موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٢٨ سبتمبر / أيلول ٢٠١٤
"المعهد الملكي" ينظم مؤتمره الدولي الثالث حول "الاعتدال الديني"
عمّان – أبونا، تصوير أسامة طوباسي :

نظم المعهد الملكي للدراسات الدينية مؤتمره الدولي الثالث تحت عنوان "الاعتدال الديني؛ تحالفات من أجل بناء الطمأنينة"، بمشاركة خبراء وأكاديميين وزعماء دينيين وإعلاميين ودبلوماسيين ونشطاء من الأردن والمملكة المتحدة ولبنان وقطر، والذي يأتي في ختام المشروع الذي موّله الاتحاد الأوروبي لنشر مضامين "رسالة عمّان"، والذي استمر لمدة عامين كاملين.

وفي كلمته الافتتاحية قال معالي ميشيل حمارنة، مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية، "أن الأردن كان من أوائل الدول التي نبذت العنف وحاربت الإرهاب والتطرف، ودفعت ثمناً باهظاً من أجل ذلك، في الدم والمال"، مضيفاً "أننا اليوم نقف بحزن ووجع ورعب مما نشاهده من إنهيار فظيع لعالم هزّت فيه الفرق المرعبة لكل القيم والرسالات واستباحت حياة الإنسان وداست على كرامته دون وجل أو خوف".

وقال حمارنة أن الأردن حسم موقفه منذ زمن بعيد، فهو من أوائل الدول التي أعلنت بشكل لا لبس فيه بأنه لا يرضى تفسير الإسلام كما يفسر من قبل هؤلاء المتطرفين، مشدداً بأن السد المنيع لمواجهة خطر مثل هذه التنظيمات الإرهابية يكمن في أهمية العمل المشترك بين العقلاء والحكماء والبحث عن وسائل جديدة لتقوية روح الأخوة والعدالة في عموم مجتمعاتنا الإنسانية.

وحول الدور الشبابي لفت حمارنة بأن المعهد الملكي يتطلع إلى إشراك الشباب بشكل مكثف في التفكير والعمل من أجل الابتعاد عن التعصب الذي يؤدي في النهاية للإرهاب والعنف، وللعمل من أجل وقف حملات القتل والذبح الأعمى، مشدداً على أهمية دعم مثل هذه المشاريع من قبل الجهات المحلية والدولية، لاسيما تلك التي تتعامل مع الشباب ومستقبلهم، إضافة إلى تفعيل دور المؤسسات التربوية والأحزاب والأندية والإعلام في هذا الخصوص.

من جهتها قالت السيدة يؤانا فرونيتسكا، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الأردن، أنه انطلاقاً من أهمية رسالة عمّان كأداة لتعزيز الحوار بين الأديان والتسامح ومحاربة التطرف، التزم الاتحاد الأوروبي بدعم الأردن في سعيه لترويج ونشر الرسالة على نطاق أوسع، وذلك استجابة لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني لتوضيح طبيعة الإسلام والمساهمة في الحقوق الإنسانية والقيم الأساسية المشتركة ومواجهة الأسباب الجذرية للإرهاب والعنف ومحاربتها.

وأضافت: "لم يقتصر المشروع على السعي لإيجاد أرضية مشتركة فقط، بل هدف إلى بناء الوعي والفهم وتمكين وقبول التعايش مع الاختلاف، فقد ساهم بشكل كبير في زيادة الوعي حول قيمة رسالة عمّان محلياً وإقليمياً وفي مختلف بلدان الاتحاد الأوروبي".

ولفتت سفيرة الاتحاد الأوروبي أن ترجمة رسالة عمّان إلى مختلف اللغات الأوروبية الرئيسية كانت أحد الجوانب الرئيسية لتعزيز فهم أفضل للقيم الإسلامية، والتي بدورها تمهّد الطريق لهدم الهوة بين الناس من خلفيات دينية مختلفة، وبالتالي القضاء على الصور النمطية عن الإسلام، مؤكدة بأن تعزيز رسالة التسامح والسلام والحوار بين الناس من خلفيات مختلفة تؤدي إلى خلق بيئة فريدة من نوعها من المشاركة التي تشجع على التعايش.

وأضافت في كلمتها: "ونحن نحتفل باختتام مشروع الترويج لرسالة عمّان، أنا على ثقة بأننا قد أرسينا أساساً قوياً نحو تحقيق فهم بين جماعات الأديان المختلفة. هذا هو فعلاً إنجاز هام وعامل يسهم في السلام والاستقرار في الأردن، ضمن السياق الإقليمي والتهديدات الحالية التي تشكلها الجماعات المتطرفة في الدول المجاورة".

وفي الختام شكرت فرونيتسكا كلاً من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمعهد الملكي للدراسات الدينية على تعاونهم البناء وجهودهم الجبارة في تعزيز قيم رسالة عمّان وثقافة الحوار والتسامح، بالتعاون مع مجموعة من منظمات المجتمع الأكاديمية والمدنية المحلية والإقليمية والأوروبية، وكذلك شكرت وزارة التخطيط والتعاون الدولي لدعمها المستمر وتسهيل الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن.

وعرض الدكتور عامر الحافي، نائب مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية، عرضاً موسعاً حول البرامج التي قادها ونظمها ودعي إليها المعهد الملكي لمشروع نشر مضامين رسالة عمّان، وعرضاً مصوراً لمختلف الأنشطة التي تم تنظيمها على المستويات المحلية والإقليمية والدولية الواسعة.

وجرى نقاش عقب الانتهاء من الجلسة الافتتاحية، شارك به الدكتور عبدالسلام العبادي، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية السابق، والأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، والشيخ الدكتور حمدي مراد، الباحث والمفكر الإسلامي، والإعلامية ماري صليبا.

وقال الأب بدر معقباً خلال الجلسة النقاشية "أنه وبعد عشر سنوات من نشر رسالة عمّان لم يتم تحقيق الطموح والهدف الأسمى وهو ليس فقط نشر الرسالة والترويج لها، وإنما قطف ثمارها من الانفتاح والتعاون واحترام الديانات الأخرى، وهذا لم يحصل تماماً، وإنما تضاعفت حركات التطرف وإلغاء الآخر كما يحصل اليوم في العراق وسوريا".