موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٥ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩
البطريرك يونان يحتفل بالقداس للرعية السريانية الكاثوليكية في الهاشمي

عمان - أبونا :

ترأس بطريرك السريان الكاثوليك البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان القداس الإلهي بمناسبة أحد بشارة مريم العذراء بالحبل بالرب يسوع، لأبناء الرعية السريانية الكاثوليكية، وذلك في كنيسة سيدة الكرمل في منطقة الهاشمي الشمالي.

وعاون غبطته في القداس معاون النائب البطريركي في الأرض المقدسة المونسنيور أفرام سمعان، وكاهن رعية السريان الكاثوليك في الأردن الأب فراس دردر، وأمين سر البطريركية الأب حبيب مراد. وشارك في القداس النائب البطريركي للاتين المطران وليم شوملي، والقائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور ماورو لالي، والسفير العراقي في الأردن حيدر العذاري، وعدد من الكهنة من مختلف الكنائس، بمشاركة حشد من المؤمنين.

وتحدّث البطريرك يونان في عظة القداس عن أحد بشارة العذراء مريم بالحبل الإلهي: "لا تخافي يا مريم: بهذه الكلمات يشجّع الملاكُ جبرائيل مريمَ العذراء كي تتّخذ القرار باتّباع الرب، ومن خلالها يطلب منّا الرب أن نتحلّى بالشجاعة لاتّباعه وتسليم حياتنا له، لماذا؟ لأنّ الله معنا، فإذا كان الله معنا فمن يقدر علينا؟"، مشيرًا إلى أن "العذراء وضعت ثقتها كاملةً بالرب، مع أنّ ما سمعَته كان غير مستطاع عند البشر، إنّما مستطاع عند الله. سألت مريم الملاك: كيف يتمّ هذا وأنا لا أعرف رجلاً، لكنّها سلّمت أمرها للرب بقولها: ها أنا أمةٌ للرب، فليكن لي بحسب قولك".

ونوّه إلى "أنّ الكنيسة السريانية كنيسة شاهدة وشهيدة، شاهدة لإنجيل المحبّة والسلام في خضمّ الشدائد والمحن والحروب والتهجير والخطف والقتل، وشهيدة عبر القرون الطوال محبّةً بمخلّصها الذي قَبِلَ أن يُرفع على خشبة حبّاً بنا. وهذه الكنيسة أرادت أن تتمثّل وتتشبّه بمخلّصها". وقال: "نعم إنّ كنيستنا السريانية قليلة العدد، ولكنّها قدّمت الكثير من الشهداء والمعترفين، والمعترف هو الذي تألّم من أجل الإيمان، لكنّه بقي على قيد الحياة. ونحن نفتخر بها لأنّها من الكنائس الأولى، سيّما ونحن هنا في المملكة الأردنية الهاشمية، بالقرب من مدينة بيت لحم حيث وُلِد الرب يسوع، بالقرب من الناصرة حيث تمّت بشارة مريم، وبالقرب من القدس حيث أتمّ الرب يسوع فداءنا على الصليب وحيث قُبِر وقام بعد أيّامٍ ثلاثة".

وشدّد البطريرك يونان إلى أنّنا "رغم كلّ شيء نبقى متمسّكين بهذا الإيمان، لأنّنا نعرف بمن وضعنا رجاءنا. البعض يقولون هذا كلام جميل لكنّ الواقع أليم جداً، وهذا صحيح. واقعنا وواقعكم أليم جداً، لأنّ التغرّب والتهجير اللذين حلا بكنيستنا كما بالمسيحيين في العراق وسوريا ليسا بالأمر السهل، خاصّةً أنّنا نعلم أنّ الأمم المتّحدة تجتمع مرّاتٍ عديدةً وتنادي بحقوق الإنسان هنا وهناك وتبكّت من ينتهك هذه الحقوق، ولكنّ هذه الحقوق تُنتهَك مراراً وتكراراً في هذه المنطقة، وليس من يطالب بتوقيف هذه الانتهاكات".

وأشار إلى أنّنا "نسمع الكثير من البلاد الغربية عن آلامنا ومحننا وعن تهجيرنا وتغرّبنا، ولكنّ الكلمات المعسولة لا تكفي وحدها. سنبقى دوماً الصوت الصارخ مهما كلّفنا الأمر، وسنصرخ على الملأ أمام العالم برمّته، سيّما أمام العظماء في هذا الكون وأصحاب السلطة والمسؤولية، وسنجدّد التأكيد على أنّنا نحن المسيحيين في الشرق مهدَّدون بالزوال، وهذه الخسارة ليست فقط لنا، ولكنّها خسارة للشرق كما للغرب، خسارة للكنيسة الجامعة كما للعالم أجمع.

وختم البطريرك يونان عظته بالقول: "في هذه الأيّام، نتوجّه بأنظارنا وأفكارنا وعواطفنا نحو مغارة الميلاد في بيت لحم، حيث وضعنا رجاءنا، وحيث الكنيسة تطلب منّا أن ننشد أنّ المسيح المولود هو الرجاء للبشرية. لذلك، رغم كلّ ما نعانيه ونتألّم من أجله، سنتابع السير في درب الرجاء هذه، سائلين الرب يسوع الذي فيه وضعنا ثقتنا أن يبقى دوماً معنا، متذكّرين قوله لتلاميذه ومن خلالهم لكلّ واحدٍ منّا: لا تخافوا، أنا معكم كلّ الأيّام حتى منتهى الدهر، آمين".

وألقى كاهن الرعية الأب فراس دردر كلمة ترحيبية بغبطته، معربًا عن عميق فرحه ومعه جميع أبناء الرعية بهذه الزيارة الراعوية، ومثنيًا على كلّ ما يقوم به من أعمال جليلة واهتمام بأبناء الكنيسة في كلّ مكان، وخاصةً ما يبذله غبطته من جهود جبّارة في رعاية أبنائه النازحين والمهجَّرين، فضلاً عن مواقفه الرائدة في الدفاع عن حقوق مسيحيي الشرق أمام المسؤولين وأصحاب القرار في العالم، متمنّيًا لغبطته العمر المديد مع الصحّة والعافية.

وبعد القداس، أقامت الرعية السريانية الكاثوليكية في عمّان حفل استقبال على شرف غبطته.

للمزيد من الصور:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=2…