موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٢٧ ابريل / نيسان ٢٠١٧
بابا السلام في مصر السلام

الأنبا عمانوئيل عياد :

في الثالث عشر من مارس عام 2013، تم انتخاب الكاردينال الأرجنتيني جورجيو ماريو بورجليو، ليتولى منصب بابا الفاتيكان كخليفة للقديس بطرس تلميذ المسيح، فتوقعت الحشود وقتها أن يختار لنفسه اسم البابا يوحنا بولس الثالث سيراً على درب البابا البولندي القديس يوحنا بولس الثاني، لكن المفاجأة انه اختار لنفسه اسماً لقديس عاش في القرن الثاني عشر الميلادي، ويعتبر رمزاً للبساطة والتخلي والتواضع.

تكتسب زيارة البابا فرنسيس إلى مصر يومي 28 و29 ابريل الحالي أهمية خاصة، فالجميع يربط بينها وبين زيارة البابا القديس يوحنا بولس الثاني عام 2000، والتى تواكبت وقتها مع احتفالات الألفية الثانية لميلاد السيد المسيح، وهروبه إلى مصر من بطش هيرودس. وحظيت الزيارة باهتمام بالغ من المصريين، ووسائل الإعلام العالمية، حيث اقام البابا يوحنا، قداساً احتفالياً في الصالة المغطاة باستاد القاهرة، وأصر وقتها على زيارة شملت جبل سانت كاترين المقدس. أصر قداسة البابا فرنسيس على زيارة مصر بالرغم مما أشيع بإلغاء الزيارة في وسائل التواصل الاجتماعي بعد الأحداث الأخيرة ليعلن رسالة سلام للعالم أجمع من أرض السلام. وتحتل الزيارة أهمية بالغة نظرا لأن البابا يتمتع بثقل معنوي وروحي عالمي، ولما يوليه الشعب المصري و مسؤلو الدولة المصرية من اهتمام بالغ، خاصة أن الكل يترقب نجاح الزيارة لايصال رسالة بالغة الوضوح للعالم أجمع أن مصر آمنة.

ترتبط أهمية الزيارة بأربع نقاط رئيسية، أولى هذه النقاط العلاقات هي تأكيد فعلي للعلاقات القوية التي تربط كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وقداسة بابا الفاتيكان، خاصة أنه سيصبح اللقاء الرسمي الثاني لهما بعد زيارة الرئيس السيسي إلى الفاتيكان عام 2014، والبابا جاء بعد توجيه فخامة الرئيس السيسي الدعوة الرسمية له لزيارة مصر.

النقطة الثانية هي تأكيد الحوار الإسلامي المسيحي بين كل من الفاتيكان ومؤسسة الأزهر الشريف، فالبابا تربطه علاقات قوية بالإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، خاصة أنهما التقيا في العام الماضي فى الفاتيكان، وأكدا عمق الحوار المشترك.

والنقطة الثالثة هي تأكيد عمق الحوار بين الكنيستين الكاثوليكية والارثوذكسية، فقداسة البابا تواضروس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية حرص على زيارة بابا الفاتيكان، فور توليه المنصب عام 2013 موجها الدعوة له لزيارة مصر، واتفقا خلال اجتماعهما أن يخصصا الـ10 من مايو من كل عام يوم الوحدة والمحبة بين الكنيستين. فكلاهما تربطهما علاقات تاريخية منذ زيارة البابا شنودة الثالث إلى الفاتيكان عام 1973 ولقاؤه بالبابا بولس السادس، وتجدد اللقاء خلال عام زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى مصر ولقاؤه بالبابا شنودة في القاهرة عام 2000.

والنقطة الرابعة والأخيرة هي مباركة البابا للكنيسة الكاثوليكية في مصر، فوفد الكنيسية بقيادة الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك زار قداسة البابا في فبراير الماضي، ووجه له الدعوة لزيارة مصر، وقداسة البابا سيلتقي أبناء الكنيسة الكاثوليكية خلال القداس الإلهي في اليوم الثاني للزيارة.

رسالة البابا هي رسالة حب وسلام للبشرية، وهو يعتبر صوت لكل المتألمين والمحتاجين لذلك جاء شعار الزيارة الرسمي «بابا السلام في مصر السلام».

(نقلاً عن الأهرام المصرية)