موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ١٧ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٨
الملك يدافع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس

د. حسان ابوعرقوب :

لا يكاد يخلو خطاب من خطابات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين من الحديث عن القدس الشريف، والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، مدافعا عن هذه المقدسات التي لها مكانة خاصة عند المسلمين والمسيحيين.

ففي كلمة جلالته خلال استقباله المشاركين في مؤتمر «التحديات التي تواجه المسيحيين العرب» بعمّان 2013م قال:

(إن مدينة القدس التي تتعرض اليوم - مع الأسف- لأبشع صور التهويد، شاهد عيان ومنذ أربعة عشر قرنا، على عمق ومتانة العلاقة الإسلامية المسيحية الأخوية، التي وثقتها العهدة العمرية، وأوصى بها جدنا الشريف الحسين بن علي، رحمة الله عليه. وقد سار على نهجه والدي الحسين، رحمه الله، وأنا مستمر بالسير على هذا النهج، بعون الله) وبهذا ينبه جلالته إلى رفضه لعملية التهويد لمدينة القدس، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذه المدينة المقدسة كانت خير شاهد على الوئام بين المسلمين والمسيحيين منذ الفتح العظيم في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأنها كانت ولا زلت محلّ اهتمام الهاشميين على مرّ العصور، يتوارثون هذه المسؤولية كابرا عن كابر.

وأضاف جلالته: (وعلينا نحن جميعا واجب الدفاع عن هوية القدس العربية، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، كما أن على المسيحيين العرب التمسك بهويتهم العربية. وواجبنا جميعا الوقوف في وجه كل الممارسات الهادفة إلى تهجيرهم أو تهميشهم) يؤكد جلالته على أن الدفاع عن الهوية العربية للقدس واجب على المسلمين والمسيحيين، كما يجب عليهم حماية مقدساتهم فيها، مؤكدا على أهمية المسيحيين العرب في القدس والمنطقة كلها، وأن من واجبنا كمسلمين الوقوف أمام الممارسات التي تهدف إلى تهجيرهم أو تهميشهم؛ لأن في هذا خسارة مشتركة للمسلمين والمسيحيين.

وفي خطاب جلالته في الجلسة العامة للدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك 2015م يقول:

(ولا مكان أهم وأكثر تأثيرا لتجسيد هذا الاحترام والتعايش من مدينة القدس، حيث الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية واجب مقدس، وهنا نضم صوتنا إلى المسلمين والمسيحيين في كل مكان رافضين التهديدات التي تتعرض لها الأماكن المقدسة، والهوية العربية لهذه المدينة) وفي هذا يؤكد جلالته على أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس واجب مقدس، وليس من باب التباهي لكنه تشريف يستتبعه تكليف عمل وجهد، فهي أمانة يلتزم بها أمام الله والناس. وفي تأكيده على الهوية العربية للقدس رفضٌ واضح لممارسات التهويد التي تمارس على هذه المدينة.

وفي كلمة جلالته في القمة الاستثنائية لمنظمة العمل الإسلامي حول فلسطين والقدس الشريف بأندونيسيا/جاكرتا 2016م يذكر جلالته بعض الجهود الأردنية للدفاع عن القدس والمقدسات فيقول: (قد نجحنا، خلال عضويتنا في مجلس الأمن، في جعل المجلس يتبنى بيانا قبل بضعة أشهر، يستخدم بوضوح تسمية «الحرم الشريف»، بعد أن غاب هذا المسمى لسنوات طويلة عن المجلس، ...، عندما نتحدث عن المسجد الأقصى المبارك (الحرم القدسي الشريف) فإننا نقصد ونعني كامل المساحة البالغة 144 ألف متر مربع، المشتملة على المسجد الأقصى المسقوف، وقبة الصخرة المشرفة، والمصلى المرواني، وكل الساحات والمنشآت الأثرية الدينية والتاريخية داخل هذه المساحة..، وانطلاقـا من شرف وواجب الرعاية والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف، قمنـا في الأردن، وسنواصل، التصدي بثبات لهذه الانتهاكات الإسرائيلية. وقد نجحنا في وقف وإبطال بعضها، وسنمضي قدما في نهجنا هذا وفي مباشرة هذه الأمانة والمسؤولية بتفان وعزم لا يلين، حتى تتحرر القدس الشرقية المحتلة ومقدساتها من الاحتلال الإسرائيلي).

(الدستور)