موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٦ فبراير / شباط ٢٠١٣
بابا الفاتيكان "البسيط المتواضع" يغادر الفاتيكان دون احتفالات

الفاتيكان - أ ف ب :

يريد البابا بنديكتوس السادس عشر مغادرة الفاتيكان فى 28 فبراير من دون احتفالات، فبعد وصوله إلى كاستل جندولفو على متن مروحية فى الساعة الخامسة بعد الظهر، يتناول العشاء، يودع الموظفين، ثم يتلو صلاة فى الكنيسة الصغيرة، وفى الساعة الثامنة يصبح بابا سابقا.

وفى اليوم الأخير، بعد حوالى ثمانى سنوات على كرسى بطرس، سيودع الكرادلة الموجودين فى روما يوزف راتسينجر، 85 عاما، فى قاعة كليمنتين الفخمة فى الفاتيكان. وفى بداية الأسبوع، قال الأب اليسوعى فيديريكو لومباردى، المتحدث باسم الكرسى الرسولى، "لا تتوقعوا وداعا احتفاليا رسميا جدا، لن يقام احتفال كبير تتخلله خطابات مسهبة".

ومواعيد البابا فى الأيام الأخيرة من حبريته غير مثقلة، فيوم السبت 22 فبراير سيستقبل رئيس الجمهورية الإيطالية الشيوعى السابق جورجيو نابوليتانو الذى تربطه به صداقة، فى زيارة بروتوكولية.

ويوم الأحد سيخاطب، من شرفة شقته، المصلين فى ساحة القديس بطرس فى آخر صلاة بشارة. وسيلتقى يوم الاثنين بعض الكرادلة، ويخلو يوم الثلاثاء من أى نشاط، أما يوم الوداع الحقيقى فسيكون الأربعاء خلال اللقاء العام صباحا فى ساحة القديس بطرس، على الرغم من الطقس البارد. وفى هذا اليوم، دعا الفاتيكان الكاثوليك إلى المجىء بأعداد غفيرة للإعراب عن محبتهم للبابا المستقيل، وستبث وقائع هذه "التظاهرة الكبيرة" مباشرة، وستقام فى ساحة القديس بطرس حواجز خشبية لاحتواء تزاحم الناس، لكن لن يقام احتفال رسمى كبير، وبحسب "لومباردى" لن تكون تلك التظاهرة احتفالا تدعى إليه شخصيات، وبالتالى رؤساء دول وحكومات.

ولحظة مغادرة الفاتيكان فى 28 فبراير لن يقام أيضا أى احتفال خاص للبابا. وقال المتحدث، إن البابا أصدر "يوم الاثنين فى 11 فبراير وثيقة باللغة اللاتينية، اللغة الرسمية للكنيسة، موقعة منه أمام الكرادلة.. وليس مطلوبا أن يوافق أحد رسميا على هذه الوثيقة". وأضاف "لا حاجة لشىء آخر.. وسبق أن أعلن أنه يتخلى عن مهامه وهذا يكفى".

وعندما سيصل يوزف راتسينجر إلى كاستل جندولفو، الذى يحب أن يأتى إليه فى الصيف خصوصا، "سيتناول عشاءه، وسيذهب للصلاة فى الكنيسة الصغيرة، وسيحيى الأشخاص الحاضرين بطريقة طبيعية.. بساطة تامة وصفاء".

ويشتهر البابا بتحفظه ورفضه لأى عبادة للشخصية والمغالاة فى التكريم، فمغادرته قاعة كليمنتين فور تلاوته إعلانه التاريخى قد فاجأت الكرادلة. وعندما صفقوا له بضع دقائق خلال قداسه الأخير فى كاتدرائية القديس بطرس وضع حدا لهذا الحماس بقوله "فلنعد إلى الصلاة".

وتساءل عدد كبير من الصحفيين، لماذا أراد أن ينهى حبريته فى الساعة الثامنة مساء وليس عند منتصف الليل؟ على هذا السؤال أجابت مصادر فى الفاتيكان بالقول لأن الساعة الثامنة هى بكل بساطة "ساعة انتهاء يوم عمل عادى" فى الكرسى الرسولى.

أى ثوب، وأى لون سيرتدى يوزف راتسينجر بعد انتهاء حبريته؟ فاستقالة البابا حدث غير مسبوق، بحيث إن جهاز المعلومات فى الفاتيكان يعترف بأنه لا يعرف الجواب على عدد من الأسئلة، أما إقامته مع "عائلته الصغيرة" من العلمانيين المكرسين، وسكرتيره الشخصى يورج جانسفين فى دير ضمن أسوار الفاتيكان، بعد إقامة قصيرة فى كاستل جوندولفو، فغير معقدة، "فما يحتاج إليه البابا متواضع جدا، والذين يعرفونه عن كثب يعرفون ذلك جيدا، فهو لا يحتاج إلى أمور كبيرة"، كما قال المتحدث.