موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ١٠ يناير / كانون الثاني ٢٠١٨
الوطن لحن بأنغام الأمل

د. اسمهان ماجد الطاهر :

رغم جمال الحياة وزخرفها الآخاذ وقدرتها على أن تملأ قلوبنا سعادة احياناً إلا أنها قد ترهق أرواحنا بأحداثها ومتاعبها المتعاقبة في مراحل آخرى. ظروف سياسية وأقتصادية صعبة ترمي بضلالها وتفرض سيناريوهات غريبة على حياتنا بتنا نتحرج من قول أنظر إلى النصف الممتلىء من الكأس وبالذات أن النصف نقص عن معدله وتبخر وحتى كاد يجف.

لقد تعودت أن أبحث عن مزايا إيجابية في كل المواقف والأحداث حتى الرمادي منها، والآن أجدني أٌقف حائرة فما نمر به من أحداث بات يجلب القهر والفقر متأبطين بعضهم البعض.

يحضرني قول لجبران «أريد الجلوس مع شخص أتحدث إليه بكل ما يدور بداخلي فيسمعني ثم يستمر بالضحك حتى يشعرني بسخف الأشياء التي أرهقتني» عندما أقرأ هذه العبارة أجدني أبتسم تلقائياً. لا أريد أن أختنق هماً وأكره الحزن وأعتبره ضيف ثقيل الضل ولكن كلما ضاق الطريق تضيق أنفاسي وتتسارع.

كيف لا أشعر بالحزن في زمن قهر الأطفال وإعتقالهم. عندما أرى زهرات من بستان قضيتنا في آسر العدو!

ننظر جميعاً إلى الموقف بحزن وغضب ولا نمتلك سوى ذلك. أطفالنا في فلسطين أصحاب القضية والأرض والحق يقهرون ويتم أيذائهم ومنعهم من حقهم في التعليم والحياة. الأطفال في سوريا واليمن والعراق ما هو مخزون الذكريات الذي سيختزن في عقولهم ووجدانهم.

كيف لا أتأثر بما يحيط وأنا في الأردن بلد الأصالة والتضحية. الأردنيون عظماء بالفطرة نذروا أنفسهم لقضية فلسطين وضحوا من أجل العالم العربي وشرعوا الأبواب بوجه كل محتاج أو ملهوف. وقفوا وأستمروا بالمحاولة من أجل أنقاذ ما يمكن أنقاذه على مستوى أقليمي ومحلي في ضل ظروف أقتصادية وسياسية صعبة ومضطربة.

يبقى التساؤل مطروحاً ما تداعيات ذلك على الأطفال والشباب، أليس لكل منهم الحق في فرصة عادلة في الحياة. أين أحلام الشباب في جبالك وسهولك وصحرائك يا وطني العربي الكبير وما نوع الصخر الذي يقف عازلاً بين الشباب وبين طموحاتهم. بات من هم في ربيع العمر يتساءلون بريبة ما الذي آصاب الفرح ليتأخر عن موعده كثيراً!

ندور في حلقات مغلقة تكاد تصيبنا بالدوار. أظن أن الكثير من الناس يشعر بنفس الأحساس. يحيط بنا واقعاً عصياً على التفسير.