موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٨ فبراير / شباط ٢٠١٨
البطريرك يونان يترأس الاحتفال الرسمي بعيد مار أفرام السرياني‎

أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية :

اعتبر صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، أنّ "السلطة والمناصب جُعلت للخدمة المتجرّدة والأمينة للعهد الذي قطعه المسؤولون أمام الشعب الذي انتخبهم"، مصلّياً "كي يختار اللبنانيون في السادس من أيّار القادم النواب الذين سيمثّلونهم خير تمثيل في المجلس النيابي، ويكونون مؤتمَنين على خدمتهم. فلبنان أولاً وأخيراً يُبنى بشعبه ويزدهر بأبنائه وبناته المؤمنين به، وطناً نهائياً للحرّية، ونموذجاً للمشاركة التوافقية الحضارية، وهو الوطن - الرسالة للعالم أجمع".

كلام البطريرك يونان جاء خلال ترؤسه الإحتفال الرسمي لطائفة السريان الكاثوليك بمناسبة عيد القديس مار أفرام السرياني، شفيع الطائفة وملفان الكنيسة الجامعة، يعاونه الأساقفة والكهنة والشمامسة، بمشاركة حشد غفير من المصلّين، يتقدّمهم معالي وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون ممثّلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ودولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وسعادة النائب نبيل دو فريج ممثّلاً دولة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وعدد من الأساقفة ممثّلين بطاركة الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، ومعالي الوزير ملحم رياشي ممثّلاً رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وسعادة النائب نديم الجميّل، وممثّلو رؤساء الأحزاب، وقادة الأجهزة الأمنية، وأعضاء المجلس الإستشاري الأعلى للطائفة، وفعاليات.

وفي موعظته، اعتبر غبطة البطريرك يونان أنه "يجب علينا في لبنان، كما على غيرنا من مختلف الطوائف، كبيرة كانت أم صغيرة، أن ندافع عنه، وطناً حرّاً، وطناً للجميع، وطناً لجميع الطوائف وليس حكراً على طائفة أو دين. ولكون السريان قد عانوا الأمرّين في مناطق أخرى من هذا الشرق، من أجل حرّيتهم الدينية وكرامتهم الإنسانية، سنظلّ نثمّن النظام القائم في لبنان، بالرغم من نقائصه ومحدوديته، ونعتبره النظام الأكثر عدلاً وحريةً وديمقراطيةً في هذا الشرق".

وذكّر غبطته بمضمون "الوثيقة التاريخية التي وقّعناها مع قداسة أخينا البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، وفيها طالبنا باستحداث مقعدَين نيابيين، واحد للسريان الكاثوليك وآخر للسريان الأرثوذكس، مع وجوب تمثيلنا في وظائف الفئة الأولى والأسلاك القضائية والعسكرية والدبلوماسية، سيّما ونحن السريان مكوِّن مؤسِّس في صلب نشأة هذا الوطن الحبيب، وقد قدّم أبناؤنا ولا يزالون يقدّمون التضحيات في سبيل إعلاء شأنه وازدهاره".

وسأل غبطتُه اللهَ أن "يحمي لبنان من كلّ مكروه ويجمع أبناءه وبناته بروح التوافق الحرّ الخلاق، ويبارك البادرات الوطنية التي يسعى إلى تحقيقها فخامةُ رئيس البلاد العماد ميشال عون، مع رئيسَي المجلس النيابي والحكومة، والمعاونين النزيهين من ممثّلي الشعب والمسؤولين كافةً".

وتحدّث غبطته عن القديس مار أفرام السرياني، كنّارة الروح القدس، وملفان الكنيسة الجامعة، الشاعر والشادي المريمي، والشمّاس، والذي عرف التهجير، مستذكراً هجرة المسيحيين من الموصل وسهل نينوى على يد الإرهابيين واقتلاعهم من أرض الآباء والأجداد، وكذلك من سوريا جراء الصراعات العبثية، وهم "يعانون الأمرَّين من قلق ويأس، وأفق المستقبل أمامهم مظلم ومخيف. هؤلاء الإخوة والأخوات يتيهون سائحين في أراضٍ غريبة، يأملون بوطنٍ يؤمّن لهم ولأولادهم العيش الحرّ والكريم"، مشيراً إلى أنّ "كلّ ذلك يجري على الملأ، أمام أعين الدول الكبرى التي تدّعي الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان، متجاهلةً هذه الفظائع، لأنّ أهدافها في منطقتنا هي التسلّط وليس الخدمة، الإحتكار وليس الإغاثة، فرض الهيمنة وليس نشر التنمية!، إذ يعقدون المؤتمرات التي لا تنتهي ويعدون بأحلام لا تتحقّق!".

وجدّد غبطته الثقة بالله الذي "يوجِد من المحنة خلاصاً، رغم الآلام والمعاناة، فهو الراعي الصالح الذي يسهر على القطيع الأمين له والساعي للحق والعدالة، منطلقاً في جدّة الحياة بإيمانٍ ثابتٍ لا تزعزعه الأنواء ولا تنال منه الشدائد"، منوّهاً إلى أنّ "كنيستنا السريانية أينما وُجدت، لا سيّما في لبنان وسوريا والعراق والأردن والأراضي المقدسة ومصر وتركيا، كما في أوروبا وأميركا وأستراليا، سعت دائماً وتسعى كي تبقى أمينةً لدعوتها: كنيسةً رسولية دُعيت للخدمة، ناشرةً حضارتها ذات الجذور الآرامية الأصيلة لمشرقنا، شاهدةً للخدمة المتواضعة الحقّة للمهجَّرين ولكلّ من يطرق أبوابها من الضعفاء والمهمَّشين. إنها كنيسة شاهدة وشهيدة، كارزة بإنجيل المحبّة والسلام حتى الإستشهاد حبّاً بمعلّمها الإلهي".