موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١ فبراير / شباط ٢٠٢٠
الكاردينال لويس تاغل يدعو لنكون عطيّة للآخر على مثال السيد المسيح

مانيلا - وكالة فيدس :

دعا الكاردينال لويس أنطونيو تاغل المؤمنين الذين تجمّعوا في المدينة الرياضية لمدينة كوزن، إحدى المدن التي تشكل "مترو مانيلا"، إلى الترحيب بالآخر كعطيّة لنا من الله، وذلك في ختام المؤتمر الفلبيني السابع للأنجلة الجديدة، والذي عقد في العاصمة الفلبينية مانيلا يومي 28 و29 كانون الثاني 2020.

وحضر اللقاء أكثر من عشرة آلاف شخص، بين كهنة ورهبان وشباب، تجمّعوا في لفتة حقيقية لاتّحاد الجماعة، وكذلك لتحية الكاردينال الذي سيباشر بمهامه الجديدة في الفاتيكان كعميد لمجمع تبشير الشعوب. وقال: "لنكن نفسنا عطية للآخر على مثال يسوع المسيح الذي وهب نفسه للبشرية. إنه أعظم هبة تلقيناها وهي تحمل في طيّاتها ثمارًا كثيرة: نحن أنفسنا ثمرة روحه القدوس ووجوده بيننا، إذ أننا من يشهد له في العالم".

وتحدّث الكاردينال تاغل مركزًا على الموضوع الرئيسي للقاء وهو "القرب من الآخر"، وتحديدًا حول العلاقة الشخصية باستخدام صورة "الحائك". وقال: "إنّ المسيحي هو الشخص الذي ينسج بصبر وحكمة ونعمة العلاقات الإنسانية، إنه عمل دقيق يمكن أن يدمّر بسهولة لمجرد سحب خيط واحد. وهذا الحوار هو جزء من العلاقة مع الآخر والانفتاح والثقة والاحترام والأخوة تجاه الآخرين، ورؤية الخير في الشخص الآخر".

وتابع إن هذا الأسلوب "يتغذى أيضًا بفضل العوامل البشرية مثل المشاركة البسيطة في وجبة طعام، أو عن طريق الاستماع إلى الموسيقى التي تعلّم الانسجام، كما يحصل مع النوتات الموسيقية. تشكّل الصداقة وكذلك الابتسامة خيوط هذا النسيج، وهي ملامح نموذجية في الثقافة الفلبينية، والتي تعرف كيف ترى الخير والإيجابي وعمل الله حتى في الأحداث المؤلمة".

وأكد الكاردينال تاغل أنّ الحائك الرئيسي في هذا العمل هو الروح القدس، الذي يوحّد الناس من مختلف اللغات والثقافات والتقاليد، في محبّته. وعندما نشارك في هذا العمل النسيج هذا، نصبح أداة للروح القدس. وأوضح في هذا السياق أن الكنيسة في الفلبين تشهد سنة خاصة من المسكونية والحوار بين الأديان والشعوب الأصلية التي أعلنها الأساقفة الفلبينيون في عام 2020، استعدادًا للذكرى السنوية الخمسين لوصول الإيمان إلى الأرخبيل (1521-2021).

وفي الإجابة على السؤال "من هو قريبي؟"، تابع كعميد لمجمع تبشير الشعوب في الفاتيكان مخاطبًا التجمع: "يجب أن ننطلق من اعتبار أنفسنا قريبين من الآخرين. يمكننا أن نبني عالمًا يكون فيه الآخر قريبي، وعليّ أن أرحّب به وأحافظ عليه وأكون أنا نفسي له قريبًا. إنها تجربة تقودنا إلى إدراك تفرد وفضيلة كل شخص، والتعرف عليه كعطية الله لنا".

"ولماذا لا يحدث هذا في كثير من الأحيان؟" تساءل الكاردينال تاغل مجيبًا "لأن الخوف يغذي المواقف العنيفة والأحكام المسبقة والأعمال العدائية التي يمكن أن تستمر لأجيال أو تصيب شعوبًا بأكملها. إنّ الخوف من الآخر، من المختلف، من غير المسيحي يتغلّب علينا في معظم الأحيان. يمكننا أن ننفتح على الآخر ونعترف به كعطية فقط من خلال الانفتاح على حقيقتنا في حال تواضع وتوبة، ومن هنا يأتي الامتنان تجاه الله، لأنه قدّم لنا الشخص الآخر كعطية، وهذا الامتنان يولد شراكة وتضامنًا. وأشار في هذا السياق إلى موقف السامري الرحيم، قائلاً: "نحن جميعًا في حال حاجة ويشكّل كل منا هبة من الله".

واختتم الكاردينال لويس أنطونيو تاغل كلمته في التجمّع بالقول: "أنت العطية التي تلبي احتياجات الآخر"، وبالإشارة إلى السامري الصالح، قال: "يفهم المسيح احتياجاتنا ويعرفها، ووهب نفسه من أجلنا جميعًا، حيث بذل جسده ودمه وكل كيانه من أجل إنسانيتنا. إنّ المسيح هو أعظم هبة تلهمنا لنكون كذلك للآخرين".