موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الجمعة، ١١ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٥
الملك: الكراهية والاضطهاد لا يمكن أبداً تبريرهما أو السكوت عنهما

روما - أبونا :

أكد الملك عبدالله الثاني أن «المسيحيين العرب جزء أصيل من النسيج الاجتماعي لمجتمعات الشرق الأوسط»، وذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها في مؤتمر حوارات البحر الأبيض المتوسط، الذي تستضيفه العاصمة الإيطالية روما، بمشاركة 40 دولة.

وقال إن «الاحترام المتبادل هو الأساس الحقيقي للشراكة. ونحن بحاجة إلى أن ندرك أهمية ترابطنا. المسلمون في أوروبا جزء من نسيج التاريخ والمجتمع هنا، تماماً كما المسيحيون العرب جزء أصيل من النسيج الاجتماعي لمجتمعات الشرق الأوسط. وبلدان أوروبا ذات الأغلبية المسلمة في البلقان جزء من مستقبل القارة، تماماً كما تمثل مناطقنا جزءاً من مستقبل عالمي مشترك. فالكراهية واضطهاد الأقليات لا يمكن أبداً تبريرهما أو السكوت عنهما».

وشدد الملك عبدالله الثاني على أنه «وبالرغم من أننا نتحدث لغات مختلفة، إلا أن قيمنا المشتركة توحد صوتنا الذي ينادي بمبادئ التسامح والسلام والاحترام المتبادل» مشيراً إلى أن «الإرهابيين الخارجين عن كل شرع وقانون يهددون العالم بأسره. وهم لا يستثنون شعباً من شرورهم ولا يحترمون حدوداً، أخلاقية كانت أو جغرافية. فالشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكيتان كلها مستهدفة من قبلهم».

وتابع «إن جيلنا الحالي يعيش في زمن تتعرض فيه مبادئ الحوار الذي يجمعنا لتهديد حقيقي، فالإرهابيون الذين هاجموا باريس في تشرين الثاني الماضي، أو أولئك الذين قاموا بتفجيرات عمّان قبل عشر سنوات، أو غيرهم ممن ينتشرون في جميع أنحاء العالم، لن يتوقفوا عند الدمار والعنف فقط، بل إنهم يسعون لإسكات صوت التسامح والتعاون، وزرع الفرقة بيننا. وحقيقة الأمر أن مصيرنا مشترك: فإما أن نحقق الازدهار معا، وإما أن نفشل معاً».

ولفت الملك عبدالله الثاني إلى أن الإسلام «يأمرنا بالرحمة والتعاطف، وحفظ كرامة الجميع دون استثناء. ويقول النبي محمد، صلى الله عليه وسلم: ’لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه‘. وهذه القاعدة الجوهرية راسخة في المسيحية واليهودية وديانات أخرى. إنها الرسالة التي يجب أن ننقلها للجيل القادم».