موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ٢٥ سبتمبر / أيلول ٢٠١٧
الحسين يتحدث باسم الشباب

فريهان سطعان الحسن :

يشعر الأمير الشاب بهموم جيله. يدرك أن ذلك العالم الذي نعيشه بات أصعب بكثير مما كان عليه سابقا، مع تغييرات جذرية أوجدها العصر الجديد، وسيطرة العولمة على التفاعل داخل مجتمعاتنا واتجاه قضايانا، ومع أحداث ومتغيرات سياسية عالمية وأزمات وتحديات إقليمية ألقت بظلالها على المنطقة بأكملها.

في كلمة الأردن التي ألقاها ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تحدث سموه عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة، وانعكاساتها على الجوانب كافة. فهو يؤمن أننا نحتاج لتنمية اجتماعية شاملة تحدث تغييرا حقيقيا لتجاوز الواقع الصعب الذي نعيشه.

ولي العهد لطالما تبنى مبادرات وأفكار خلاقة من شأنها أن تضع الشباب على طريق العلم والابتكار والإبداع، وبما ينمي من تفكيرهم وينفع مستقبلهم، ليفيدوا مجتمعاتهم، ولكي يكونوا سدا منيعا ضد الأفكار الظلامية التي تجتاح مجتمعاتنا، وتحصينهم من أي سموم يبثها المتطرفون.

يدرك ولي العهد هموم جيله، فآلاف الشباب الذين يتخرجون من الجامعات، يقفون اليوم أمام مستقبل غائم مع محدودية فرص العمل، وخوف يعم المنطقة مع انتشار النزاعات والحروب والخراب، وهو إذ يشير إلى ضرورة أن يتم منح هؤلاء الشباب أملا في المستقبل، إنما يضع إصبعه على الجرح، وعلى تلك المخاوف الحقيقية التي تدور داخل رؤوس شباب محاصر وسط عنف وفوضى وانعدام يقين.

طالب الأمير العالم بتحمل مسؤولياته تجاه المنطقة ككل، والضغط على أطراف النزاعات المختلفة لإنهاء جميع أنواع العنف والحروب والفوضى، لكي يستطيع الشباب أن يأخذوا مكانهم الحقيقي في المجتمع، وأن يتحلوا بالأمل من جديد في أن غدا سيكون أفضل.

ولم ينس ولي العهد ما يكابده بلدنا من أزمات اقتصادية، وتحمل تبعات نزاعات الإقليم في السنوات الأخيرة، اضطر معها الأردن إلى فتح حدوده أمام تدفق اللاجئين من أكثر من بلد، ما شكل ضغطا إضافيا على موارده المحدودة أصلا.

الأمير الشاب ليس غريبا على المحافل الدولية، ولا على المبادرات البناءة، خصوصا من خلال مبادرته لدعم وترجمة قرار مجلس الأمن الدولي حول “الشباب والسلم والأمن”، وتحويل مضامينه إلى فعل ملموس، يعبر عن زخم وإرادة دولية لتنفيذ هذا القرار، وبما يعزز من الدور الأممي حيال هذه الشريحة، وهي المبادرة التي تبنتها 22 دولة.

شريحة الشباب تحتاج إلى نوع من العدالة الاجتماعية، كما قال ولي العهد، بما يمكنها من تحقيق طموحاتها والقيام بأدوارها الإيجابية لبناء وتطوير المجتمع. وذلك لا يكون إلا بالتعليم وتوفير فرص عادلة للعمل، والمشاركة السياسية الفاعلة التي تفتح الآفاق أمام الشباب والشابات في تعزيز مهاراتهم القيادية.

“كل عمل عظيم يبدأ كحلم”، هكذا قال الأمير الهاشمي مخاطبا العالم، ونحن جميعا نحلم معه في أن يكون واقعنا شبيها بأحلامنا، بأوطان يعمها الأمن والأمان خالية من الحروب والنزاعات، وأبواب مفتوحة لشباب يأملون في إيجاد فرص حقيقية تؤمن بدورهم ببناء المجتمعات.

شباب يتطلعون لمستقبل أجمل يؤسسون من خلاله عالما جديدا خاليا من الإرهاب والأفكار الظلامية والسوداوية، يؤسسونه بعقولهم اللامعة وسواعدهم القوية، تاركين للأجيال المتعاقبة قيما ينتهجونها.

(نقلا عن الغد الأردنية)