موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الخميس، ٤ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٨
الدمج الاجتماعي في لبنان: واقعه وتحدّياته

الأب نجيب بعقليني :

نظمت جمعية عدل ورحمة، برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية، ورشة عمل بعنوان الدمج الاجتماعي" واقعه وتحدياته"، وذلك في مركز بيت الإيواء التابع لجمعية عدل ورحمة في الرابية.

انطلقت الورشة بمداخلة لرئيس الجمعية الأب نجيب بعقليني عرض فيها خدمات الجمعية المختلفة والمتعددة على المستويات القانونيّة والاجتماعيّة والنفسيّة والصحيّة، وأكد أن جمعية عدل ورحمة غير الحكومية، تهدف منذ تأسيسها الى الدفاع عن حقوق المساجين، والمساجين السابقين، وعائلاتهم في لبنان. ومنذ بدايتها في العام 1996، تسعى للوصول إلى عدد أكبر من المستفيدين، وحماية كرامة الإنسان، من خلال تقديم باقة متنوعة من المقاربات والمشاريع. وذكّر باستقبال ومعالجة المدمنين على المخدرات بتقديم "العلاج بالبدائل مع المرافقة والمتابعة الصحيّة والنفسيّة والاجتماعيّة والقانونيّة"، وحثّ المجتمع وكلّ مسؤوليه للعمل على الوقاية عن أضرار المخدرات.

وكان بيت الإيواء في الرابية /أنطلياس جزءا من توسع مقاربات الجمعية، حيث يهدف إلى تأمين الملجأ المؤقت والدعم لمجموعة من الرجال الذين يمرون بظروف صعبة مؤقتة.

وعرّفت مديرة مركز الإيواء في الرابية، السيدة دنيز أبو نصار، عن المركز شارحةً نشاطاته وأهدافه، ومما قالته: "يقف بيت الإيواء من جمعية عدل ورحمة في وجه الفقر والإقصاء والظلم، ويتميز بدعمه كل رجل يتخطى 18 عاما بغض النظر عن جنسيته وطائفته وانتمائه الساسي والعائلي. يستقبل رجالا يواجهون صعوبات مختلفة: اقتصاديّة، وعائليّة، وطبيّة، وقانونيّة تصعّب عليهم الوصول إلى سبل العيش المستقل والكريم. فالمركز جسر عبور إلى الاستقلالية الذاتية والمهنية ووسيلة لإعادة الدمج المجتمعي والنفسي".

وكانت مداخلة لممثلة وزارة الشئون الاجتماعية السيدة خديجة إبراهيم، شرحت فيها توجهات الوزارة، التي تهتم بكافة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل اجتماعية وبالأخص أولئك المعرضين للانحراف أو خطر الانحراف. وهنا تكمن أهمية ورشة العمل تحت عنوان "الدمج واقعه وتحدياته". فالوزارة أنشأت دائرة الرعاية الاجتماعية المتخصصة لمعالجة هذه الحالات.

أمّا البرامج التي تنفذها الدائرة، فتتضمن: الوقاية، العلاج، التأهيل أو إعادة التأهيل.

من جانبها، عرضت الدكتورة بيا طعمة خلف، المحاضِرة في علم النفس في الجامعة اللبنانية الأميركية، للخبرات الحياتية للأشخاص الذين يستفيدون من بيت الإيواء (الشخص الذي تعرض للانحراف- اللاجئين والسجناء السابقين وتركت للدكتورة هويدا بو رميا الكلام عن الخبرات الحياتية لمستخدمي المخدرات): قبل تعرضهم للانحراف، خلال وجودهم في المركز، وبعد استقبالهم في المركز.

وجمعت بين الخبرة النظرية والتطبيق العملي في بيت الإيواء في الرابية، واستشهدت بMaslow مشددة على اهمية تأمين بيئة آمنة للمستفيدين من خدمات المركز كمنطلق لباقي الخدمات. وعرضت نشاطات بيت الإيواء الأساسية وجاءت كالتالي: تامين بيئة آمنة وداعمة للمقيمين، مرافقتهم في نشاطاتهم اليومية الداعمة للاستقلال، تأمين اجتماعات أسبوعية لتحقيق إعادة الدمج المجتمعي وتأمين وظيفة وإعادة الاتصال بعائلاتهم، توفير جلسات متابعة أسبوعية أو شهرية، حسب الحاجة، للعمل على العوامل التي تكون قد أودت بهم إلى الأعمال غير القانونية، توفير تقييمات أسبوعية لطبيب نفسي لحاجات الفرد، وتقييمات طبية وأدوية حسب الحاجة، توفير استشارات قانونية، تنظيم نشاطات وورش عمل حرفية ومهنية وغيرها تساعد المقيمين على الحفاظ على نشاطهم والتفاعل مع الآخرين والمجتمع.

واختتمت ورشة العمل بعرضٍ للدكتورة هويدا متّى بو رميا، المسؤولة عن قسم الدكتوراه في الجامعة اليسوعية، لدراسةٍ قامت بها حول الدمج الاجتماعي لمستخدمي المخدرات في لبنان. ولفتت إلى "إن أكبر فئة عمرية معرضة لتعاطي المخدّرات هي فئة الشباب (من عمر 14 سنة وما دون إلى 17)، مما يؤكد أن إشكالية تعاطي المخدرات إشكالية خطيرة جدا في مجتمعنا اللبناني". وهذا ما دفعها إلى دراسة علمية ثانية حول الدمج الاجتماعي لهذه الفئات المهمشة من الشباب بمساعدة الجمعيات الأهلية، التي تعمل على إعادة دمجهم، محددة نقاط القوة والضعف لهذه العملية.

واختتمت ورشة العمل بمداخلات الحضور والتشديد على ضرورة التنسيق بين الجمعيات كافة والوزارات المعنية، لدعم وتفعيل عملية الدمج الاجتماعي في لبنان لتخطي كافة التحديات التي تواجه عملية الدمج، والعمل على توعية أفراد المجتمع على أهمية وضرورة العمل معاً، من أجل نجاح الدمج الاجتماعي.