موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٧ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٦
الكاثوليك واللوثران... من المستحيل إلى الممكن

الفاتيكان - أبونا :

<p dir="RTL">إن زيارة البابا فرنسيس إلى السويد لإحياء مرور خمسمائة عام على الإصلاح هي خطوة كبيرة نحو الأمام، لأن الكاثوليك واللوثريين &quot;لم يعودوا يعرّفوا أنفسهم بأنهم في مواجهة بعضهم البعض، وإنما في التواصل فيما بينهم&quot;.</p><p dir="RTL">تلك كانت كلمات رئيس المكتب الصحفي للكرسي الرسولي، غريغ بورك، للصحفيين خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم يوم أمس الأربعاء، قبل أيام قليلة من زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى السويد، الاثنين المقبل 31 تشرين أول الحالي.</p><p dir="RTL">ومن المنتظر أن يقوم البابا ورؤساء الاتحاد اللوثري العالمي بالاشتراك في صلاة مسكونية في كاتدرائية مدينة لوند، جنوب السويد، يتبعها شهادات حياة في مدينة مالمو القريبة. وفي صباح اليوم التالي، عيد جميع القديسين، سيحتفل البابا فرنسيس بالقداس الإلهي للجماعة الكاثوليكية الصغيرة في البلاد.</p><p dir="RTL">وقد تناول المؤتمر الصحفي الذي عقد في دار الصحافة الفاتيكانية أهمية الحدث المسكوني غير المسبوق، حيث كان حاضرًا الأمين العام للاتحاد اللوثري العالمي القس مارتن جانغ، ورئيس المجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين الكاردينال كورت كوخ.</p><p dir="RTL">ويعّد اللقاء المنتظر في السويد تتويجًا لسنوات طويلة من التقدم اللاهوتي بين الجانبين الكاثوليكي واللوثري؛ من التوقيع على البيان المشترك حول عقيدة التبرير عام 1999، إلى نشر التاريخ المشترك للإصلاح في وثيقة &rsquo;من الصراع إلى الشركة&lsquo; عام 2013.</p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>من المستحيل إلى الممكن</strong></span></p><p dir="RTL">يؤكد القس جانغ: قبل بضع سنوات، كانت فكرة التقاء الكاثوليك واللوثريين معًا، في مناسبة تسطّر حدث الانقسام، مستحيلة ببساطة. لكنها اليوم تشكّل علامة قوية للشهادة المسيحية. إننا نعمل على آخر التفاصيل لما نؤمن أنه احتفال تاريخي، على أمل إعطاء علامة مسكونية قوية جدًا. فبسبب حواراتنا والثقة التي نمت فيما بيننا، استطعنا تجاوز بعض العقبات في اختلافاتنا العقائدية، ليكون هذا الوقت مناسبة للانتقال من الصراع إلى الشركة.</p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>ثلاثة جوانب للاحتفال</strong></span></p><p dir="RTL">وردًا على سؤال حول تشكيك بعض الكاثوليك في فكرة الاحتفال بالإصلاح، أشار الكاردينال كوخ إلى ثلاثة جوانب رئيسة في الاحتفال المشترك: الشكر لخمسين عامًا على التقدم، الشهادة المشتركة كعلامة على الرجاء في المستقبل، وأيضًا التوبة للصراعات المذهبية التي حوّلت أوروبا إلى بحر من الدماء خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر.</p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>إعادة تقييم حياة لوثر والتراث</strong></span></p><p dir="RTL">وردًا على سؤال حول إمكانية رفع الحرمان الكنسي عن لوثر، أشار الكاردينال بأنه لا يوجد شيء يمكن للكنيسة أن تفعله في الوقت الحالي، لكنه أشار إلى العديد من تصريحات البابوات الإيجابية في الفترة الأخيرة، لإعادة تقييم مساهمة لوثر في فهم إيماننا المسيحي المشترك.</p><p dir="RTL">وقال: &quot;الكنيسة الكاثوليكية لا يمكنها رفع الحرمان الكنسي، لأن الحرمان ينتهي مع وفاة الشخص. لكن على الجانب الآخر لما يمكن أن نقوله عن لوثر، فهناك العديد من الأمور الإيجابية التي قالها البابوات... فخلال زيارته إلى مدينة ماينز الألمانية، قال البابا يوحنا بولس الثاني: يمكننا أن نتعلم أشياء كثيرة من لوثر. كما لدينا خطاب جميل للبابا بندكتس السادس عشر في إرفورت. الأهم بالنسبة لي هو ما يمكننا قوله عن لوثر، وما يمكن أن نتعلمه من لاهوت لوثر واهتماماته&quot;.</p>