موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٣ فبراير / شباط ٢٠١٨
القصة الحقيقيّة وراء هذه الصورة... جيما والبابا فرنسيس والحذاء الأحمر

جريدة النهار اللبنانية :

انها الصورة التي تم تنقالها في شكل كبير على عدد من المواقع الاخبارية الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الاخيرة، مع قصة معبرة عنها، وبعناوين مؤثرة: "تصرف غير متوقع من البابا فرنسيس يثير ضجة"، او "واو، شاهدوا ما فعله البابا فرنسيس لفتاة تعاني متلازمة دوان". وقد حصدت ايضا الكثير من التعليقات المثنية على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل "لعلها اجمل صورة من حبريته"، في وقت سجل آلاف اعجابهم بها، وتشاركوا فيها مئات المرات.

غير ان بحثا بسيطا على "غوغل" يبيّن امرا مغايرا كليا عن القصة التي يتم يتداولها حول الصورة وتاريخ التقاطها. وفي تفاصيل "الخبر المفبرك" عن الصورة، كتب بالانكليزية ان "فتاة صغيرة تعاني متلازمة داون نهضت من مكانها خلال قداس مع البابا فرنسيس وتوجهت نحوه. وقد تدخل رجال الامن لاعادتها الى امها. غير ان البابا اوقفهم، وطلب من الفتاة ان تأتي لتجلس قربه. ففعلت، بينما اكمل عظته ممسكا بيدها". وتم تأريخ الصورة والتعليق المرفق بها في 12 شباط 2018.

في حقيقة الامور، الصورة التي جمعت البابا فرنسيس بالفتاة الصغيرة ترجع الى 13 تشرين الاول 2017 بالتحديد، وفقا لموقع الفاتيكان، وايضا لارشيف صور موقع صحيفة "لوبسرفاتوري رومانو" الفاتيكانية، صاحبة الحق الحصري في الصورة. والمناسبة هي استقبال البابا فريقا من الرياضيين الاولمبيين من ذوي الحاجات الخاصة الذين كانوا يشاركون في البطولة الموحدة لكرة القدم (روما 13-15 تشرين أول 2017)، ضمن الاحتفالات في الذكرى الـ50 لتأسيس الرابطة الرياضية الدولية، وفقا لموقع الفاتيكان. والقى البابا فرنسيس كلمة يومذاك.

وفي حقيقة الامور التي غابت، او غُيِّبت عن قصد او غير قصد، في الخبر المزيف المتداول، والذي وقعت في فخه مواقع اخبارية عديدة والكثير من الحسابات على "تويتر" و"فايسبوك"، ان الفتاة اسمها جيما بومبيلي (Gemma Pompili) من روما، وفقا لموقع الاولمبياد الخاص، وكانت تبلغ يومذاك 4 اعوام، "وقد اسرت البابا"، على ما اورد.

وافاد ان "جيما دعيت الى ان تقدم الى البابا فرنسيس الحذاء الرياضي الاحمر الخاص بفريق الرياضيين الاولمبيين من ذوي الحاجات الخاصة... وقد دعيت الى الجلوس قربه"، ومتابعة وقائع اللقاء الى جانبه، "وهو شرف نادر لاي مدعو"، على قوله. كذلك وثق موقع صحيفة "لوبسرفاتوري رومانو" الفاتيكانية اللقاء بعشرات الصور التي تثبت ذلك.

خبر مفبرك عن صورة مؤثرة، اعيد نشرها قبل يوم او يومين بعد اكثر من عام على التقاطها في الفاتيكان. خطأ بريء؟ ام هناك غاية في نفس يعقوب؟