موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٢ مايو / أيار ٢٠١٨
المطران البولندي كونراد كرويسكي.. الكاردينال صديق المشردين

بقلم: أندريا تورنيلي ، ترجمة: منير بيوك :

"كنت أهيء دراجتي لمغادرة الفاتيكان، عندما طلبوا مني الإنصات إلى صلاة ’افرحي يا ملكة السماء‘ التي يتلوها البابا... لم يكن لدي أية فكرة. كما لا أريد في الحقيقة التفكير بما حدث لي. أقوم بتجهيز الأشياء لهذه الليلة في محطة أوستينسي، حيث أجلب الطعام للمشردين". لا يسع صوت المطران البولندي كونراد كرويسكي البالغ من العمر 54 عامًا، وكيل صدقات قداسته، الذي يعود أصله إلى لودج والذي يعرفه الجميع باسم "دون كرادو"، إلا أن يكون عاطفيًا. من المدهش حقًا وجوده في قائمة الكرادلة الجديدة.

إن ذراع البابا العامل في الأعمال الخيرية تجاه المتسولين، والمهاجرين، واللاجئين، وذوي الإحتياجات، سيحصل إلى جانب "الزملاء" الثلاثة عشر الآخرين، القبعة الأرجوانية في التاسع والعشرين من حزيران، وبذلك يبصبح فردًا من أقرب مستشاري البابا، ومن الناخبين لخليفته في حال تم الترتيب لانتخابات، إضافة إلى استعداده لخدمة الكنيسة وأسقف روما، حتى عند وقوع "سفك الدم" الذي يرمز إلى لون الثياب.

لم يكن هناك أن يصبح وكيل صدقات البابا كاردينالاً. لذا، تمثل إيماءة فرنسيس علامة تفضيل ما، وتسليط الضوء على النشاط الذي ينفذه دون كرادو كشخص منفرد، دون كلل وبدون أن يبقى خلف مكتبه. تكمن وظيفته في الشارع، وفي محطات القطار، وفي مراكز الاستقبال. أوضح لموقع الفاتيكان إنسايدر بعد أن أمضى ساعتين يصلي في الكنيسة قائلاً: "بالنسبة لعملي ولنفسي، فإن هذا الشرف في أن أصير كاردينالاً قد يعقد الأمور دون أن أتمكن من فهم ما حدث". إنه حدث غير متوقع تمامًا بالنسبة له. فلربما هذا الطريقة التي يريد بها الأب الأقدس أن يلفت انتباهه إلى الضواحي وإلى الفقر الجديد والقديم.

في السنوات الخمس الأخيرة، غالبًا ما يرتبط اسم كرويسكي بمبادرات استثنائية مثل وضع كابينات الاستحمام، وصالون الحلاقة تحت أعمدة ساحة القديس بطرس للفقراء والمشردين، والعيادات الطبية على الطريق للفقراء في الشارع، وتوزيع الطعام، وحقائب النوم في محطات القطار، والبطاقات الهاتفية للمهاجرين، إضافة إلى المساعدات التي يتم توزيعها شخصيًا على ضحايا الزلزال. "لكنني لم أفعل شيئًا من منطلق مبادرة خاصة بي، فكل شيء بدأ دائمًا من طرف البابا، لذلك لا ينبغي أن أحصل على أي تقدير. جاء الخبر كمفاجأة بصورة مطلقة. أعتقد أن هذا دليل على الاهتمام والقرب من كل تلك الحقائق التي تساعد الفقراء. لقد كان يكفيني أن أكون وكيل صدقات البابا لأنني أمثله. عندما يقدمون لي العطاءات للفقراء فإنهم يثقون بي لأنهم يثقون بالبابا".

يعيش المونسنيور كرويسكي، الذي تم تكليفه أيضًا بإيجاد أماكن استقبال للاجئين والمهاجرين، في شقة صغيرة في الطابق الأرضي، مقابل مكتب الجمعيات الخيرية البابوية، وإلى جوار الجدران المعروف باسم فيا دي بورتا أنجليكا. كما أنه يعرف اسماء العديد من الأشخاص المشردين الذين يعيشون في منطقة حول الفاتيكان وأجزاء أخرى من المدينة. عندما يكون ذلك ممكنًا، فإنه يقوم بالمشاركة في القيام بمهام صغيرة بحيث يضمن دائمًا وجبة ساخنة، كأن فرنسيس يريد أن يقول: أولئك الذين يطبقون كلمات يسوع في الإنجيل بجدية بخصوص إطعام الجياع، ومنح الملابس للعراة، وزيارة المرضى، والترحيب بالغرباء، هم المتعاونين معي بصورة رئيسية.

يختتم الدون كورادو حديثه قبيل مغادرته برفقة بعض المتطوعين ورجال الدرك الفاتيكان لتوزيع الطعام في محطة قطار أوستينس قائلاً: "ما زلت مصابًا بالإرباك. وفي هذه الأوقات أستمر في تكرار كلمات الدون دوليندو روتو، وهو كاهن عرفه الأب بيو جيدًا، الذي قال: "يسوع، أنت تعتني به".