موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٦
الرهبان الفرنسيسكان في سورية: رسالتهم الأولى إبقاء شعلة الرجاء متقدة

حراسة الأراضي المقدسة :

خلال الزيارة التي قام بها مؤخرًا إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، متفقدًا دير الأرض المقدسة التابع للآباء الفرنسيسكان، شدد حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون على أهمية سورية بالنسبة لتاريخ المسيحية.

وفي حفل عشاء أقيم لأصدقاء وداعمي مرسلية الآباء الفرنسيسكان في الأرض المقدسة، قال الأب باتون إن "الراعي الصالح يبذل نفسه في سبيل الخراف. والأجير عندما يواجه الخطر، يتركها. بمعونة الرب، نحن نريد أن نبقى في سورية كرعاة صالحين".

وذكر بقوله: "عاش القديس بولس خبرة الرأفة على الطريق المؤدي إلى دمشق. وفي دمشق أيضًا، نال المعمودية وألقى أولى عظاته. سورية هي المهد الثاني للمسيحية، وهي أيضًا أرض يعود حضورنا الفرنسيسكاني فيها إلى زمن قديم. وإضافة إلى ما فيها من مزارات، فقد قدّمت مساهمتها أيضًا من خلال دماء العديد من أبنائها الذين ماتوا شهداء".

كما تطرّق إلى الأماكن التي لا يزال الرهبان متواجدين فيها لخدمة الشعب السوري؛ في دمشق واللاذقية وحلب والقنية واليعقوبية. وقال: "يظهر إخوتنا الرهبان هناك التزامًا جديًا في خدمتهم الراعوية، وخلال هذه الأوقات الصعبة، هم يحاولون إعادة إحياء ودعم المسيحيين المحليين، محافظين على شعلة الرجاء ومساهمين في مساعدة من ظلوا هناك حتى من خلال تزويدهم بحاجاتهم المادية.

وأضاف: "في دمشق، نحن الرهبان الفرنسيسكان في الأرض المقدسة لا نزال محافظين على المزارين المرتبطين بتوبة القديس بولس وعمّاده. كما ونعتني برعيتين يعيش فيهما المسيحيون المحليون جنبًا إلى جنب مع جماعة المهاجرين من آسيا وإفريقيا. قمنا بتحويل فندق الحجاج إلى بيت لاستقبال المهاجرين المجبرين على الرحيل بحثًا عن بيت جديد".

وقال حارس الأراضي المقدسة: "في اللاذقية، نعتني برعية تضاعف عددها في هذه الأيام، بل السنين الأخيرة، منذ أن لجأ إلى المدينة عدد من المسيحيين الذين فروا من مناطق الحرب. هذه المدينة هي في الوقت الحالي أكثر مدن سورية أمانًا".

وحول حلب، قال الأب باتون: "اليوم هي أشدّ المدن على الكرة الأرضية خطرًا. هنا، يعتني إخوتنا الرهبان برعية القديس فرنسيس، حيث يساعدون حوالي 40,000 عائلة ينتمون إلى قناعات إيمانية وأديان مختلفة. فتحنا أبواب كلية ترسنطا لإستقبال مجموعة من السيدات المسنات، اللواتي دمرت بيوتهن بالكامل من جراء القصف. كما وأننا نحاول الإستمرار في إدارة مدرسة للأطفال ذوي الإعاقة. إن أهم خدمة يضطلع بها إخوتنا الرهبان في حلب هي الحرص على إبقاء الرجاء حيًا لدى الشعب ومساعدة الجميع على حفظ قلوبهم من الكراهية والإنفتاح على المسامحة والمصالحة".

وتابع: "كما وإن لنا حضورًا في القنيّة واليعقوبية، وهما قريتان مسيحيتان تقعان في وادي نهر العاصي، حيث تطوّع إثنان من الإخوة للمكوث بقرب الشعب هناك، رغم أنّهم يتعرّضون يوميًا إلى كافة أشكال الإهانة والضغط النفسي. فقد الرهبان وأبناء الشعب هناك تقريبًا كل ممتلكاتهم لكنهم لا يزالون متمسكين بإيمانهم".

وفي ختام حديثه، قدّم الأب فرانشيسكو شكره إلى جميع الحاضرين لأجل دعمهم وسخائهم، داعيًا إياهم إلى الإستمرار في علاقتهم هذه. وقال: "خاصة في صلواتكم. جميع الإخوة الفرنسيسكان الذين حاولوا عيش دعوتنا في الأرض المقدسة وسائر منطقة الشرق الأوسط. أسألكم أن تصلوا لأجلنا وخاصة من أجل الشعب والإخوة الذين يعانون من الألم والمحاكمات بسبب الحرب".