موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ٢٢ سبتمبر / أيلول ٢٠١٤
السياحة وتنمية المجتمع

عوني ناصر قعوار :

نقلاً عن "الرأي" الأردنية

السياحة و تنمية المجتمع هو شعار الاحتفال بيوم السياحة العالمي لهذا العام في مدينة غوادالاخارا، المكسيك في 27 سبتمبر، فقد اعتادت منظمة السياحة العالمية الإحتفال سنويا بيوم السياحة العالمي في 27 سبتمبر وهو اليوم الذي تأسست فيه منظمة السياحة العالمية، وذلك لنشر الوعي بأهمية السياحة وقيمتها الملموسة في جميع النواحي الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية و البيئة.

تبرز أهمية السياحة في تنمية المجتمع بداية في توسيع مدارك الفرد بأهمية البيئة المحيطة به و ما تحويه من مواقع دينية أو تاريخية أو بيئية خلابة تشكل نقاط جذب للسياح ، ثم ننتقل إلى إمكانية زيادة ثقافته بدراسة هذه المواقع سواء خلال الصفوف المدرسية أو الإلتحاق بالتخصصات السياحية في الجامعات لما في ذلك أهمية لإيجاد فرصة عمل في مجال السياحة. خاصة إذا علمنا أن قطاع السياحة كفيل بخلق فرص عمل كثيرة ، فعلى سبيل المثال فإن صناعة السياحة في الأردن توفر ما يقارب 45 ألف وظيفة مباشرة ناهيك عن الوظائف غير المباشرة ، فقطاع السياحة يتميز بنمو مستمر و بتنوع الوظائف المتاحة ، و بالتالي يعد من أكثر القطاعات التي تحارب البطالة التي تهدد المجتمعات كافة بشكل عام خاصة إذا علمنا أن نسبة البطالة بلغت في مجتمعنا خلال الربع الثاني من هذا العام إلى 12% ، و هذا الإرتفاع يعود لعدة أسباب منها ثقافة العيب التي تحول دون اللجوء للعمل في بعض الوظائف ، كذلك التضخم السكاني سواء كان نتيجة الزيادة السكانية الطبيعية أو نتيجة استقبال اللاجئين الذين أصبحوا ينافسون أبناء الوطن في الحصول على وظائف.

لذا يجب تسليط الضوء على أهمية السياحة من الناحية الإقتصادية ، فمحاربة السياحة للبطالة بتوفير فرص عمل مختلفة سواء في مكاتب وكلاء السياحة أو في الفنادق او الحافلات السياحية أو الأدلاء السياحيين و غيرها يضمن تحسين مستوى المعيشة للفرد ، كذلك تزيد من نسبة الدخل القومي للمجتمع بشكل عام ، ففي الأردن تشكل السياحة نسبة 13% من الدخل القومي لعام 2011 كما وأسهمت في خلق فرص عمل الى حد كبير حيث يعمل في القطاع أكثر من (45000) موظف بشكل مباشر هذا يعني أن للسياحة قدرة و منفعة إقتصادية لا يستهان بها في إنعاش الإقتصاد الوطني بشكل عام ، مما يضمن تطور المجتمعات ، جذب استثمارات متنوعة خاصة في قطاع السياحة مما يضمن خلق فرص عمل بشكل أكبر ، تحسين البنية التحتية في المجتمعات ، و غيرها من التطورات الملموسة في كافة شؤون الحياة.

أما عن اثر السياحة في تنمية المجتمعات من الناحية الثقافية فهو كبير جداً ، فالثقافة تعد حجر الأساس في بناء المجتمعات و تطورها ، أما السياحة فهي جسر التواصل بين هذه المجتمعات تتميز بتأثير متبادل وفعال ليس فقط لأفراد المجتمع بل للسياح ايضاً، و هي نافذة المجتمع على العالم الخارجي ، فمن خلال السياحة يستطيع ابناء المجتمع المحلي الانفتاح على الآخر و معرفة ثقافتهم ، حتى أن هذا الأثر قد يمتد ليصل لتعلم لغات مختلفة للتمكن من التواصل معهم ، بالإضافة للتعرف على عاداتهم و تقاليدهم ، و طريقة تفكيرهم ، و بالتالي تزداد ثقافتهم و ليصبحوا أكثر فاعلية مع مجتمعهم.

ولتحقيق هذه التنمية المرجوة من السياحة ، يجب على جميع الجهات المعنية القيام بنشر التوعية السياحية بين أفراد المجتمع و محاربة ثقافة العيب، سواء كان ذلك بتدريس مناهج السياحة في المدارس ، أو عمل ورشات عمل صيفية بالتنسيق مع وزارة التربية و التعليم و التي من شأنها أن تغرس الجذور السياحية في الطلاب قبل وصول المرحلة الجامعية ، انشاء معاهد تدريب مهني ترفع من كفاءة و سوية الموارد البشرية العاملة في السياحة خاصة في المجتمعات المحلية الفقيرة و للأفراد الذين لم يحالفهم الحظ لإكمال دراستهم الجامعية ، تطوير البنية التحتية وشبكة المواصلات تشجيع جذب استثمارت سياحية و فندقية الأمر الكفيل بزيادة فرص العمل وبالتالي محاربة البطالة و الفقر ، مما يؤدي إلى تحسين مستوى المعيشة للأفراد و دفع العجلة الإقتصادية و الثقافية و الاجتماعية للمجتمعات.

و قد دعى د. طالب الرفاعي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية في رسالته الموجهة بمناسبة الاحتفال بيوم السياحة العالمي لهذا العام بالاهتمام بالسياحة حيث قال « بمناسبة اليوم العالمي للسياحة عام 2014، أود أن أدعو جميع العاملين في السياحة والمجتمعات المضيفة للعمل معا ، و الاحتفال بهذا اليوم باعتباره رمزا لجهودنا المشتركة في جعل السياحة أحد الأعمدة الحقيقية للتنمية المجتمعية وتنمية المجتمع على أساس قطاع سياحة أكثر استدامة «.

لذا فعلى جميع المعنيين و العاملين في السياحة الإهتمام بها بالصورة التي تستحقها ، و العمل بجدية يداً بيد لتطويرها و رفع سوية الخدمات المقدمة ، لزيادة التنافسية و لجذب أكبر عدد ممكن من السياح خاصة في ظل الظروف السياسية و الإقتصادية التي تعاني منها المنطقة ، لما لها من فوائد كثيرة في مختلف النواحي.