موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٢٣ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٤
"المسيحيون وربيع العرب" يؤكد على ضرورة الحفاظ على هوية العرب المسيحيين
بترا وأبونا ، تصوير أسامة طوباسي :

كانت المسيحية في الأردن وفي فلسطين، موضوعاً للندوة المسائية التي عقدت في فندق لميريديان في العاصمة عمان، بتنظيم من مركز القدس للدراسات السياسية بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور ومؤسسة دانميشن، في المؤتمر الثاني الذي يعقد في عمان، تحت عنوان: المسيحيون وربيع العرب.

وعن الجانب الأردني، تحدث الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، ملخصاً ما جرى نقاشه في مؤتمرات سابقة، وكذلك مقتبساً من كلمة رؤساء الكنائس في المملكة الأردنية، في مؤتمر التحديات التي تواجه المسيحيين العرب العام الماضي، وقال الأـب بدر في ورقة حول "المشكلات والتحديات التي تواجه المسيحيين في الاردن"، (ملامح خريطة طريق للمستقبل)، يؤمن المسيحي والمسلم في هذا الوطن العزيز، بأن الأردن حالة مميزة وفريدة. فهو الواحة الآمنة المستقرة. وعلى ذلك نشكر الرب ليلاً ونهاراً. وكذلك القلعة الحصينة في مجال التفاهم والحوار بين اتباع الديانتين الاسلامية والمسيحية. وتوقف في عنوان التحديات عند نمو التطرف الديني والمناهج المدرسية والزواجات المختلطة وغياب الحرية الدينية.

وأشار الحاضرون إلى ضرورة تعميق وتطوير الحوار المسيحي - المسيحي، لبناء رؤية مشتركة عن حقوق المسيحيين ومطالبهم، ومعالجة الاختلالات القائمة حالياً، والسعي لتجسير الفجوة بين الكنيسة وبعض رجال الدين من جهة، والاجيال الشابة من مسيحيي البلاد.

وشددوا على القيام بأوسع حملات التعبئة وحشد التأييد لإبقاء المسيحيين العرب في مدنهم وقراهم، ووقف نزيف الهجرة والتفريغ الذي يتهدد مستقبل المسيحيين في البلاد.

كما تحدث الدكتور وليد الشوملي من المركز الفلسطيني للدراسات وحوار الحضارات والباحث سليمان أبودية، في ورقة قدماها بعنوان "حاضر المسيحيين في فلسطين ومستقبلهم"، عن الحضور المسيحي في فلسطين الذي يمتد لاكثر من ألفي عام.

وأشارا إلى الانعطافة الكبرى التي حصلت بتشريد سكان فلسطين، مسيحيين ومسلمين، وتحطيم التراث الانساني والمجتمعي والثقافي والديني بعد عام 1948، وأن المسيحيين أصابهم أثر مضاعف بعد النكبة، جراء الهجرة ما أدى إلى تقلص عددهم من 15 – 18 بالمائة من سكان فلسطين، إلى 2 – 3 بالمائة.

وبين مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي في افتتاح المؤتمر الدور النهضوي التأسيسي للمسيحيين العرب في صوغ تاريخ الامة وبناء مشروعها النهضوي والتنويري والوقوف عن كثب لتشخيص ادق المشكلات والتحديات التي تجابه هذا المكون الرئيس من مكونات الامة العربية.

واشار الممثل الاقليمي لمؤسسة كونراد أديناور اوثمار اورينج الى اهمية المؤتمر مع تطور الاحداث بالنسبة للوجود المسيحي في المنطقة وعلى الاخص في العراق وسوريا الذي يبدو ان تواجدهم هناك يقترب الى نهاية مأساوية في المستقبل القريب.

واكد رفضه لمشروع سهل نينوى -وهو مشروع يمنح العراقيين المسيحيين والأقليات الأخرى منطقة آمنة في سهل نينوى الخاضع لسيطرة قوات البشمركة الكردية- حيث يسهم المشروع بتقسيم العراق ويكرس الطائفية.

وقال عضو المجلس الاستشاري في مؤسسة دانمشين نافيد بيك، إن الطريق لمحاربة التطرف والتعصب الديني هو بتعزيز المواطنة والقيم الانسانية عن طريق الحوار والاعتراف المتبادل بين الطوائف الدينية المختلفة في المنطقة العربية لبناء مجتمعات صحية قادرة على العيش والانسجام.

واجمع المؤتمرون على خيار الدولة المدنية الديمقراطية ودسترة حقوق الافراد والجماعات وواجباتهم على مبدأ المواطنة المتساوية للجميع والتصدي للفضائيات والاعلام المشبوه ومحاولات اثارة الفتنة وتيارات الغلو والتطرف.