موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ١٣ فبراير / شباط ٢٠٢٠
الحياة المكرسة "مورد".. وفي حوار مع عالم اليوم
الاحتفال باليوم العالمي للحياة المكرسة 2020 في الأرض المقدسة (تصوير: البطريركية اللاتينية)

الاحتفال باليوم العالمي للحياة المكرسة 2020 في الأرض المقدسة (تصوير: البطريركية اللاتينية)

فاتيكان نيوز :

 

قال عميد مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في الفاتيكان، الكاردينال جواو براز دي آفيز، إنّ عالم الحياة المكرّسة بأسره هو مورد أكثر من كونه تحدّي، لاسيما لأنَّ الحياة المكرّسة لم تولد أمس وهذا يعني أن هناك قيم ثابتة منذ عصور.

 

وأضاف: "لكن لا يجب أن ننسى أن هذه المسيرة التي نقوم بها، مع البابا فرنسيس لإصلاح الكنيسة، تشمل أيضًا إصلاح الحياة والمكرّسة، وبهذا المعنى هناك أمور تتغيّر لأنّ هناك حوار مع الثقافة، وإصغاء وكيان مُدرج في شعب الله. فمن غير الصحيح أن المكرّس ليس لديه أية علاقة مع الخارج، إنما يقدّم شهادة حيث يعيش، من خلال النشاطات المختلفة التي يقوم بها سواء في مجال التربية أو الصحّة أو الالتزامات الاجتماعية... بالتالي، يبدو لي أنَّ هذا الأمر هو الذي يجعلنا اليوم نقبل تحديات التغيير.

 

الأمانة هي أمر يُكتسب يوميًا

 

ووجّه رسالة لجميع المكرّسين الذين يجدون أنفسهم أمام نقطة تحوّل، أي متابعة المسيرة أو ترك كلّ شيء، وقال: أقول لكم جميعًا كما أقوله لنفسي أيضًا: الأمانة هي أمر يُكتسب يوميًا. ينبغي على أمانتنا أن تجعلنا نعود إلى نظرة الله الأولى إلينا. إنه هناك وهذا هو المهمّ. أين هي اليوم نظرة الرب هذه؟ وكيف تمّت؟ وماذا قال لي في تلك اللحظة؟ وإذا كان هذا الأمر واضح فسنعرف أن نستعيد الأشياء الضرورية للقيام بالخطوة اللاحقة. أي انه إذا اعتمدنا فقط على قدرتنا على التغلب على المشاكل، على ذكائنا، وعلى الاستقرار الذي من الممكن أن ننجده في بعض الرهبانيات، أي عدم النضوج للعديد من النقاط في شخصيتنا، كل هذا يحملنا بعيدًا عن الطريق. فإذًا ينبغي على ذلك أن يكون جزءًا من خلاصة أكبر لديها كخلفية هذه العلاقة الشخصية مع يسوع، وهذا بالنسبة لنا، في كل الدعوات المسيحي، وهذا هو النقطة الفاصلة.

 

وأضاف: إنها صعوبة فعلاً لعقلنا اليوم، أن نلتزم ونحافظ على مسؤولياتنا فقط عندما تسعدنا. يقول البابا فرنسيس، لو كان يسوع قد حافظ على أمانته فقط عندما كان سعيدًا وليس عندما كان على الصليب أيضاً فما كنا لنحصل على الخلاص. وهذا يعني أنّه "باب ضيّق"، ويقول لنا أيضًا إنَّ من يريد أن يتبع يسوع عليه أن ينكر نفسه ويحمل الصليب. ولكن هذا الأمر ليس فارغًا، لا اسم له، بل يحمل خلفه خبرة محبة يسوع لنا. وأنا أفكر فيكما أيضًا أيها المكرس والمكرسة يا من تشعران بهذه المشكلة أو تشعران بهذا الضغط الداخلي: علينا أن نكون مع بعضنا البعض، ونساعد بعضنا البعض بشكل أكبر، ولكن يجب علينا أن نطرح أسئلة صادقة وأن نعطي أجوبة صحيحة، هكذا فقط أعتقد أننا سنتمكن من إعطاء شهادة ستجذب العديد لكي يأتوا ويسيروا معنا.

 

وحول الدفع الذي أعطاه البابا فرنسيس للحياة المكرسة، قال: إنَّ الكلمة الأولى التي أعطاها لنا كانت في عام 2015، سنة الحياة المكرسة، إذ توجّه لنا ليس كأب أقدس وحسب وإنما كمكرّس أيضًا، أي بروح شخص مكرّس. من ثمَّ يملك البابا أيضًا خبرة موهبة عاشها بشكل قوي في حياته وهي التي تشكّل هويته. بالإضافة إلى ذلك هناك أيضًا أسلوبه بالتصرّف الذي يتطابق جدًا مع عدّة نقاط في الانجيل، ويجب على الكنيسة أن تستعيدها: التواصل والمحبة مع الفقراء، تبسيط الهيكليات، الصدق في الحياة وليس الازدواجية، إعطاء شهادة صادقة للإنجيل. وجميع هذه الأمور هي نقاط قوة للحياة المكرسة. وبالتالي فقد أعطانا البابا دفعًا واضحًا جدًا ساعدنا على التأمل حول مسيرة الحياة المكرسة في عالم اليوم.