موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٨ يونيو / حزيران ٢٠١٨
البيئة أمانة إلهية.. بطريركية الأرمن الأرثوذكس تحتضن مؤتمرًا حول ’الدين والبيئة‘

انطلياس – الوكالة اللبنانية :

افتتح مؤتمر "الحوار الديني بين الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية ومركز حوار الأديان لرابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية الايرانية" حول موضوع "الدين والبيئة" في مقر الكاثوليكوسية في انطلياس، بمشاركة البطريرك ارام الاول، ورئيس المركز ابو ذر إبراهيمي، بحضور وزير السياحة اللبناني افيديك كيديان، وعدد كبير من الاختصاصيين.

بداية صلاة مسيحية واسلامية، تبعها كلمة للبطريرك ارام الاول شدد فيها على ان "ما يتناوله المؤتمر من مناقشات حول مشاكل البيئة والحلول الواجب اعتمادها وعلاقة البيئة بالدين وعلاقة البيئة بالدين مهمة جدا، لأن البيئة هي من أسس الخلق الذي أعطانا اياه الله وعلينا أن نحافظ عليها وتسليمها إلى الأجيال المقبلة سليمة ونظيفة، كما استلمناها من أجدادنا وأبنائنا.

وذكر بكل "المؤتمرات البيئية العالمية التي عقدت بدءًا من العام 1992 والتي حذرت من المخاطر المقبلة"، معتبرا أن "عدم الالتزام بما صدر عنها من مقررات اوصل العالم إلى ما نحن عليه حيث أصبحت المشاكل البيئية تهدد العالم أكثر من أي وقت مضى وأصبحت معها المشكلة مشكلة وجودية، ومن هنا كان مؤتمرنا الذي سيناقش المشكلة ويضع لها الحلول الجدية".

ورأى أن "النظام الكوني الان يواجه تهديدا كبيرا نتيجة الخلل الحاصل في النظام البيئي الحالي، لذلك علينا أن نحتضن البيئة، وفي هذا الموضوع تنظر المسيحية إلى هذه المسألة بكل اهتمام، فترى أن البيئة هي من ضمن الخلق والابتكار، والكون هو جزء من عملية الخلق وهو وجد وخلق على يد الله الخالق وهو عمله الجيد، اما الشر فهو ليس جزء من الخلق هو عدم الخلق، وعالمنا اليوم يشهد معركة قوية بين الخير والشر وهذه النظرة يشاركنا فيها الدين الاسلامي".

واعتبر أن هناك أسبابا جذرية لما يحصل من مشاكل على مستوى البيئة واهمها: النمو الاقتصادي غير المحدود والذي يحمل أهدافا سياسية إلى حد بعيد، نظرية الاستهلاكية وهي نظرة غربية أعطت البعض ثروات كبيرة وقسمت العالم إلى محظوظين وغير محظوظين والتوزيع غير المتساوي للموادر العالمية وهو ما أدى إلى تفشي العنف وترك آثارا على البيئة".

وقال: من هنا نطرح عددا من الحلول وفقا المسيحية وهي: التوزيع المأساوي للثروات، العلاقة السلمية والصحية بين مكونات الخلق، الحياة المسؤولة التي يجب أن تظللها القيم الروحية والعلاقة العميقة مع الله". وختم البطريرك ارام الاول بالقول: "اذا ما التزمنا بكل ذلك تختفي المشكلة، من هنا فأننا نحتاج إلى نقلة نوعية وكبيرة في التفكير المتمحور حول الانسان ليكون الله هو محور كل شيء في الكون وليس الانسان وأهدافه".

اما الدكتور إبراهيمي، فشدد على أن "المشاكل البيئية ازدادت كثيرا في الفترة الأخيرة مع نمو التكنولوجيا الذي يشهد تسابقا غير معلن حتى اصبح بعيدا عن السيطرة، اما الإسلام فينظر إلى البيئة من وجهتين: ان البيئة هي امانة إلهية وضعت لنا وعلينا أن تسلمها الأجيال المقبلة بعد المحافظة عليها وان نعتبر البشر ورثة البيئة وعليهم أن ينقلوها سليمة وبدون مشاكل".

وعدد نتائج التعدي على البيئة والتي تتفق عليها الاديان وهي: تفاقم الصراعات ونقلها الى الأجيال المقبلة، التعدي على مظاهر معرفة الله وهي من أرقى المعارف في الأديان الإبراهيمية، ازالة القداسة من الطبيعة بواسطة التكنولوجيا وهذا يعني تدمير الافاق الالهية لمعرفة الحق في الكون". وطرح عددًا من الحلول منها سد حاجات الانسان بشكل متساو، تأكيد الحاجات الحقيقية للإنسان ومعاملة سائر المخلوقات ومنها البيئة بطريقة لا تلحق الضرر بها وهذه مسألة أكد عليها الدين الاسلامي".