موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٤ يناير / كانون الثاني ٢٠١٣
المطران وردوني: جميع المطارنة الكلدان يستحقون حمل اسم البطريرك

بغداد - عنكاوا كوم :

أيام قليلة تفصل انعقاد سينودس انتخاب البطريرك الجديد للكنيسة الكلدانية في الثامن والعشرين من الشهر الجاري في روما خلفاً لغبطة مار عمانوئيل الثالث دلي الذي قدم استقالته الشهر المنصرم.

وينتظر الكثيرون ببالغ الاهتمام والترقب سينودس انتخاب البطريرك الجديد الذي دعا إليه قداسة البابا بندكتس السادس عشر لما يمثله من مكانة روحية ورمزاً دينياً يستمد منه البركة والعزيمة ومرشداً أعلى في قيادة الكنيسة وخدمة أبناءها.

وكشف المطران شليمون وردوني، معاون البطريرك الكلداني، عن أن المرشحين والبالغ عددهم 15 مطراناً كلدانياً من العراق والمقيمين في بلدان أخرى سيجتمعون في روما نهاية الشهر الجاري لانتخاب بطريرك جديد فيما بينهم، بالإضافة إلى مشاركة البطريرك دلي في عملية الاقتراع التي تسمح له بالتصويت.

وقال المطران وردوني في لقاء خص به "عنكاوا كوم" إن آلية انتخاب البطريرك الجديد ستكون استناداً إلى الباب الرابع من الفصل الأول من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية وبالاعتماد على نظام ثلثي عدد المجتمعين الكلي زائداً واحد والكل مرشح لهذا المنصب الروحي، وربما يحسم الاختيار خلال يوم أو يومان.

وأضاف إن "الكنيسة مؤسسة إلهية وبشرية والله عندما أسس كنيسة يسوع الرب قال: أبواب الجحيم لن تقوا عليها، فمهما كان الضعف البشري لدى الإنسان هنالك قوة إلهية تعضد الرعاة ليقوم بخدمتهم كما يريد الله، داعياً الروح القدس أن يلهم الجميع ليختاروا راعياً صالحاً لكنيستنا". داعياً "مؤمني الكنيسة الكلدانية لا بل جميع المسيحيين أن يصلوا لتتحقق إرادة الله في هذا الأمر المهم جداً لحياة أبناء الكنيسة الكلدانية والعمل مع الكنائس الشقيقة الأخرى لخدمة الوطن ورعاية شعبنا في العراق وأبناءنا في بلاد المهجر".

وفي الوقت الذي قدم المطران وردوني شكره للمسيحيين المتابعين لهذا الموضوع والاهتمام الذي أبدوه من خلال التعبير عن آراءهم ومقترحاتهم بشأن شخصية البطريرك القادم ومسؤوليته أمام الشعب وهو دليل على حرصهم وغيرتهم على كنيستهم، إلا أنه دعا إلى أن تكون المداخلات والمطالب دوماً في إطار إيجابي وإن كان التدخل كانتقاد، لكن "ضمن النقد البناء والصادر من قلب مؤمن محب لكنيسته ومخلصاً لها".

وتمنى المطران وردوني "التضرع والصلاة إلى الله ليعطي لنا راعيا فاضلاً وحكيماً ومضحياً في خدمة الكنيسة والمؤمنين كما يقول الرب: أنا الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه من أجل خرافه، فلنصلي طالبين شفاعة أمنا العذراء مريم لتحقيق إرادة الله".

وفي شأن آخر، أوضح المطران وردوني أنه يتوجب على رجل الدين الدفاع عن حقوق أبناءه في الضرورة عندما يجد أن "حقوقهم مهضومة" وبخلاف ذلك فإن تدخل رجل الدين في السياسة هو مضر كما أن تدخل السياسيين في الشأن الديني مضر أيضاً والكنيسة الكاثوليكية تفصل ما بين الدين والسياسة.

وأضاف المطران وردوني إن هذه "المسألة هي شائكة لأن الحياة البشرية تتعلق بعضها ببعض، فالأمور الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية مرتبطة فيما بينها، ومثال على ذلك عندما نتكلم عن حقوق الإنسان وعن واجبات المؤمن في الدولة وعن العدالة وضرورة إيجاد فرص عمل لجميع السكان فجميعها أمور دنيوية وحياتية ولكنها ترتبط بالجانب السياسي، إلا أنه ينبغي على رجل الدين أن يكون واعياً ومجداً في تكملة واجباته الدينية قبل كل شي".