موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٢ يوليو / تموز ٢٠١٥
"المحبة؛ فن".. بقلم الكاتبة الصحفية رلى السماعين

رلى السماعين :

المحبة من أسمى المشاعر الإنسانية على الإطلاق. المحبة تفرح ولا تبكي، تحيي ولا تميت وهي أعظم تجربة في حياة كل إنسان. لا أتفاجأ عندما يعتقد البعض أن المحبة مشاعر لا يمتلكها الجميع ولا يؤمنون بها كون مصيرها الفشل. إن هذا الإعتقاد نابع من انّ المحبة أصبحت مجرّد كلمة دون مغزى. ولكن، إن عرفنا أن المحبة فحينئذ نعي أن هذا الفن يحتاج الى جهد شخصي وأنه عطاء وليس أخذاً، وهو بهذا أصعب أنواع العطاء لانه يبدأ من الشخص ذاته بالكلمة والفعل لينتهي اليه. فان أردت أن تكون محبوباً أعطي الآخرين من عاطفتك لتحصل عليها، كذلك إن أردت أن يستمع لك الآخرون ابدأ بالأستماع لمن هم حولك اولاً.

إبدأ انت أولاً وابدأ الآن!

لماذا نفشل في هذا الفن بالذات في بعض الاحيان؟ لماذا وجوده نادر في مجتمعنا أحياناً؟ هناك مخاوف... نعم. وهناك تجارب صعبة... بلا شك! ولكنها يجب ألاّ تمنعنا من ممارسة فن الحياة الراقي لنعطي أسمى المشاعر لجميع الذين من حولنا.

ترجم محبتك لعمل وأبدع فيه.

انواع المحبة كثيرة، منها محبة الابوين، والأخوة، والصديق، والزوج والابناء... واسماها حب الله. إن إعطاء المحبة للآخرين ليس سهلاً، الا انه ضرورة لاخذ المحبة بالمقابل، الامر الذي يحتاج الى صبر وممارسة مستمرة، لان المحبة إذا لم تترجم الى فعل فهي كلمة تذهب في مهب الريح. واكاد أجزم بأن المحبة هي الحل الوحيد لمعظم المشاكل الإنسانية إذا تداولناها كعمله قيّمة في حياتنا ومجتمعاتنا.

وبنظري هي حاجة ملحة لانها إنعكاس وترجمة لحب الله للبشر الذي أعطى مثال للحب عندما بذل نفسه لأجلنا نحن الخطاة "لكي لايهلك كل مؤمن به بل تكون له الحياة الابدية".

rulasamain@gmail.com