موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم العربي
نشر السبت، ١٦ يونيو / حزيران ٢٠١٢
البيان الختامي لمجمع أساقفة الكنيسة المارونية

بكركي - البطريركية المارونية :

<p dir="RTL"><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">بدعوةٍ من صاحب الغبطة مار بشاره بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكلّي الطوبى، أُقيمت الرياضة الروحية السنوية والتأم المجمع المقدّس في بكركي من صباح الإثنين 11 حزيران 2012 إلى السبت 16 منه، برئاسة غبطته ومشاركة صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير الكلّي الطوبى، وأصحاب السيادة، مطارنة الكنيسة المارونية المقيمين في لبنان والوافدين إليه من أبرشيات النطاق البطريركي (سوريا ومصر والأردن والأراضي المقدسة وقبرس) وبلدان الإنتشار (أوروبا والولايات المتّحدة الأميركية وكندا والمكسيك والأرجنتين والبرازيل وأوستراليا)، وقد حملوا معهم هموم شعبهم ومعاناته وتطلّعاته.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">اجتمعوا كلّهم ملتمسين نور الروح القدس، وهم في زمن العنصرة، كما اجتمع الرسل بعد القيامة في العلّية، واستمعوا إلى مرشد الرياضة الروحية، الأب دافيد نويهاوس اليسوعي يقرأ معهم تاريخ نشأة الكنيسة في ضوء كتاب أعمال الرسل. ودعاهم إلى التأمّل في تكوين الجماعة المسيحية الأولى، وبخاصّة في شخصيتَي بطرس وبولس، مع التشديد على الإصغاء إلى كلمة الله والتحرّر من الخوف والإنفتاح على الأمم. وطرح عليهم، بنتيجة ذلك، قراءة لهويّة كنائسنا المشرقيّة ورسالتها.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">وفي نتيجة تأمّلاتهم، رأى الآباء أنّ الكنيسة المارونية، بتنوّع أعضائها أينما وُجدوا، في لبنان أم في بلدان النطاق البطريركي أم في بلدان الإنتشار، تمثّل هي أيضاً جسد المسيح الواحد، وهي مدعوّة لتعكس وجه المسيح القائم من الموت بفرح الشهادة له.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">وفي موازاة الرياضة الروحية، ترأس صاحب الغبطة المجمع المقدّس الذي أوكل أعماله إلى الربّ يسوع المسيح بشفاعة العذراء مريم، سيدة لبنان، ومار مارون والقدّيسين شفعائنا. واستهلّه بالصلاة لراحة نفسَي المطرانَين جون شديد وانطون حميد موراني المتوفَّين. كما دعا الآباء إلى المشاركة في جنازة أخيهم المطران ريمون عيد الذي توفّي أثناء أعمال المجمع.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">وبعد أن تدارس الآباء شؤوناً كنسيّة واجتماعيّة ووطنيّة، أصدروا البيان التالي:</span></span><br /><br /><span style="color: rgb(0, 0, 255);"><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;"><strong>أولاً: السير بروح الشركة والمحبة</strong></span></span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">1- هنأ الآباء صاحب الغبطة على ما حققه خلال سنة. وشكروا الله على التجدد الحيوي الذي تشهده كنيستنا إنطلاقا من شعار غبطته &quot;شركة ومحبة&quot;، ومن إلتزامه بتطبيق المجمع البطريركي الماروني في مقرراته وتوصياته. وهم يتطلعون إلى أن تكتمل مفاعيل هذه الحيوية في الهيكلية التنظيمية للبطريركية والأبرشيات والرهبانيات والمؤسسات الكنسية.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">وثمنوا الزيارات التي قام بها صاحب الغبطة في النطاق البطريركي وفي بلدان الإنتشار بهدف تثبيت الأبناء والإخوة في الإيمان وحثهم على الإخلاص لأوطانهم الجديدة من دون أن ينسوا رباطهم بلبنان حيث توجد جذورهم الكنسية والروحانية، وحيث البطريركية والبطريرك، وحيث أرض القداسة والقديسين.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">ورحبوا بالقمم الروحية المسيحية &ndash; الإسلامية التي عقدت على خطى الأسلاف الصالحين الذين أرادوا الكرسي البطريركي مكان تواصل وحوار بغية تثبيت العيش الواحد والمشترك وإعلاء صوت الضمير تجاه الأحداث والتطورات. وقدروا مبادرة غبطته لجمع القادة الموارنة حول المبادئ الأساسية التي توحدهم في خدمة الوطن والمواطنين وفي الحفاظ على صيغة لبنان الفريدة.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">وعلقوا الآمال الكبار على طاولة الحوار التي دعا إليها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وترأس جلستها الأولى. وأيدوا البيان الصادر عنها ورأوا فيها منطلقا أساسيا للخروج، بالتضامن والثقة والإلتزام، من الأزمة السياسية والإقتصادية والإجتماعية، ولضمانة الإستقرار الأمني في لبنان، ولتحديد دوره الإيجابي في إحلال السلام العادل والشامل في بلدان الشرق الأوسط.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">2- وتطلع الآباء بكثير من الأمل إلى زيارة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر إلى لبنان في ايلول المقبل، واعتبروها نعمة من الله وعطية مميزة، إذ إن قداسته سيعلن من لبنان إرشاده الرسولي في أعقاب جمعية سينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط التي عقدت في روما في تشرين الأول 2010، بموضوع: &quot;الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط: شركة وشهادة&quot;. إنهم يقدرون عاليا لقداسته هذه الإلتفاتة المميزة للبنان وبلدان الشرق الأوسط التي تعيش تحولات لا آفاق واضحة لها حتى الآن.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">وشكروا الله على أن مجمع دعاوى القديسين أعطى اللامانع للبدء بالتحقيق في دعوى تطويب البطريرك الياس الحويك.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;"><span style="color: rgb(0, 0, 255);"><strong>ثانياً: تدابير كنسية</strong></span><br /><br />3</span></span><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">- تداول الآباء في أوضاع الأبرشيات المارونية في النطاق البطريركي وفي بلدان الإنتشار فناقشوا حاجات الرعايا والرسالات وكيفية تأمين كهنة ورهبان وراهبات لخدمة أبرشيات الإنتشار، ووضعوا قواعد لراعوية مشتركة بين الأبرشيات والرسالات الرهبانية، وشجعوا على تبادل الكهنة بين أبرشيات النطاق البطريركي وأبرشيات بلدان الإنتشار.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">وانتخبوا مطارنة للأبرشيات الشاغرة في النطاق البطريركي، وهم: المطران كميل زيدان، النائب البطريركي، مطرانا لأبرشية انطلياس، والخوراسقف جورج شيحان، المدبر البطريركي لأبرشية حيفا والأراضي المقدسة وكاهن رعية مار شربل في عمان، مطرانا لأبرشية مصر والسودان خلفا لسيادة المطران فرانسوا عيد الذي عينه غبطة البطريرك معتمدا بطريركيا لدى الكرسي الرسولي ورئيسا للمعهد الحبري في روما، والأباتي موسى الحاج الراهب الأنطوني، المدبر البطريركي السابق لأبرشية اللاذقية، مطرانا لأبرشية حيفا والأراضي المقدسة والنيابة البطريركية في القدس والأردن، والخوراسقف مارون العمار، رئيس الإكليريكية البطريركية في غزير، نائبا بطريركيا في نيابة الجبة من الأبرشية البطريركية، والأب بولس روحانا، الراهب اللبناني الماروني، أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط، نائبا بطريركيا في نيابة صربا، والخوراسقف جوزف معوض، النائب العام في أبرشية جبيل، معاونا ونائبا بطريركيا في الكرسي البطريركي، وأسند إليه غبطة البطريرك نيابة إهدن &ndash; زغرتا. وقد منح قداسة البابا المطارنة الجدد الشركة الكنسية.<br /><br />4</span></span><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">- واتخذ الآباء تدابير بشأن أبرشيات الإنتشار، تعلن في حينه. وانتخبوا المطران ميشال عون ممثلا للكنيسة المارونية، إلى جانب غبطة البطريرك، في جمعية سينودس الأساقفة حول الأنجلة الجديدة التي ستعقد في روما في تشرين الأول المقبل، والمطران فرانسوا عيد رديفا له. وجددوا ولاية المطران سمير مظلوم كأمين سر لسينودس أساقفة الكنيسة المارونية ولمجلس المطارنة الموارنة في لبنان. وانتخبوا المطران كميل زيدان عضوا في المجمع الدائم، وعين غبطته المطران بولس الصياح عضوا فيه.<br /><br />5</span></span><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">- وتدارس الآباء موضوع التنشئة الكهنوتية وتداولوا في خطة متكاملة للمدارس الإكليريكية (مار مارون غزير ومار انطونيوس البادواني كرمسده وما اغسطينوس كفرا)، وفي توحيد كليات الفلسفة واللاهوت، وتنشئة الكهنة المستدامة بعد رسامتهم الكهنوتية. وتوقفوا بنوع خاص على التنشئة الكهنوتية الملائمة لبلدان الإنتشار. وتمنى الآباء أن تكرس الأبرشيات الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة لتنشئة كهنة الغد، وأن يكون مركز التنشئة الأساسية في لبنان، لما يحمل من رمزية عالية بالنسبة إلى الكنيسة المارونية؛ وأن يكون للمعهد الماروني الحبري في روما دور جديد في تنشئة الكوادر، ولإكليريكية سيدة لبنان في واشنطن دور في تنشئة كهنة الإنتشار.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">وأولوا شؤون الكهنة المتنوعة اهتماما خاصا، وأنشأوا لجنة لهذه الغاية برئاسة المطران منير خيرالله.<br /><br />6</span></span><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">- وناقش الآباء التقرير السنوي الذي قدمته اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية المتضمن الإنجازات والمشاريع المستقبلية. وشكروا أعضاءها، وبخاصة سيادة المطران بطرس الجميل لعمله الدؤوب وجهوده لتحقيق الإصلاح الليتورجي منذ أكثر من أربعين سنة ولترؤسه اللجنة البطريركية لمدة خمس وعشرين سنة. وقد عملت اللجنة طوال هذه الفترة بروح كنسية وعلمية وببعد راعوي مستندة إلى الأصول وعاملة بالتشاور والمشاركة مع أصحاب الخبرة والإختصاص.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">وعين غبطته المطران يوسف سويف، رئيس أساقفة قبرص، رئيسا للجنة البطريركية للشؤون الطقسية خلفا لسيادة المطران بطرس الجميل الذي منح لقب &quot;رئيس شرف&quot;.</span></span><br /><br /><span style="color: rgb(0, 0, 255);"><strong><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">ثالثاً: الشؤون العامة</span></span></strong></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">7- إزاء الوضع الإقتصادي والإجتماعي في لبنان الذي يتجه نحو أزمة خطيرة بنتيجة إرتفاع الدين العام وجمود الحركة الإقتصادية وتدني القدرة الشرائية لدى المواطن، يدعو الآباء جميع المسؤولين إلى وضع خطة ناجحة للنمو الإقتصادي والإنماء المناطقي ودعم قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة، وتوفير فرص عمل لأجيالنا الطالعة.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">كما يدعون المواطنين إلى مزيد من التضامن والتعاضد في الظروف الراهنة، فيما الكنيسة بكل مؤسساتها عازمة على مضاعفة جهودها في المجال الثقافي الإجتماعي على أنواعه من أجل تخفيف معاناة المواطنين وفتح آفاق جديدة بوجه الشبيبة، أمل البلاد.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">وإذ يتطلع الآباء بأمل إلى ما تتوق إليه شعوب البلدان في العالم العربي من إصلاحات متنوعة، وفق حاجاتهم وتطلعاتهم، يأمل الآباء أن يتوصلوا إلى أهدافهم بالحوار والتفاهم والطرق السليمة. ويأسفون شديد الأسف للعنف الدائر، من أجل هذه الغاية، لما يجري من صراعات في المنطقة العربية، ولا سيما على الساحة السورية. وإنهم، إذ يتألمون لسقوط الضحايا، يضرعون إلى الله من أجل وقف دوامة العنف وإحلال السلام العادل والشامل.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">وفي المناسبة تجدد كنيستنا المارونية إلتزامها بقضايا العالمين العربي والإسلامي وبواجب نشر لغة الحوار والمحبة والتواصل، كي يصل كل شعب وكل بلد إلى حقوقه وحرية تقرير مصيره.</span></span><br /><br /><span style="color: rgb(0, 0, 255);"><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;"><strong>خاتمة</strong></span></span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">يغادر الآباء اليوم علية بكركي، بعدما صلوا معا، وفكروا معا، وساروا معا على خطى الرسل والكنيسة الناشئة، ممتلئين فرحا ورجاء بالروح القدس، ليعودوا إلى أبرشياتهم وعوالمهم حاملين بشارة الخلاص شاهدين لقيامة الرب ولحضوره الدائم والأبدي في كنيسته.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">ويقولون اليوم لأبنائهم وبناتهم المنتشرين في الأقطار الأربعة: لا تخافوا! المسيح معكم، وروحه القدوس يعضدكم! تمسكوا بتراث كنيستكم السرياني الأنطاكي وكونوا شهودا لما يحمله من روحانية وقيم.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">كما يقولون لإخوتهم في الشرق الأوسط، مسيحيين ومسلمين: تعالوا نلتزم معا ببناء أوطاننا على الأخلاق النابعة من إيماننا بالله، ونجعل منها فسحة حقيقية لحوار الأديان والحضارات والعيش الواحد المشترك.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">يشكر الآباء الله على النعم التي أغدقها عليهم في خلال هذا الأسبوع. ويضرعون إليه سائلينه، بشفاعة العذراء مريم، سيدة لبنان، أن يمدهم بالقوة والحكمة كي يتابعوا، بنعمة الروح القدس، مسيرة كنيستهم في الشهادة للمسيح بالمحبة. فالمحبة وحدها كفيلة بأن تقرب الشعوب وتبني الأوطان وتحفظ المجتمعات وتصون الخير وتؤسس للسلام العادل والدائم.</span></span></p>