الى لبنان أو الوطن الام سوريا". ويشير الى ان معظم افراد عائلته الكبرى موجودون في سوريا، فيما فارق والده وعمه وجده الذين بقوا في عين قينيا الحياة.

في ساحة الكنيسة، تقول ثريا سمعان (72 عامًا) بعدما أنهت صلاتها: "جئنا من الناصرة لنصلي في عين قينيا لدعم الوجود المسيحي"، مشيرة إلى انها تنتمي الى جمعية "السبيل" التي تقوم بزيارة القرى الفلسطينية المهجرة وكنائسها في محاولة "للحد من هجرة المسيحيين". وتتابع: "اولادنا يتعلمون خارج البلاد ويتزوجون هناك ولا يعودون. اسرائيل تصعب عليهم ظروف الحياة هنا". وفي المنطقة كنيسة أخرى كبيرة تحتاج الى ترميم، لكنها مغلقة لعدم وجود مصلين.

وفي المنطقة كنيسة أخرى كبيرة تحتاج الى ترميم، لكنها مغلقة لعدم وجود مصلين.

واحتلت اسرائيل الجولان السوري في التاسع والعاشر من حزيران 1967.

في بلدة مجدل شمس الواقعة على جبل الشيخ، يقول ابراهيم نصرالله (80 عامًا)، وهو مسيحي ارثوذكسي، لـ"فرانس برس": "نحن العائلة المسيحية الوحيدة في مجدل شمس، وهي مؤلفة من خمسة اشخاص. لي ابنتان تعيشان في سوريا ومعظم افراد عائلتي هناك". لكنه يستذكر بحسرة أيامًا "كنا نخجل فيها أن نقول هذا مسيحي او مسلم او درزي، فنحن عرب اولاً وسوريون ثانيًا ومسيحيون ثالثًا".

ويروي ابراهيم نصرالله قصة الوجود المسيحي في مجدل شمس قائلا: "قبل عام 1967، ترك المسيحيون مجدل شمس للعمل في مدينة القنيطرة التي كانت مزدهرة. المتعلمون منهم ذهبوا للعمل في دمشق. انا نفسي عملت مدرساً في مدارس السويداء، وعدت لاعمل مديراً في مجدل شمس". ويضيف: "انا مثل السمك لا استطيع ان اترك المجدل. لو أتركها أموت".

وكانت نسبة المسيحيين في الجولان 12% من السكان الذين وصل عددهم حتى حزيران 1967 الى 150 الف نسمة، بحسب الباحث سلمان فخر الدين. ويبلغ عدد سكان الجولان المحتل حاليا 22 الف درزي، الى جانب 25 الف مستوطن اسرائيلي.

ويتابع نصرالله انه بقي في البلدة مع عائلته "وعدد من المسنين والمسنات المسيحيين الذين توفاهم الله". الكنيسة في مجدل شمس مغلقة. ويقول نصرالله "عندما توفي والدي، جاء الكاهن الى بيتنا وأقام الجناز". في عام 1984، "سمحت لنا اسرائيل بفتح كنيسة بانياس ليوم واحد لتعميد ابننا الياس".

ويحيط شجر الصنوبر بمقبرة مجدل شمس المسورة. ويتشارك الدروز والمسيحيون المدخل نفسه، وتفصل بين المقبرتين مساحة أرض خالية. وكذلك الامر في مقبرة عين قينيا.

ويقول الياس الذي يقيم في المانيا "جئت في زيارة، أريد العيش هناك، هذه البلاد تخنق. عملت عشر سنوات في حيفا. لا يوجد لنا كعرب مستقبل فيها".