موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٤ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٩
النائب الرسولي في حلب يتحدث عن التطورات في شمال سورية

الفاتيكان نيوز :

في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية التركية في سورية البلد الذي لم يعرف الهدوء منذ أكثر من ثماني سنوات عبر النائب الرسولي في حلب المطران جورج أبو خازن عن قلقه الكبير حيال ما يجري في المنطقة.

ومع استمرار العمليات العسكرية الموجهة أساسا ضد الميليشيات الكردية المسيطرة على أجزاء شاسعة من شمال شرق سورية والتي تعتبرها السلطات التركية منظمات إرهابية، ارتفعت وسط الجماعة الدولية الأصوات المنددة بالهجوم. فقد أعلنت فرنسا وألمانيا أنهما عازمتان على وقف تصدير الأسلحة إلى أنقرة، فيما تحدثت الولايات المتحدة عن فرض عقوبات على تركيا، البلد العضو في حلف شمال الأطلسي. ومع ذلك يتواصل ارتفاع عدد الضحايا والنازحين. بعد خمسة أيام من القصف المستمر في شمال شرق البلاد ما تزال حكومة أنقرة متمسكة بمواقفها على الرغم من ردود الأفعال الدولية. وقد دخلت القوات التركية مدينة رأس العين الاستراتيجية والمتاخمة للحدود التركية.

وقد تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن عمليات إعدام جماعية مارستها قوات أنقرة بحق تسعة مدنيين على الأقل، من بينهم الناشطة هفرين خلف في وقت تحدثت فيه معلومات عن فرار أكثر من ثمانمائة ناشط في داعش من أحد المعسكرات. جامعة الدول العربية نددت أيضا بما سمته العدوان التركي، وطالب وزراء الخارجية العرب بانسحاب الجيوش التركية فوراً من الأراضي السورية. في واشنطن أكد الرئيس الأمريكي ترامب أن بلاده ستفرض عقوبات قاسية على أنقرة إذا خلّت في تعهداتها، بما في ذلك حماية الأقليات الدينية في وقت أعلن فيه وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر عن سحب حوالي ألف جندي أمريكي من شمال سورية. هذا وتحدثت الأنباء الواردة من سورية صباح الاثنين عن تقدم القوات النظامية السورية باتجاه الشمال للدفاع عن الكرد.

إزاء هذا المشهد المعقد والصعب أجرى موفع فاتيكان نيوز مقابلة مع النائب الرسولي في حلب المطران جورج أبو خازن الذي سلط الضوء على أوضاع المسيحيين المقيمين في شمال سورية وشرقها وهم أيضا ضحية التوغل التركي، لا الكرد وحسب. قال سيادته إن معظم هؤلاء نزحوا عن المنطقة بين عامي 2014 و2017 مقابل تقدم داعش، واليوم يواجه من بقي منهم خطر الهروب بسبب العملية العسكرية التركية التي انطلقت في التاسع من الشهر الجاري. لم يخف سيادته قلقه البالغ إزاء ما يحصل في المنطقة، لافتا إلى وجود عدد كبير من الأقليات المسيحية، كالأشوريين والكلدان السوريين والأرمن وغيرهم، وقد تعرض أجداد هؤلاء للإبادة على يد الأتراك منذ أواخر القرن التاسع عشر ولغاية الحرب العالمية الأولى وهم يشاهدون اليوم البلد نفسه يسعى إلى القضاء عليهم، ويقوم باحتلال بلد آخر. وتساءل كيف يمكن أن تقوم تركيا بتهجير سكان المنطقة كي تضع مكانهم اللاجئين السوريين معتبرا أن هذا الأمر لا يشكل حلا على الإطلاق.

بعدها لفت النائب الرسولي في حلب إلى الأنباء الحاكية عن وجود حوالي عشرة آلاف مقاتل من تنظيم داعش في السجون الكردية في المنطقة. وتساءل ما إذا كانت القوات التركية ستطلق سراح هؤلاء، معرباً عن قلقه البالغ إزاء هذه الفرضية مشيرا إلى أن اللجوء إلى الحرب يمهد الطريق أمام حرب أخرى خصوصا في منطقة تعيش فيها مكونات دينية وعرقية مختلفة. ولفت إلى أن ما يحصل هو عبارة عن مأساة إنسانية وجريمة.

وأكد سيادته أن مشكلة سورية ليست داخلية وذكر بأن كل المكونات كانت تعيش بسلام قبل الأحداث الأخيرة واليوم تسعى القوى الغربية لتحويل البلاد إلى راية سوداء وهذا يبعث على الخوف. وختم المطران أبو خازن حديثه لموقعنا موجها كلمة شكر إلى الكنيسة الكاثوليكية الجامعة والمنظمات غير الحكومية على المساعدة التي تقدمها إلى السكان الممتحنين. وقال إن الكنيسة المحلية تمد يد العون لكل محتاج بسبب تلك المعونات الخارجية وهي تبذل في وسعها إزاء تنامي أعداد النازحين نتيجة القصف التركي.