موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣٠ ابريل / نيسان ٢٠١٩
التزام الكنائس السورية بترميم الأضرار المادية، كما والأضرار الروحية

الفاتيكان نيوز :

بين الدمار الذي سببته الحرب في حلب منذ ثماني سنوات تظهر إشارات جديدة للرجاء تسمح برؤية إمكانية إعادة إحياء ذلك التعايش السلمي بين مختلف الإثنيات والطوائف الدينية التي كانت تشكل الموزاييك السوري المعقد.

خطوة جديدة في هذا الاتجاه تمت يوم 23 نيسان الحالي، في ثاني مدينة سورية حلب، حيث أعيد افتتاح كاتدرائية سيدة الانتقال للروم الكاثوليك بقداس إلهي ترأسه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي الذي أكّد أن إعادة افتتاح الكنيسة هو "علامة رمزية وبادرة خير لعودة سورية كما كانت بجمالها وحيويتها".

وفي هذا الإطار شرح سفير الكرسي الرسولي بدمشق الكاردينال ماريو زيناري لفاتيكان نيوز، متحدثًا عن علامات الرجاء التي قدّمها إعادة افتتاح الكاتدرائية في حلب وقال: بالإضافة الى الأضرار المادية لدور العبادة، تلتزم الكنيسة السورية أيضًا بترميم الأضرار الروحية التي اصابت جماعة المؤمنين. بدون شك كان الحدث جميل جداً ومعزٍ. إنها ثاني كاتدرائية كاثوليكية في حلب انتهت فيها اعمال الترميم، بينما لا تزال هناك كنيستان تستمر فيهما أعمال الترميم. هي خطوة لترميم الأضرار التي أصابت هذه المباني المقدسة. أنها خطوة أولى وضرورية ولكنها ليست الأهمّ، أذا فكرنا بالأضرار الأخرى التي تعرّضت لها هذه الكنائس، وأحد هذه الأضرار هي الهجرة؛ وهذا الضرر هو أخطر من الضرر المادي لكاتدرائية مدمرة أو نصف مدمرة.

وفي جوابه على سؤال حول واقع أن جميع الجماعات المسيحية ملتزمة لترميم الاضرار التي حدثت في الكنائس بالإضافة الى الجهد لإرجاع المؤمنين إلى أراضيهم، قال الكاردينال زيناري إنّه الجانب الأكثر أهمية وضرورة من ترميم الكنائس. لكن للأسف وحتى لقد رأينا عودة ضئيلة للمسيحين، وهذه بالفعل نقطة أليمة ولاسيما هجرة الشباب المسيحي، الفئة العمريّة التي سببت العواقب لجماعاتنا، نقص الشباب. إن سنوات الحرب الثمانية هذه قد حملت صدمة لسورية بأسرها، أكان على صعيد المجتمع المدني أو في داخل مختلف الكنائس. تلتزم الكنائس هنا أيضًا بترميم هذه الاضرار المادية التي أصابت دور العبادة ولكنها في الوقت نفسه قد بدأت بترميم الأضرار الروحية أيضًا.

وبالإجابة على سؤال حول عدد المسيحيين الذي تناقص خلال الحرب وإذا ما كانت إعادة المؤمنين بالمسيح أساسيّة لهذ الأرض، ودورهم الأساسي في ترميم هذا الموزاييك السوري الذي كان يتعايش بسلام، قال الكاردينال زيناري: أقول دائمًا إنَّ الضرر الذي سبّبته الهجرة القسريّة للمسيحين هو ضرر ليس فقط للكنائس ولكنّه أيضًا ضرر للمجتمع. فالمسيحين كانوا هنا منذ ستة قرون قبل الإسلام وقد قدموا مساهمة كبيرة عبر العصور في مجال التعليم والمدارس وفي مجال الصحة والمستشفيات وكذلك في المجال السياسي. وبالتالي فالمسيحين بالنسبة لي هم للمجتمع السوري كنافذة مفتوحة على العالم، يقدمون مساهمة مفتوحة وعالمية؛ ومع كل عائلة أراها تغادر، أرى للأسف هذه النافذة على العالم تنغلق شيئًا فشيئا.

وختم الكاردينال ماريو زيناري حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على سؤال حول الاحتفال والمشاركة بعيد الفصح في سورية وقال كان عيد الفصح جميل جدًا ومعز، فقد شارك المؤمنون بطقوس عيد الفصح وكان هذا الأمر تعزيةً للجميع. ففي عيد الميلاد كانت لدينا الفرصة للمرة الأولى للاحتفال بالقداس من دون قنابل وصواريخ؛ وكذلك فقد شكّلت أيضًا عزاء كبيرًا لكنائسنا ومسيحيِّينا فرصة الاحتفال بسلام بعيد الفصح المجيد.