موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٣ يناير / كانون الثاني ٢٠١٨
القمص حليم: وحدة وتلاحم المسلمين والأقباط رهان عبور مصر لأزماتها

القاهرة – الأنباء الكويتية :

<p dir="RTL">قال المتحدث باسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية القمص بولس حليم، في مقابلة خاصة مع &quot;الأنباء&quot; الكويتية، إن &quot;الوحدة والتلاحم بين المصريين، مسلمين وأقباط، هي الرهان الأكبر على عبور مصر لأزماتها الاقتصادية والسياسية، فقد رفع المصرين منذ زمن طويل شعار مسلم ومسيحي يد واحدة، ولم يكن شعارًا أجوفًا، لكنه كان تعبيرًا حيًا يجسد ملحمة الوحدة الوطنية والذي تتحطم على صخرتها كل محاولات زرع الفتنة الداخلية مهما حدث.</p><p dir="RTL">وإلى تفاصيل الحوار:</p><p dir="RTL"><strong>الاعتداء على الكنائس ثم على المساجد.. كيف تنظر لهذا السيناريو؟</strong></p><p dir="RTL">الحقيقة أن الوطن يواجه تحديًا حقيقيًا وهو الإرهاب والعنف الناتج بصورة أساسية عن الخطاب المتطرف والمتشدد من البعض، لذا على الشعب بكل مؤسساته أن يتصدى لهذا الخطاب المتطرف، كما يجب خلق تيار مستنير في أوساط الشعب المصري لأن بناء الوعي من أهم الأسلحة في محاربة التطرف، كما يجب العمل على تأكيد القيم الإنسانية النبيلة التي هي من أصالة الشعب، وأيضًا الاهتمام بالنشء والشباب وهو الأمر الذي يتطلب تضافر كل جهود المؤسسات، مثل وزارة التربية والتعليم وكذلك وزارة التعليم العالي وأيضا وزارة الشباب ووزارة الثقافة وكذلك الإعلام والأزهر الشريف والكنيسة، فنحن نحتاج إلى ثورة حقيقية في بناء الوعي.</p><p dir="RTL"><strong>وما ردك على ما يطلقه البعض بالخارج وتحديدًا أميركا بأن هناك اضطهاد للأقباط في مصر؟</strong></p><p dir="RTL">اعتقد أن هذه الأقاويل لا تنبع من أقباط مصر كما أنها لا تمثلهم ابدا، لأننا على يقين بان مصر كلها تعاني من إرهاب سواء كان الجيش أو الشرطة اضف إليهم الأقباط في الكنائس وأخيرا المسلمين في المساجد، وعليه فعموم الشعب المصري يعاني من الإرهاب، ولكن توجد أيضا نفوس مريضة &laquo;ناتجة من خطاب متطرف&raquo; تمارس أنواعا من التمييز على الأقباط وهم قلة، حيث إن الشارع المصري اصله &laquo;معتدل&raquo;، كما يجب ألا نغفل دور الرئيس عبدالفتاح السيسي في سعيه لإرساء المواطنة لجميع المصريين بكل طوائفهم وبالنسبة للأقباط، فهو أول رئيس يحضر إلى الكاتدرائية للتهنئة بالعيد وأول رئيس يتكلم من صحن الكنيسة بالكاتدرائية المرقسية للأقباط، وأول رئيس يرسخ لغة المواطنة المصرية للجميع، وهذا ما ظهر في الضربة الجوية للإرهابيين بعد استشهاد 21 قبطيا في ليبيا، والحقيقة لا يمكن للرئيس وحده ان يقوم بإرساء المواطنة الكاملة لأن هذه الخطوة هي مسؤولية كل المصريين، ولقد اثبت حادث مسجد الروضة أن الإرهاب لا يفرق بين مسلم ومسيحي، وهو إرهاب حاول في أكثر من مرة أن يضرب العلاقات بين عنصري الأمة ليفتح باب تبادل الاتهامات ولكنه لم ينجح في ذلك.</p><p dir="RTL"><strong>وكيف كان رده فعل البابا تواضروس على حادث الهجوم الأخير على كنيسة مارمينا بحلوان؟</strong></p><p dir="RTL">البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تلقى خبر الهجوم على كنيسة مارمينا الإرهابي بالصلاة، مضيفا: &laquo;البابا اعتكف فترة للصلاة&raquo;، ولقد تابعت الكنيسة الموقف لحظة بلحظة فور حدوثه، فهذا الحادث لن يؤثر على أجواء الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد، فالتحدي كبير والإرهاب منظم ويستهدف وحدة الوطن، والحل وحيد يتمثل في تجفيف منابع الفكر المتطرف لأن الإرهاب يطول كل أبناء الشعب المصري، ويجب التوصل إلى رؤية لبناء الوعي المستنير لمواجهة الإرهاب.</p><p dir="RTL"><strong>وما تقييمك للأداء الأمني سواء من القوات المسلحة أو الشرطة في تأمين دور العبادة؟</strong></p><p dir="RTL">الجهود المبذولة لتأمين دور العبادة، تفوق الوصف واقل ما يقال ان مصر الآن في حالة حرب ومع ذلك فالمواطن العادي لا يشعر اننا في حالة حرب ويستطيع أن يمارس حياته اليومية بسلاسة والفضل في ذلك يعود إلى المجهود الذي يقوم به أبناء مصر من جيش وشرطة، وخلال تلك الفترة الحرجة من كل عام فإن عمليات التنسيق بين الكنيسة والجهات الأمنية على مستوى عال جدا من الاهتمام والدقة.</p>