موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الإثنين، ٨ سبتمبر / أيلول ٢٠١٤
المفوض الأعلى لحقوق الإنسان: في العالم التكفيري لا يوجد حب للآخر

جنيف – أ ف ب :

دان المفوض الاعلى الجديد لحقوق الانسان في الامم المتحدة الأمير زيد بن رعد الاثنين في اول كلمة له منذ اختياره لهذا المنصب "دموية" تنظيم الدولة الاسلامية المعروف اختصارا باسم "داعش" الذي ينشر الرعب في العراق وسورية.

وقال الأمير زيد متحدثا في افتتاح الدورة السابعة والعشرين لمجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة في جنيف ان تصرفات تنظيم "الدولة الاسلامية" "تكشف ما ستكون عليه دولة تكفيرية لو حاولت الوصول الى السلطة في المستقبل" مضيفا "ستكون بلاد عنف وشر ودموية لاحماية لغير التكفيريين فيها".

واضاف وهو اول مسلم يتسلم هذا المنصب، "في العالم التكفيري تخسر حقك في الحياة، ما لم تكن اراؤك مماثلة لارائهم، وهي متزمتة ومتصلبة".

وتابع "في عقلية التكفيريين كما عرفناها في نيجيريا وافغانستان وباكستان واليمن وكينيا والصومال ومالي وليبيا وسوريا والعراق وفي كل مكان هاجموا فيه ابرياء وضمنها 11 أيلول 2001، لا يوجد حب للاخر، لا توجد سوى رغبة في القضاء على كل المسلمين والمسيحيين واليهود وغيرهم الذين تختلف معتقداتهم عنهم".

والمتطرفون بقيادة الدولة الاسلامية مسؤولون عن ارتكاب فظاعات في العراق وسورية المجاورة وقد سيطروا على مساحات شاسعة في العراق منذ هجومهم الكاسح في هذا البلد في حزيران الماضي.

وتساءل المفوض السامي لحقوق الإنسان بحدة "هل يعتقدون انهم يتصرفون بشجاعة بقتل اسراهم بطريقة بربرية"؟ وندد بقتل الصحافيين الاميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف اللذين تم ذبحمها بايدي عناصر الدولة الاسلامية.

وشدد على ان التنظيم اظهر "عدم احترام تام لحقوق الانسان"، مشددا على ان "مستوى العنف الوحشي الذي يستخدمونه بحق اقليات دينية واتنية لا سابق له في الازمة الحديثة".

واضاف "اود التذكير بان الهجمات الممنهجة" ضد السكان "بسب اصولهم القومية او معتقداتهم الدينية تشكل جريمة ضد الانسانية".

ودعا الاسرة الدولية الى جعل وقف "النزاعين اللذين يتزايدان ارتباطا في العراق وسوريا .. اولوية عاجلة وآنية"، والتاكد من بذل اقصى الجهود لحماية بعض "المجموعات القومية والدينية".

وقال ان "المرحلة الثانية هي التاكد من ضرورة المحاكمة على انتهاكات حقوق الانسان والجرائم الاخرى. يجب عدم الاستمرار في التساهل حيال الافلات من العقوبة".

وفي هذا السياق، دعا المفوض السامي لحقوق الانسان العراق الى "الانضمام الى معاهدة روما والمحكمة الجنائية الدولية".

كما شدد على ضرورة النظر في اسباب "ظهور هذه الازمات" وندد ب"نظم سياسية فاسدة"، وبقادة "قمعوا جزءا من المجتمع المدني".

وتاتي كلمة الأمير زيد بعد اسبوع على عقد اجتماع طارئ الاسبوع الماضي في مجلس حقوق الانسان تم التوصل فيه الى قرار بارسال بعثة تحقيق الى العراق لتوثيق مدى التجاوزات التي يرتكبها التنظيم.

وعلاوة على الاسلاميين المتطرفين، طرح الحسين مجموعة اخرى من المواضع التي لا بد من التباحث بشانها خلال جلسة المجلس التي تستمر ثلاثة اسابيع.

ووجه الأمير زيد بن رعد انتقادات قوية لاسرائيل مشددا على ضرورة "وضع حد للتمييز والافلات من العقاب" المتواصلين في غزة "حيث قتل قرابة 2140 شخصا" في الحرب الاخيرة على القطاع.

وقال ان "الاجيال الحالية والمستقبلية من الفلسطينيين ... لها الحق في ان تعيش حياة طبيعية بكرامة، بدون نزاع او حصار وبدون سلسلة الانتهاكات اليومية لحقوق الانسان الناجمة عن الاحتلال العسكري".

واضاف ان "حصار اسرائيل لقطاع غزة المستمر منذ سبع سنوات يجب ان يتوقف"، مشددا ايضا على حق الاسرائيليين في العيش "بحرية وامان بعيدا عن نيران الصواريخ".

كما شدد على معاناة النازحين جراء النزاعات في مختلف انحاء العالم، مشيرا الى مقتل 1900 شخص تقريبا خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط هذا العام.

وقال "لا بد ان يبذل الاتحاد الاوروبي ودوله جهودا اكبر لمواجهة هذا الوضع الماساوي".

كما انتقد سياسة استراليا القائمة على اعادة القوارب التي تنقل مهاجرين "مما يؤدي الى سلسلة من الانتهاكات لحقوق الانسان من بينها التوقيف الاعتباطي والتعذيب الذي يلي عودة المهاجرين الى موطنهم".

كما اعرب عن قلقه ازاء تقارير بان الولايات المتحدة اوقفت اكثر من 50 الف طفل غير مرافقين وصلوا الى اراضيها العام الماضي "هربا من العنف والحرمان" في مناطق مثل السلفادور وغواتيمالا وهندوراس.

وشدد على ان "حقوق الانسان ليست محصورة فقط بالمواطنين او بالاشخاص الذين لديهم تاشيرات".

واصبح الأمير زيد بن رعد مفوضا عاما لحقوق الانسان في الامم المتحدة مطلع الشهر الحالي خلفا للجنوب افريقية نافي بيلاي.

وسبق له ان شغل منصب مندوب الاردن لدى الامم المتحدة في نيويورك مرتين كما كان سفيرا لبلاده لدى المكسيك والولايات المتحدة.

وقبل تعيينه الاخير مثل الاردن في مجلس الامن الدولي.

يذكر ان الاردن اصبح عضوا في مجلس الامن الدولي في كانون الاول 2013 لمدة سنتين بعد ان رفضت السعودية شغل هذا المنصب.