نظمت مديرية اوقاف مادبا، وبالتعاون مع الجامعة الاميركية في مادبا، حفل الوئام بين الاديان، برعاية عطوفة محافظ مادبا جمال البدور، وحضور رئيس بلدية مادبا الكبرى المهندس احمد الفساطله، ومدير الشرطة العقيد ماهر الخالدي، ورجال الدين المسيحي والإسلامي، وعدد من طلبة وأساتذة الجامعة، وجمع غفير من المدعوين من أبناء ووجهاء محافظة مادبا.

إبتدأ الحفل بالسلام الملكي وايات من القرآن الكريم والإنجيل المقدس.

في كلمته أشار رئيس الجامعة، الدكتور نبيل ايوب، إلى ان هذه المناسبة تاتي استجابة لدعوة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لعقد اسبوع الوئام بين الاديان. واضاف اننا نقف اليوم على قاعدة انسانية اساسها الايمان بالله والمحبة والاخلاق الموروثة عن الاجداد المصقولة بالانتماء للوطن وقيادته، وأضاف أيضاً إلى أن الجامعة الاميركية في مادبا قد تبنّت مع مديرية الاوقاف هذه المبادرة تصديقا من الجامعة لرسالتها التربوية التي تقوم على تنمية المواهب والميول النبيلة المكوِّنة للارث الثقافي والتاريخي، والتي تتيح للشباب توسيع فضاء المعرفة الثقافية والعلمية والتعرف الى قيم التفاهم، والسلام، والإخاء، وقبول الآخر واحترام خصوصيته وحقوقه.

وقال الاب بطرس حجازين، كاهن رعية مادبا، ان اسبوع الوئام العالمي قد تم تبنيه عام 2010 بعد ان طرحه جلالة الملك عبدالله الثاني على الجمعية العامة للامم المتحدة، مشيرا إلا أن أسبوع الوئام هو أسبوع وئامٍ بين الانام واسبوعاً لإستذكار السلام والمحبة بين جميع أتباع الديانات. واضاف ان الاديان هي مجموعة من العقائد والشرائع والوصايا التي تتحول الى ممارسات وشعائر بشرية تعبر عن مقصد الله، ومقصد الله ينبع من اسمائه : السلام، الرحيم والغفور، مؤكدا اننا نعيش هذه الممارسات مع الاخر بمحبة، ونتقبله باختلافه واختلاف عقائده.

فيما اكد مفتي مادبا يوسف ابو حسين إلى عمق العلاقات الاخوية والتلاحم بين ابناء الوطن الواحد، هذه العلاقات المبنية على المودة والتسامح والعدل والمساواة والانصاف، انطلاقا من التوجيه الرباني الواضح في القرآن. وقال ان الاسلام دعا الى ان تكون العلاقة بين الناس علاقة محبة واحترام وتراحم دون النظر الى اللغة والجنس والعرق والدين .واضاف ان رسالة عمان التي انطلقت بتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني ركزت في مضمونها على الرحمة والوسطية والاعتدال ومحاربة الفكر المتطرف والغلو، مشددا ان المواطنة في الاسلام تعني الانتماء للوطن والحضارة والثقافة المتنوعة ولا تتعارض مع حرية الانسان الفطرية في الاختيار فلا اكراه في الدين .

الاب عماد الطوال بدوره أكّد ان الاحتفال باسبوع الوئام العالمي بحاجة الى ترجمة عملية للمحبة والوئام على ارض الواقع المعاش، وكلٌّ منا مسؤول بهذا الاتجاه، مؤكدا ان الكنيسة الكاثولويكية في الاردن ترجمت الوئام إلى واقع عملي من خلال بناء المدارس والمؤسسات الكاثولويكية المفتوحة للمسيحيين والمسلمين منذ عقود طويلة، وقدّم في هذا الصدد شرحا عن المؤسسات الكاثوليكية المنتشرة في المملكة التي تقدم خدماتها للمسلمين والمسيحيين على حد سواء. وقال ان هناك العشرات من المدارس الكاثوليكية المنتشرة في مدن وقرى الأردن، ونسبة طلبتها المسلمين يشكّل 55 بالمئة، فيما يبلغ عدد موظفيها من المسلمين نحو النصف، كما أشار إلى المؤسسات الكاثوليكية الأخرى التي تلعب دوراً كبيراً جداً في خدمة المواطن واللاجئ والمريض كالكاريتاس ومركز سيدة السلام وراهبات المستشفى الإيطالي ومار منصور وغيرها من المؤسسات التي تُعَد مؤسسات غير ربحية ولا تتقاضى أي دعم من الدولة .

وقال مدير اوقاف مادبا بالوكالة، الدكتور عيسى البواريد، ان اختيار مديرية اوقاف مادبا للاحتفال باسبوع الوئام في رحاب الجامعة الاميركية في مادبا رسالة تؤكد على العلم والعقل ودوره في الوئام بين الاديان مؤكدا على استمرار التعاون مع الجامعة للحفاظ على الوئام والتعايش وابراز الصورة الناصعة له.

كما قدّمت طالبتان من كلية العمارة والتصميم أنموذجًا هندسيًا فريدًا من نوعه لمنتزه من المُقترح إقامته في الحرم الجامعي، وله ابعاد روحية حيث يحتوي على مكان للصلاة للمسلمين والمسيحيين وساحات للالتقاء والتحاور.

وقد أدار هذا الحفل الكبير الصحافي المميز الأستاذ فلاح القيسي.

للمزيد من الصور:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=1…