موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ١٥ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٨
الملك يجسد حرص الأردن الدائم على الاحترام المتبادل بين أتباع الديانات

د. جورج طريف :

في الكلمة التي القاها جلالة الملك عبداللة الثاني لدى تسلمه جائزة مؤسسة جون تمبلتون للعام 2018 وسط حضور عدد من الشخصيات العالمية، والقيادات السياسية والفكرية والدينية، وضع جلالته العالم من جديد في صورة الاسلام السمحة إسلام الإحسان والرحمة، لا انعدام العقل والقسوة ،اسلام التسامح والسلم المبني على الأصول الراسخة، لا المغالاة في التفاصيل حد التطرف.

وجسد جلالته حرص الأردن على الاحترام المتبادل بين جميع أتباع الديانات الثلاث مشيرا الى أن أولي العزم من الرسل والذين حملوا رسالة التوحيد والدعوة إلى اليهودية والمسيحية والإسلام، قد باركوا أرض الأردن بمسيرهم فيها ،فقبر سيدنا نوح (عليه السلام) في الكرك. وجاء سيدنا إبراهيم أبو الانبياء (عليه السلام) من العراق عبر الأردن في طريقه إلى الخليل. ووتوفي سيدنا موسى (عليه السلام) في جبل نيبو في الأردن. وعمّد سيدنا المسيح عيسى (عليه السلام) في الأردن على الضفة الشرقية لنهر الأردن على يد يوحنا المعمدان فيما قدم الرسول محمد (عليه السلام )الى الاردن مرتين ،كما أن ارض الاردن تزخر من شمالها الى جنوبها بقبور الصحابة والأولياء والمزارات والمواقع الدينية والاسلامية والمسيحية منذ ظهور المسيحية في القرن الرابع الميلادي والاسلام في القرن السابع الميلادي وحتى يومنا هذا ما يؤشر لتاريخ حافل وضع اللبنات الأولى للعيش المشترك والوئام بين المسلمين والمسيحيين في الأردن.

وبين جلالته حقيقة مفهوم في غاية الأهمية وهو مفهوم الجهاد الأكبر الذي شكل أولى خطوات رحلة كفاح الرسل التي تبدأ بجهاد النفس داخل كل شخص فينا، سعياً لنكون على أفضل صورة وهو الجهاد الذي لا يمت بصلة إلى الكذب المليء بالكراهية، والذي يفتريه الخوارج أمثال داعش ومن هم على شاكلتهم، أو الكذب الذي يدعيه أولئك الذين يخافون الإسلام لا بل ويحاولون تشويهه بممارستهم التي لا تمت الى الاسلام بصلة والاسلام منها براء..... فالجهاد الأكبر هو» الصراع الداخلي للتغلب على حب الذات والغرور، وهو الصراع الذي نتشارك فيه جميعاً سعياً لعالم ينعم بالسلام والوئام والمحبة» يقول الملك.

منح جلالة الملك عبدالله الثاني جائزة تمبلتون التي تعد أعلى الجوائز أهمية وقيمة في المجال الإنساني والديني، في حفل اقيم في كاتدرائية واشنطن الوطنية، له دلالات كبيرة وعميقة وتعبر عن تالتقدير الكبير لهذه المؤسسة لجهود جلالته كأحد أهم القادة السياسيين على مستوى العالم في الوقت الحالي، الذي يعمل على تحقيق الوئام بين المذاهب الإسلامية وبين اتباع الدين الإسلامي وباقي الأديان في العالم وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية الحريات الدينية.

كما ان تسلم الملك الجائزة يشكل من جهة أخراى حافزا ودافعا جديدا لترسيخ ونشر المبادىء التي جاءت بها رسالة عمان والتي صدرت في رمضان من عام 2004 وعكست رؤية ثاقبة وتعبيرا عن الوحدة والاحترام المتبادل والأخوة بين جميع المسلمين، فهي رسالة خير وصداقة وأمل للعالم أجمع، وما تبعها من مبادرات ملكية مثل «كلمة سواءبيننا وبينكم» التي عبرت عن حب الله وحب الجار عام 2007 واسبوع الوئام الذي يحتفل به في شباط من كل عام باقتراح من الملك عبداللة الثاني عام 2010 في الأمم المتحدة وهي مبادرات لاقت ترحيبا وتشجيعا من أتباع الديانات الثلاث الاسلامية والمسيحية واليهودية على طريق المساهمة في بناء المستقبل المشرق في الاردن والشرق الأوسط والولايات المتحدة وأوروبا وباقي دول العالم.

(الرأي)