موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٢ مارس / آذار ٢٠١٣
الكاردينال سودانو يترأس قداساً احتفالياً على نية انتخاب الحبر الأعظم
الفاتيكان - إذاعة الفاتيكان :

قبل ساعات معدودة على بداية أعمال الكونكلاف لانتخاب البابا الجديد، ترأس عميد مجمع الكرادلة الكاردينال أنجيلو سودانو القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان عند الساعة العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء على نية انتخاب الحبر الأعظم.

وألقى عظة رفع في مستهلها الشكر لله القدير على العناية المُحبة التي خصصها لكنيسته المقدسة وعلى حبرية البابا بندكتس السادس عشر الذي يعرب الجميع عن امتنانهم الكبير له. وفي الوقت نفسه ـ تابع الكاردينال سودانو يقول ـ نسأل الرب أن يمنحنا راعيا صالحا آخر لكنيسته المقدسة، لافتا إلى أن القراءات من كلمة الله تساعدنا على فهم المهمة التي أوكلها المسيح إلى بطرس وخلفائه بصورة أفضل.

ثم توقف نيافته عند القراءة الأولى من سفر النبي أشعيا التي تسلط الضوء على نبوءة موجهة إلى شعب إسرائيل في بابل، الذي وعده الله بأن يُرسل له مسيحا رحوما يقول: "روح السيد الرب علي .... أرسلني لأبشر الفقراء وأجبر منكسري القلوب وأنادي بإفراج عن المسبيين وبتخلية للمأسورين، لأعلن سنة رضا عند الرب" (أشعيا 61، 1-2). وقد تحققت هذه النبوءة بيسوع الذي جاء إلى العالم ليعبر عن محبة الله حيال البشر، وهذا ما تجلى من خلال ملامسة الألم والظلم والفقر وهشاشة الإنسان على الصعيد الجسدي والمعنوي.

إن رسالة الرحمة هذه ـ تابع الكاردينال سودانو يقول ـ أوكلها المسيح إلى رعاة الكنسية، وبنوع خاص إلى أسقف روما وراعي الكنيسة الجامعة. هذه المحبة تدفع رعاة الكنيسة إلى القيام بمهمتهم خدمة للبشر في كل زمان، بدءا من أعمال المحبة وصولا إلى تقديم نور الإنجيل وقوة النعمة لجميع البشر. أما القراءة الثانية فهي مأخوذة من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل أفسس، والتي كتبها في روما خلال فترة أسره، بين عامي 62 و63. يطلق بولس في رسالته هذه نداء من أجل الوحدة الكنسية ويقول: "فأناشدكم إذا، أنا السجين في الرب، أن تسيروا سيرة تليق بالدعوة التي دعيتم إليها، سيرة ملؤها التواضع والوداعة والصبر، محتملين بعضكم بعضا في المحبة، ومجتهدين في المحافظة على وحدة الروح برباط السلام" (أفسس 4، 1-3). ويؤكد القديس بولس أنه في وحدة الكنيسة هناك تنوع في المواهب، تماشيا مع نعمة المسيح المتعددة الأشكال ويقول "هو الذي أعطى بعضهم أن يكونوا رسلا وبعضهم أنبياء وبعضهم مبشرين وبعضهم رعاة ومعلمين، ليجعل القديسين أهلا للقيام بالخدمة لبناء جسد المسيح" (أفسس 4، 11-12). ومن أجل وحدة جسده السري أرسل المسيح روحه القدوس، وجعل من رسله، وفي مقدمتهم بطرس، أساسا للوحدة المنظورة للكنيسة. ويعلّمنا القديس بولس أنه يتعين علينا جميعا أن نشارك في بناء وحدة الكنيسة لذا هناك حاجة إلى "الفضل لجميع الأوصال التي تقوم بحاجته" (أفسس 4، 16).

بعدها توقف الكاردينال سودانو عند القراءة من الإنجيل المقدس التي سلطت الضوء على العشاء الأخير عندما قال المسيح للرسل: "وصيتي هي: أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم" (يوحنا 15، 12). ويذكرنا هذا النص بأن على رعاة الكنيسة أن يتسموا بالمحبة التي تحملنا على بذل حياتنا من أجل الأخوة. يقول يسوع: " ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل نفسه في سبيل أحبائه" (يوحنا 15، 13). هذا ما يجب أن يميز كل راع للكنيسة لكونه مدعوا إلى بذل حياته في سبيل خرافه. وهذه الصفة تنطبق بنوع خاص على خليفة بطرس، راعي الكنيسة الجامعة الذي يسمع في قلبه كلمات المسيح القائل: " أتحبني أكثر مما يحبني هؤلاء؟ ... إرع حملاني" (يوحنا 21، 15).

في الختام سأل الكاردينال سودانو الجميع أن يصلوا كيما يسير البابا الجديد على خطى سلفائه الذين كانوا أصحاب العديد من المبادرات الخيرية تجاه الشعوب والجماعة الدولية. وهذا ما أشار إليه بندكتس السادس عشر في رسالته العامة "المحبة في الحقيقة" عندما سلط الضوء على أهمية خدمة المحبة في رسالة الكنيسة.وختم عظته قائلا: أيها الأخوة الأعزاء دعونا نصلي كيما يمنحنا الرب حبرا أعظم يقوم بهذه المهمة النبيلة بقلب سخي.