موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ١٣ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٧
القدس.. يا واحة ظليلة

د. اسمهان ماجد الطاهر :

لقد أستطاع الأردن أن يثبت دائماً أنه باقٍ ابداً أكسجين الرئة لفلسطين موقفا واحد قلباً واحداَ، القدس عاصمة فلسطين. تاريخ مشرف وحاضر يعزز المواقف والأحداث.

لقد سكن الحزن القلوب بعد الأعلان الذي صدر عن رئيس الولايات المتحدة الأميركية المتعلق بالقدس. حزن غلف الأرواح الصادقة النقية التي تعشق القدس المدينة التي تفوح أنبياء. حجارة الشوارع ومأذن الجوامع في عمان وأربد والكرك وجرش والعقبة والسلط والرمثا ومعان والزرقاء ومادبا حزينة من أجلك يا واحة ظليلة مر بها الرسول، أتُراني نسيت القرى أو هل نسيت كم بكت السماء من أجلك يا مدينة الصلاة ويا ثالث القبلتين.

نحبك يا قدس يا مسرى رسولنا الكريم قال تعالى « سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير «صدق الله العظيم. يا ثالث الحرمين وأرض الاسراء والمعراج وأرض الصبر والمصابرة قال فيك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم» لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ألا ما أصابهم من لأواء فهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا: ومن هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس»رواه الطبري

بوركت القلوب الطيبة التي لا تملك من معطيات الغضب ألا كلمة حق ودمعة حارة سقطت من العيون. بوركت الشعوب والأوطان التي تحزن لحزنك «يا قدس يا طفلة جميلة محروقة الأصابع، حزينة عيناك يا مدينة البتول يا منارة الشرائع، يا أقصر الطرق بين الأرض والسماء». وبورك الشاعر نزار القباني لنظمك شعراً.

وهناك في الأفق البعيد من داخل السور القديم حضرت كلمات محمود درويش من جدران القدس وكانت تهتف «أسير من زمن إلى زمنً بلا ذكرى أسير في نومي أحملق في الأفق البعيد فلا أرى أحداَ أمامي، لا أرى احداً ورائي وجرحى وردة بيضاء». هل تعلمون لما عادت الكلمات! لقد فعلت لتؤكد الحلم ستعودون الى القدس. فالمحبة والسلام مقدسان ومن حجر شحيح الضوء يندلع اليقين ويعود الحق من الغاصبين.

قدسية المكان ومعالمه لم تنس عبر الزمن بقيت في ضمير أهل الأرض وعلى لسان الكتاب والمؤرخين والشعراء ولن تزول فها هو خليل مطران يقرأ القدس السلام. «سلام على القدس الشريف ومن به على جامع الأضداد في أرث حبه، بوركت الأرض الطيبة والمدينة الخالدة». وها هو محمود طه وهو من الشعراء المصريين يقول «أخي في القدس أختا لنا أعد لها الذابحون المدى، فقم يا أخي لنحمي المدينة والمسجدا». وبنفس الروح يقول عمر أبو ريشة «يا روابي القدس يا مجلى السنا، يا تثني البراق في ليلة الاسراء».

نبحر في قوافي الشعر ثم نعرج الى النثر فنجدك حاضرة يا قدس دائماً. نلاحق الحرف لعله يرمم الحزن العميق عليك يا مدينة الصلاة. من أجلك يصلى ملايين البشر من كل بقاع الأرض حتى لا يدنسك ضيم أو ظلم. وستبقين تسكنين أعماق القلوب ككلمة جميلة «فعيونك شوكة في القلب توجعني وأعبدها وأحميها من الريح وأغمدها وراء الليل والأوجاع أغمدها».

(نقلا عن الرأي الأردنية)