موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ١٦ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٧
العلم من اجل السلم

د. محمد الرصاعي :

في أكبر تظاهرة علمية يشهدها العالم، اختتم المنتدى العالمي للعلوم أعماله في البحر الميت برعاية ملكية سامية، وشكل المنتدى فرصة كبيرة للعلماء والباحثين من ما يزيد عن مئة دولة وفي مجالات علمية ومعرفية متعددة لتبادل الأفكار وتعزيز الجهود للتعاطي مع التحديات العالمية، حيث كان شعار المنتدى «العلم من أجل السلم».

الفلسفة من اختيار هذا الشعار للمنتدى هذا العام جاءت بهدف تعزيز الجانب الإيجابي لظاهرة العولمة في مقابل ما تتسبب فيه من آثار تزيد من مجابهة الشعوب لتنامي الفقر والحروب والكوارث، حيث سعى المنتدى إلى توحيد جهود العلماء وتشارك الأفكار لمواجهة التحديات التي تواجه الانسانية جمعاء، فظاهرة الاحترار العالمي، ونقص المياه وتلوثها، والكوارث الطبيعية، وانتشار الأمراض التي تتسبب بها فيروسات الكورونا وانفلونزا الطيور وغيرها، إضافة إلى تحديات التعليم والتنمية، ليست مقصورة على دولة أو منطقة دون غيرها، لذلك كانت الرسالة التي ارسلها المنتدى للعالم هي انسانية العلم وتوجيه جهود البحث العلمي للحد من هذه التحديات، ليكون العلم سبباً في السلم العالمي أو لاعباً أساسياً في الدبلوماسية العالمية تحقيقاً لمفهوم دبلوماسية العلم.

انعقاد اعمال المنتدى في الأردن وتحت هذا الشعار له أبعاد عديدة، فقد مثل الأردن دوماً صوت السلم العالمي والحكمة في التعامل مع الأزمات، كما ساهم الأردن رغم شح الامكانيات في التخفيف على جميع الشعوب التي تعرضت للكوارث والحروب، وكان للقوات المسلحة الأردنية دور رائد في إحلال السلام في الكثير من مناطق الصراع في العالم، عدا عن أنَّ الطاقات البشرية والعقول الأردنية شكلت مرتكزاً للتنمية في العديد من دول المنطقة وخاصة في مجالات التعليم والتدريب والتأهيل.

يمثل الأردن اليوم وبحمد الله واحة السلم والاستقرار في منطقة هي الأكثر سخونة في العالم، وفي محيط يشهد أشد الصراعات والحروب، وهذا ما عزز فرص الأردن على احتضان هذه الفعالية العالمية، إلى جانب أن الأردن يشكل حالة مثالية لدور العلم في التنمية، فالأردن نجح في تحقيق أهداف خطط التنمية باعتماد كلي على الموارد البشرية المتسلحة بالعلم والمعرفة وهي رأس المال الحقيقي للأردن.

في كلمتها الافتتاحية أشارت سمو الأميرة سمية الحسن رئيسة المنتدى العالمي للعلوم 2017 إلى دور جلالة الملك عبدالله الثاني في إرساء المعرفة والعلم كركيزة أساسية في الهوية الأردنية الجامعة، وأننا في الأردن نقدم للأمة والعالم أجمع إجابات على أسئلة تتحدانا جميعاً كأسرة بشرية واحدة تتجاوز العرق والطبقة والعقيدة للوصول إلى جعل العلم فوق كل الحدود.

تكريم جلالة الملك للعلماء والمبدعين الأردنيين على هامش المنتدى نهج متواصل لرعاية الابداع ودعم التميز في مسيرة التعليم في الأردن، وفي هذا الصدد يتوجب على جميع مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجامعات ومؤسسات ومراكز التعليم تبني هذا النهج ودعم البحث العلمي وصناعة الأفكار، واستقطاب الكفاءات وتطوير القدرات للشباب الأردني الذي يشكل كما قال جلالة الملك مصدر اعتزازنا.