موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم
نشر الخميس، ١٢ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٩
الناشطة من أجل المناخ غريتا تونبرغ شخصية العام 2019 في مجلة تايم

نيويورك - أ ف ب :

اختارت مجلّة تايم الأربعاء الناشطة السويدية المدافعة عن المناخ غريتا تونبرغ البالغة من العمر 16 عاما لتكون "شخصية العام" الأصغر سنًا، ما يشهد على قدرتها على تعبئة الملايين عبر العالم دفاعًا عن قضيتها.

وباشرت "غريتا" كما تعرف في العالم في آب 2018 تنفيذ إضراب بمفردها كل يوم جمعة أمام مقر البرلمان السويدي، لكنها سرعان ما ألهمت حشودًا متزايدة من الشبان والبالغين المستعدين للنزول إلى الشارع في تحرك بات يعرف بشعار "فرايدايز فور فيوتشر" (أيام الجمعة من أجل المستقبل) لمطالبة قادة العالم أجمع باتخاذ تدابير جذرية للحد من ظاهرة الاحترار.

وأثبت هذا التحرك جدواه في أيلول حين ضاقت شوارع مدن كثيرة في القارات الخمس بتظاهرات هائلة دقت ناقوس الخطر قبيل قمة للأمم المتحدة حول المناخ. وتوجهت الفتاة إلى قادة العالم من منبر القمة، فألقت كلمة بالغة الحزم نددت فيها بتقاعس النافذين في العالم، على وقع لازمة "كيف تجرؤون؟".

ورمقت بنظرة غاضبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المشكك في حقيقة التغير المناخي والذي تفرد في العالم بسحب بلاده من اتفاق باريس للمناخ والذي تعهدت فيه الدول عام 2015 خفض ظاهرة الاحترار إلى درجتين كحد أقصى.

تصدرت غريتا تونبرغ بفضل إدائها المراهنات على جوائز نوبل للسلام التي تم منحها في تشرين الأول. وعند إعلان منح الجائزة لرئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، لم تظهر الفتاة أي خيبة أمل، بل صبت كل اهتمامها على مواصلة رحلتها في أميركا الشمالية للتنبيه إلى "حالة المناخ الطارئة".

وقطعت دراستها هذه السنة لتسافر، معتمدة وسائل النقل الخالية من انبعاثات الكربون مثل السيارات الكهربائية والقطارات والسفن. وقضت 15 يوما لعبور المحيط الأطلسي في زورق شراعي، لتصل إلى نيويورك في آب. وفي تشرين الثاني، غادرت في مركب شراعي أيضًا إلى أوروبا، محاطة على الدوام بمساعدة متطوعين معجبين بعملها.

وتشارك منذ بضعة أيام في "مؤتمر الأطراف للتغير المناخي" الـ25 في مدريد حيث تندد مرة جديدة بعدم تحلي مسؤولي العالم بالصفة القيادية وبتأخرهم في تقديم التزامات مجدية للحد من الانبعاثات.

- انتقادات كثيرة -

يبقى خطاب تونبرغ هو نفسه أينما حلّت، لكن خيبة املها ازدادت في الأشهر الأخيرة على مر اللقاءات الكثيرة التي جمعتها بقادة من العالم من غير أن تنتج منها أي بادرة ذات مغزى من أجل المناخ. ويعتبر أنصارها الكثر أن هذا الإصرار هو مكمن قوتها، لكن منتقديها الكثر أيضًا يرون أنها تكرّر نفسها والأجدى لها أن تعود إلى المدرسة.

وهي تواجه أحيانا هجمات عنيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، تتهمها بالسذاجة والمبالغة في وصف خطورة الأزمة المناخية أو حتى باختلاقها، وصولا إلى البحث عن الشهرة. لكنّ الفتاة سعت لتهدئة الوضع ودعت متابعيها على تويتر البالغ عددهم ثلاثة ملايين إلى عدم الرد على الإهانات إلا بتعليقات إيجابية.